غذاء الفكر وبقاء الذكر

كيف تتعلم الإنشاء ؟ إذا شئت أن ترقى في الإنشاء وتكون من الأُلى نبغوا فيه ، فاعمل بوصاتي هذه تنل ما تُؤَمل ، وتظفر بما تهوى : أكثر من القراءة في مؤلفات الأدب والبلاغة العربية : ** مثل كتاب الأمالي لأبي على القالي ، وكتاب الأغاني للأصفهاني ، والعقد الفريد لابن عبد ربه وغيرها من الكتب المشهورة لكبار الأدباء والبلغاء العرب نحو هذه الكتب المعروضة بالمكتبات العربية في كل مكان ومنها وعليك أن تحفظ كثيرا من عباراتها وتفهم معانيها ، واختر ما دق منها وعلا ، وجاد وسما ، حتى تمتليء ذاكرتك من هذه الألفاظ والأفكار ..... فضلا عن استشهادكَ بأيات من القرآن الكريم ، والأحاديث النبوية الشريفة ، عظيمة الإعجاز والبلاغة في روعتها ودقة كلماتها وكلمها ؛ وبذلك يتسنى لك أن تنفق منها لغيرك بأسلوبك وتتفق معك الحاجة ، فإذا عُهِدَ إليك أن تكتب في موضوعٍ ما ، فابدأ بتجزِئَته أجزاء ، واتئد كل الاتئاد في ترتيب تلك الأجزاء ، ثم اختر لها من الألفاظ ما حلا ذوقه ، وغلا في قيمته ، وبدا رونقهُ ، وسهل على اللسان نطقه ، وخفَّ على الآذان جَرْسُه ، وتعشَّقته الأفئدة ، وصبتْ إليه القلوب الموحدة ، وكن نائيا ما استطعت عن الا...

معنى الألف الليِّنَة هي : الألف الساكنة المفتوح ما قبلها ؛ نحو السَّنَا ــ إلى ــ قام ــ رَمَىْ ــ استرْضَىْ ــ استحيا (ء) ــ مِنَىْ ....... وتكون متوسطةٌ ومتطرفةٌ ؛ فالمتوسطة ترسم ألفا مطلقا ؛ مثل : نام ــ حصان ــ قناة ــ فتاة ــ يخشَاك ــ حتاكَ ــإحداهما ــ بُشراها ــ إلام ــعلامَ ــ حتام ــ بمُقْتَضَام ( بشرط ألا تتصل بهذه الأربعة هاء السَّكت وإلا رسمتْ ياءً ...... فالأسماء المبنية ترسم كلها بالألف إلا خمسة : أنَّى ، متى ، لدى ، أولى ( أؤلئك ) الألى ( الذين))والأسماء المعربة ثلاثية وغير ثلاثية ؛ فالثلاثية إن كانت ألفها مبدلة من واو رسمت ألفا ، وإن كانت مبدلةً من ياء رسمت ياء ؛ مثل : العصا ، القفا ، الونى ، الفتى .......... والزائدة على ثلاثية أعجمية ، عربية ، فالأعجمية ترسم ألفا مطلقا إلا أربعة : موسى ـــ وعيسى ، وكسرى ، بُخارى ؛ ويجوز أن ترسم بالألف كما يأتي ، والنسَّاخ القدماء يكتبون مِنَى بالياء ولا بأس به ، لأن العرب عَرَّبتها .... والعربية غير مسبوقة بياء ، أو مسبوقة بها ......فغير المسبوقة بياء تُرسمُ ياءً ؛ مثل صغرى وكبرى ورضوى وتترى ؛ والمسبوقة بياء علمٌ أو غير علمٍ ؛ سواء...

الحجاج بن يوسف الثقفي يصف نفسه لأمير المؤمنين الخليفة العباسي بأنه رجل حسُودُ حقودٌ ؛ لكنه كان فطنا ذكيا في حيله وأفعاله ومن ذلك ما روي عن سيرته بلسان كلمات أبو حنيفة الدينوري في كتاب الأخبار الطوال ، قال الراوي : أن الحجاج بن يوسف الثقفي بعث أيوب بن القرية إلى عبد الرحمن بن الأشعث جينما خرج عليه لقسوته وظلمه ، وقال لابن القرية : انطلِقْ إليه فادْعُهُ إلى الطاعة ، وله الأمان على ما سلف من ذنبِه ) فا نطلقَ إليه ابن القرية فدعاهُ فابلغ في الدعاء ، فقال له عبد الرحمن بن الأشعث : وَبْحَكَ يابن القرية ، أَيَحِلُّ لك طاعتَهُ مع ارتكاب العظائم ، واستحلاله المحارم ، اتَّقِ الله يابن القرية وَوَالِ عباد الله في البرية ، ولم يزَلْ ابن الأشعث بابن القرية يخْتَدِعُهُ حتى ترك ما أُرْسِلَ فيهِ ، وأقام معهُ . ...... فقال له عبد الرحمن : ( إني أريدُ أن أكتُبَ إلى الحجاج كتابا مُسَجَّعاً أُعَرِّفَهُ فيه سُوءَ أفعالِه ، وأُبَصِّرَه قُبْحَ سَرِيرَته ،فَأَمْلِهِ عَلَّي ......فقال ( أيوبَ ) : إن الحجاج يعرفُ ألفَاظِي ، فقال : ( وما عليك ) : إني لأرجو أن نقتُلَهُ عن قريبٍ ، ...فَأَملاهُ عليه ؛ ...... فلما...