المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٠٩

بقية ( التخليل ) الشهية

عندما اجتمع الأهل والأقارب عند نجاتي لتهنئته على المولود الجديد الذي رزق به . كان الرجال والشباب فوق سطح العمارة لتناول العقيقة التي دعاهم اليها والد المولود . ومعهم بعض الأصدقاء المقربين من الجيران . وكان الحفل بالمولود مع أمه (نرمين ) والشموع ورش الملح وأغاني الوليد الجميلة , ودق الهون , والتكبير في أذن المولود يتم داخل شقتهم الواسعة , ويضم الجمع النساء المدعوات والفتيات من أبناء العائلة وصديقاتهن والأطفال الصغار ذكورا واناثا بعد أن تناولوا طعام العقيقة من قطع اللحم فوق صواني الفته وأنواع المخللات الشهية , وأخذوا يهنئون الأم بسلامتها وبمولودها الجديد الذي كانت تحمله (نور) معظم الوقت في سريره الصغير . وكان الحديث يدور بين السيدات عن سر تسمية المولود بهذا الاسم الغريب :( نبق ) , والأم تشرح لهم أنها وأسرتها تحب المشهيات والمقبلات من أنواع الطرشي التي تصنعها بمهارة وتتفنن في أصنافها , واطلاق اسمائها على أفراد العائلة كألقاب تميزهم بصفات يتسمون بها عندها : فلان كذا يشبه المخلل كذا , وفلانة شكلها كذا تشبه كذا . ولما أضافت الأم نرمين نوعا جديدا لعملية التخليل التي تقوم بها سرا ووضعته مع تشك

توقعات المولود الجديد

ما أحلى انتظار مفاجأة الولادة لمعرفة نوع الضيف القادم ولكن الكثيرات لا يحتملن الانتظار ، فالبعض يلجأ إلى الطبيب ، والبعض الآخر يلجأ إلى الموروثات الثقافية والجدات المخضرمات للتنبؤ بجنس المولود الذي يصدف غالباً . الخبرات النسائية تقول أن لشكل بطن الأم دلائل على نوع المولود ، فإذا كان بطن الأم مستديراً غير بارزاً فإنها تلد ذكرا، أما إذا كان بطنها مرفوعا لأعلى وحجمها كبير فهذه إشارة إلى أنها حامل بأنثى ومن ضمن المعتقدات أن الحمل ببنت يضفي على الأم جمالاً ، أما الولد فيزيدها شحوباً . الطريقة الفرعونيةللفراعنة نظرية خاصة في تحديد جنس المولود خاصة وأنهم أول من توصل إلى ذلك ، فكانوا يطلبون من المرأه الحامل أن تتبول في إنائين ، كل على حده ثم يحضرون حفنة صغيرة من القمح وأخرى من الشعير ،ويضعون كلاً في إناء ، وبعد متابعه عدة أيام ، إذا نبت الشعير أولاً يكون المولود ّذكراً ، وإذا نبت القمح أولاً يكون المولود أنثى !! الجدول الصيني ثمة طريقة تراثية صينية أخرى تتنبأ بنوع الجنين ، يطلق على هذه الطريقة "الجدول الصيني ". ويعتمد الجدول الصيني على تقدير عمر السيدة بالسنوات بشكل عدد صحيح و تحذف ا

التخليل والحديث ذو شجون

عملية الطرشي ..........( ماليش نفس للأكل ), ( نفسي مسدودة عن الأكل )قالت نرمين , لزوجها وأولادها هذه العبارات وهي تضع لهم طعام الغذاء وعقارب الساعة تشير الى الخامسة الا ربعا , قبيل آذان المغرب .ساعدتها ( نور ) ابنتها التلميذة في الاعدادي بنت الرابعة عشرة تقريبا , وامتلأت المائدة بألوان الأطعمة الشهية , وأهمها المخللات المتنوعة , وصينية خضار مشكل باللحم طهتها بالفرن , واحمر وجهها بشكل يفتح شهية الجائع , وبجوارها كان ( برام ) الأرز بالفرن ,بالاضافة الى دجاجة محمرة , وأواني الشوربة بلسان العصفور , وقال (نادر) ابنها الطالب في السنة الأولى بكلية الطب : الله يا ماما ... ريحة الأكل تجنن تسلم ايدك , ربنا يخليك لنا .أما الزوج ( نجاتي ) موجه اللغة العربية , فقد كان مستغربا ما بدأت به زوجته الحديث ,ومنتظرا أن تأتي زوجته لتجلس بجواره على المائدة بعد أن اكتمل الغذاء , فقال نادر :باقي دورق الماء والأكواب يا ست الكل .!! ـــ حاضر يا دكتور هكذا كانت تناديه هي وزوجها منذ أن التحق بكلية الطب , وتوجهت الى المطبخ لتحضر طلبه , وهي تقول : تفضلوا بالهناء والشفاء , واسمحوا لي ( أنا مش حا أقدر آكل معكم , لأني ح

أنا وشجرة التوت

عمر الانسان كالشجرة . يبدأ من البذرة تنبت في الأرض , ثم تنمو وتكبر , وتتفرع وتورق , ثم تزهر وتعيش ربيع الحياة , تهوي اليها الطيور المغردة , بجمالها وتبني أعشاشها فوقها , وأحيانا تأكل من ثمارها عندما تثمر , فاذا جاء خريف هذه الشجرة الأخير , رحلت عنها الطيور باحثة عن غيرها من الأشجار الفتية الخضراء لتعيد بناء أعشاشها من جديد . والشجرة سعيدة بكل من يستظل بظلها , أو يأكل من ثمارها المتجددة , أو يستعين بفروعها فيما يفيده أو ينفعه . تعطي بلا تمنع , ولا تنتظر شكرا من أحد , راضية بحياتها وبقائها عبر الفصول التي تمر عليها , من صيف حار , الى شتاء بارد , وربيع أخضر مزهر , وحتى في كل خريف يمر بها , تشعر بأن هناك موسما ستجدد فيه أوراقها وتغطي سياقنها وفروعها العارية لتجذب الأنظار اليها من جديد . أما هذا الخريف الأخير , فقد وقفت الشجرة مفكرة في الكدمات الكبيرة التي أصابتها من كثرة ما قطع منها من الفروع , وما مر بها من أحداث الزمن ,وتعرت الأرض عن جذورها التي كانت تغوص فيها , وشاهدتها ترقد حول جزعها راغبة في أن يدفنها صاحبها في جوف الأرض لتشعر بالراحة والأمان . وصعب على عصير الماء أن يمتد الى أطراف ال

نشأة الاسكندرية عروس البحر

....( ... أسس بطليموس دولة البطالمة في مصر , والتي استمر حكمها من عام 332 ق م الى عام 31 ق م ( حوالي 300 سنة ) , واتخذت الاسكندرية عاصمة لها . وذاعت شهرة الاسكندرية في عصر البطالمة في مجالات العلوم والفنون والصناعة والتجارة وصارت أهم ميناء على البحر الأبيض المتوسط , حتى أطلق عليها عروس البحر الأبيض المتوسط , واستعارت اسمها ( 40 أربعون مدينة ) موزعة على دول العالم . وأقام البطالمة منارة الاسكندرية , وأنشأوا جامعة اشتهرت بدراسة الطب والهندسة والفلك ومن علمائها المشهورين : اقليدس في الهندسة . و بطليموس في الجغرافيا . و ماتينون في التاريخ . وغيرهم في شتى العلوم والفنون ............ وكذلك أنشأ البطالمة ( مكتبة الاسكندرية ) التي وصل فيها عدد الكتب في عهدهم الى حوالي ثلاثة أرباع المليون كتاب بالاضافة الى نصف مليون ورقة بردي ومخطوط . ومن المنشآت التي أقامها البطالمة ( الجمنازيوم , وحلبة سباق الخيل , والمسرح ) وقد ازدهرت الاسكندرية في عهدهم ازدهارا لم تبلغه مدينة في العالم آنذاك ..........) (معالم العروس الساحرة الإسكندرية) جميلة رائعة. هل رأيت ( كورنيشها الممتد بتعاريجه من بداية الساحل ا

رحلة الى الفيوم

رحلة نص السنة : الى الفيوم ============ الفيوم تلك المحافظة الجميلة في بداية صعيد مصر .بعد الجيزة وبني سويف , تمتد مساحتها على نحو ألف وثمانمائة كيلو متر مربع تقريبا , وتضم ما يقرب من ما يزيد على مليوني نسمة وتشمل أربع مراكز شرطة وقسم أو بندر الفيوم , وهي مراكز أبشواي , وأسطا وسنورس , وطامية . وبها العديد من الأماكن السياحية النادرة : وأشهرها ( بحيرة قارون ) و ( أهرامات اللاهون ) و ( سواقي العزب ) أو وابور العزب( وعين السليين ) و ( وادي الحيتان ) و ( وادي الريان ) ………….. وغيرها من الأماكن الترفيهية الرائعة . انطلقنا اليها من عروس البحر الاسكندرية وكلنا شوق للتمتع بيوم خال من الهموم والمتاعب , ومليء بالرغبة في رؤية جمال الفيوم وكنا في هذه الرحلة نركب ( أوتوبيس شكر مصر للسياحة المكيف ) رقم 5074 بقيادة السائق القدير عم : مصطفي .ومعنا المشرف الأستاذ : رجب غازي . ورئيس الجماعة الاجتماعية العقيد : مجدي عبد الستار من ( مجموعة المتحدة ) أفراد الرحلة : عدد من الأسر المشتركة في المتحدة للخدمات الاجتماعية , رجال وسيدات وشباب وفتيات وأطفال وشيوخ مجموعة متجانسة من الناس الطيبين المحبين لقضاء وقت

عيد ميلادي

في الأول من شهر فبراير من كل عام درج الأهل على الاحتفال بمولدي , ففي هذا اليوم المشهود ولدت منذ أربعة وستين عاما مضت !!! كم هي طويلة تلك السنوات في أعماق الزمن , فقد عشت أيام الملكية في عهد ( فاروق الأول ملك مصر والسودان ) وعشت أيام الجمهورية في عهود : محمد نجيب , وجمال عبد الناصر , وأنور السادات , والرئيس الحالي حسني مبارك !! أربعة رؤساء وملك , خضعت لحكمهم ورصدت الأيام في زمانهم , وعرفت السعادة فيها والشقاء معا . لكني عندما أحتفل هذا العام بعيد ميلادي , أتذكر أحلى تلك السنوات وأجمل هذه العهود , وأفضل هؤلاء الحكام !!! الاحتفال كان مقتصرا على ثلاثة أفراد فقط هذا العام , زوجتي الغالية وأحمد ابني الصيدلي العازب الذي نعيش معه في شقتنا!! أو يعيش معنا سيان الأمر .!!! وشمعة واحدة مزينة وسط ( التورتة ) الشيكولاتية حسب رغبة ابننا , وفاكهة متنوعة . وبعض لقطات الصور من كاميرا محموله الجديد , وترديد كلمات النشيد المتعارف عليه ( happy bairthday to you.......to baba ) ونطفيء الشمعة ونأكل الفاكهة وجزءا من التورتة , ثم انطلق الصيدلي الى صيدليته , وبقيت مع زوجتى نستعيد ذكريات الأيام والسنين التي مرت بن