المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١١

هامان وهارون كل عصر

تم الكشف عن اسم هامان في التاريخ بفك رموز حجر رشيد من الآثار المصرية القديمة على يد (شامبليون الفرنسي) ووجد ذلك في لوح في متحف ( هوف ) في فيينا وسجل التاريخ أن هذا الاسم عاصر عهد موسى عليه السلام أثناء تواجده في مصر مع الفرعون ( رمسيس الثاني) كما ورد في الكتاب المترجم ( فرعون المجد والانتصار) للكاتب د. أحمد زهيرأمين متمت وقد جاء ذكر هامان في ستة مواضع في كتاب الله تعالى هي :   1- ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون ﴾ سورة القصص آية6   2- ( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَ جُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) سورة القصص آية 8     3- ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ من الكاذبين ) سورة القصص آية 38 4- ( وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَات

حصِّةُ الصباح في فصل دراسي

ذكريات معلم في ليبيا  ************** يربو على العشرين تلميذا بقليل ، جلسوا في مقاعدهم في الحصة الأولى من أول الأسبوع المقرر لامتحانات نصف العام الدراسي، وشمس الصباح تحتجب خلف جدر المدرسة في مدينة (أوباري ) الليبية في الجنوب من محافظة سبها  كان الشرق يلمع على حافة السماء الشرقية بضيائه الصاعد ، ولما تنقضِ الحصة الامتحانية في قواعد اللغة العربية ، وعيوني تلحظ التلاميذ في التفات متقطع ، ثم تأخذني هذه السطور التي أسجلها تارة ،ثم أعود فأغوص في عديد من الأفكار تارة أخرى. الفصل يطِلُّ بنافذته الزجاجية المكسورة على شارع عريض يفصل مبنى المدرسة على تلك المنازل المجاورة لها والمسماة ( أحواش ) ومن آن لآخر يعبر الطريق عابر، فيشدني إليه وهو يحث الخطا ليتقي ضربات الصقيع التي تولي هاربة أمام انقضاض الشمس على السماء ببطء وهدوء. صرير أقلام التلاميذ كانت تهمس في أذني ، وحفيف أوراق كراساتهم يكسر موجة الصمت بينهم ، وقد ترك البرد لمساته على تنفس التلاميذ الذين أصيب غالبيتهم بزكام الشتاء ، ويجذب بصري تلميذ وضع طرف قلمه في فمه وباطن كفه الصغيرة تحتضن ذقنه المدببة بينما تتمدد أصابعه على جانب خده الأيمن

الربيع والعازب

صورة
الربيع والعازب ************ شجىً يملأ النفس بكؤوس الحب ، والبغض والإعجاب ، والنفور والأمل واليأس أنت أيها العملاق تسجن النفس في بوتقة حبك وكراهيتك الرهيبة وتروح تذيقها من ألحان حرارتك ألوانا من الدفء والزمهرير مرحبا يا شباب الزمان يا سر الدهورالسرمدي العجيب يا يمين الخالق البديع تهدي الحائرين في متاهات الأيام الغريبة أنت أيها الربيع القادم في الأفق جئت يسير في موكبك النسيم والصفاء وتولد في القلوب الأزهار والعبير فتنبسط على صفحة الكون معالم أقدامك السندسية الموشاة سَرَى طيف الأشجان بمقدمك يا فتي الزمان ، وشفَّ عن الوجد والجنان وبدت مخبآت النفس والأفنان ، فعجز الوصف والبيان بأحرف منطوق اللسان تحدثت به زقزقات العصافير المنتشية المتلاقحة ونبضت به القلوب الشجية العازبة سعت معك الأفكار متنقلةً في حدائق جنتك ، وراء الجنس اللطيف الفاتن الرقيق هل قوتك من قوته أيها الربيع الفتَّان؟! ورودك النادرة طبعت قبلتها على شقائق خدوده وياسمينك الناصع ابتسم في لمعان غمَّازاته عن أقحوان فاق شقائق النعمان وودعك المساء بشفتين قرمزيتين ، وأسدل ليلك جدائل تعاريج الزهور في هفهفات الش

أنت حرٌ ما لم تَضُرّ

ذكرت اللغة العربية عن مادة الفعل ( ضَرَرَ) ؛أن ضرّ وضَارّ وأضر أن الضرر خلافُ النفع  ؛ وبه قال الجوهري من علماء اللغة فمصدر  الفعل ( ضرَّ : ضررا ) ومصدر ( ضار : ضرارا ) وذكر المصدران في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :( لا ضرر ولا ضرار) الذي رواه أبوسعيد الخدري الأنصاري رضي الله عنه ومعنى الضرر : هو إلحاق مفسدة بالغير مطلقا والضرار هو إلحاق مفسدة بالغير على وجه المقابلة ؛ أي كل منهما يقصد ضرر صاحبه من غير جهة الاعتداء بالمثل والانتصار بالحق والضرر اسم جنس للشيء الذي يضر عند أهل العربية ، والضرار قريب منه ومن هذا المنطلق ينبغي ألا يُدخِلَ الإنسان ضررا على أخيه الإنسان بالقول أو بالفعل  إلا بدليل شرعي يجيزه والضرر الممنوع في مدلول المصدر (ضررٌ) هو ما ينتفع القائم به لنفسه والضرار إدخال القول الضار أو الفعل الضار بما لا منفعة للقائم به لنفسه فالأول مالكَ فيه منفعة ، وعلى غيرك مضرة والثاني ما لا منفعة فيه لك وعلى غيرك فيه تقع  مضرة  فعلى منْ يريد أن يغير سلوكه إلى الأفضل بما يتفق مع قيم الشرائع والأديان السماوية أن يحرم سائر أنواع الضر ليصبح حرا بحق وهذا المفهوم من سياق أسلوب