المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٠

تخصيص وتعميم الدلالة اللغوية ( حلقة 2)

2- عن التخصيص والتعميم والتغيير الدلالي في اللغة نواصل الحديث عن الألفاظ اللغوية والتخصيص الدلالي والتعميم : 11- ويحدث ذلك في الأسماء والأفعال كما أشرنا من قبل في المساهمة السابقة ومنه في الأفعال : كلمة ( يُهَلِّبُ ) وتشير في التخصيص الدلالي اللغوي إلى الخطاف الذي كان يصعد عليه السارق ، ويهلب بمعنى : يسرق ؛ وهي نسبة إلى ( المهلب بن أبي صُفْرَة ) وكان نصابا في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي ( وهذا هو أصل اختصاص الكلمة ، ثم عمم معناها إلى السرقة عامة 12- كلمة ( الحرامي ) يقول الأستاذ محمود تيمور والأستاذ محمد العدناني أنها منسوبة إلى قبيلة قديمة اسمها ( بني حرام ) على سبيل التخصيص أصلا وكانت موصوفة بالسرقة ، ثم عمم المعنى نسبة إلى الحرام عموما 13- كلمة ( خِنْصَر ومنها الفعل يُخَنْصِر ) وتخصيص الكلمة في الأصل إلى الإصْبَع الأصغر الخنصر، ثم تطور معناها مع تطور اللغة وتغير المعنى إلى أداة قطع حادة صغيرة تكون مع صبية الجزارين يساعدون بها ، وبها أيضا يسرقون من اللحم لأنفسهم ، فأصبح في المدلول اللفظي تغير في المعنى 14- كلمة ( الحّمَّام ) ومنه الاستحمام أي؛ طلبُ الاغتسال ب

التخصيص والتعميم والتغيير في الدلالة اللغوية

في حلقة لغوية متميزة عن الفروق اللغوية في دلالة الألفاظ بين التخصيص والتعميم والتغيير في دلالات الكلمات في اللغة العربية استمعت لهذا الحديث الشائق من الأستاذ الدكتور أحمد عادل عبد المولى أستاذ علم النقد والبلاغة بجامعة القاهرة في إحدى قنوات التلفاز يوم 14 سبتمبر عام 2010 في أمسية ثقافية ======================== تناول الأستاذ عادل عددا كبيرا من المفردات اللغوية ليشرح ببساطة ويسر للمستمع الظواهر اللغوية التي اخترناها كعنوان للموضوع اختصرت منها الكلمات التالية : الكلام عن اللفظ ومعناه في اللغة ؛ كيف يكون اللفظ مخصصا في الأصل عند علماء اللغة في المعاجم استعمله القدماء في هذا التخصيص الدلالي ، ولأن اللغة كائن ينمو ويتطور فقد يطرأ على المعني الدلالي للكلمة تغيير إلى التعميم أو التغليب أو التطور العام بعيدا عن التخصيص الدلالي فإذا أردنا أن نطبق ذلك على لغتنا العربية نجد هذا يحدث في الكثير من الكلمات العربية فعلى سبيل المثال لا الحصر : 1- كلمة ( قطار ) تخصصت دلالة اللفظ في القديم على ( الإبل التي يقطرُ بعضها بعضا ) على شكل سلسلة من الإبل التي تسير خلف بعضها ثم مع تطور الزمان وظهور المخترعات ال

مقاييس نقد المعنى في الأدب الشعري

قد يظن المتابع الكريم أن هناك تداخلا بين محاضرة مقاييس نقد الكلمات والجمل في الأسلوب هي نفس مقاييس نقد المعنى وهذا ظن يجانب الصواب وينبغي فهمه على أنه كما تحدثنا عن فهم المفردات الحسية ومعانيها في صياغة الأسلوب ، وكذلك الجمل فهناك ما يتعلق بالمعنى الرمزي أو المعنوي العام في الشعر من حيث :1- الصحة والخطأ عما يقصده الشاعر في موضوع قصيدته وإبداعه في ابتكار الخيال الذي ربما ينتج عن تكوين صورة شعرية في ذهنه تخالف ما قد يفهمه ويعرفه الأديب والناقد الذي خبر تأويلات الصياغة كما عابوا من هذا الجانب ( الصحة والخطأ في قول الشاعر : لم تدرِ ما نسج البرندج قبلها ودراس أعوص دارس متخدد وقول الآخر : لا يقوم الفيل أو فياله = عن مثل مقامي وزحل 2- الابتكار والتقليد: فترى الذباب بها فليس ببارحٍ= هَزِجًا كفعل الشارب المترنم غَرِدًا يَحُكُّ ذراعه بذراعهَ = فِعْلَ المُكِبِّ على الزناد الأجزمِ وقول شاعر ثالث : كأن المُدامَ وصوب الغمام ، وريح الخزامى ونشر القَطَر يعل بها برد أنيابها = إذا طرب الطائر المستحر وقولهم : قوم ترى أرماحهم يوم الوغى مشغوفة بمواطن الكتمان والضاربين بكل أبيض مرهفٍ =والطاعنين مجامع الأضغا

مقاييس نقد الجملة في الأسلوب

بعد أت تعرفنا على مقاييس نقد المفردات في الأسلوب عند العرب من القدماء إلى المحدثين ووقفنا على بعض العيوب التي قد يخطيءُ فيها الإدباء من الكتاب والشعراء في أساليبهم الأدبية ، وينبههم النقاد لتداركها في مستقبل إنتاجهم لما فيها من خروج على ما يرتفع بمكانة إبداعهم في فنون النثر والشعر .ضاربين لهم الأمثلة مما عاب ثراث الأدب قبلهم كعدم الدقة أو الغموض وعسر الفهم للقاريء والسامع ، وإيحاء اللفظة بالمعنى المقصود وألفتها للمتلقي وطرافتها وشاعريتها ولإفاداتها للجديد بدون تكرير للمفردة الواحدة إلى غير ذلك ننتقل في هذه المحاضرة إلى بيان مقاييس نقد الجملة في أسليب الأدباء وتتركز أسس ومباديء تلك المقاييس باختصار مع ضرب الأمثلة للعيوب التي تظهر فيها في التراث العربي الأدبي تجنبا للقوع فيها لدى الشعراء والكتاب في إنتاجهم الحديث ومن أهمها تلك الأسس : 1- قاعدة الضبط النحوي للجملة في الأسلوب وعضَّ زمانٌ يا ابن مروان لم يدَعْ = من المال إلا مسحتا أو مجلفُ فرفع قافية البيت والكلمة فيها معطوفة على منصوب قبلها مخالفة للقاعدة النحوية 2- انسياب في سهولة الجملة وعدم عسر نطقها أو فهمها مثل

الدكتور فاضل صالح السامرائي - مميزات اللغة العربية

صورة

محاضرة في مقاييس نقد الأسلوب

محاضرة في مقاييس نقد الأسلوب بسم الله الرحمن الرحيم نتعرف معكم عن مفاهيم وأسس وضعها المتخصصون في النقد الأدبي العربي للأسلوب الشعري والنثري عند الكتاب والأدباء من الشعراء وذلك لقياس صحة الأسلوب من حيث المفردات والجمل والعبارات . ونبدأ أولا ببيان ما وضحه العلماء الأفاضل من القدماء والمحدثين في النقد العربي أمثال قُدامة بن جعفر ، ودكتور / غنيمي هلال فقد ذكروا لنا من مقاييس المفردات بنودا تجعل النص الأدبي خاليا من عيوب استخدام المفردات العربية في الأسلوب ؛ ومن تلك المقاييس : 1- الدِّقَةُ : قالوا إن لكل مفردة لغوية دلالة تبين معناها في الأسلوب فما قد تشير إليه لفظة قد لا تشير إليه أخرى مقاربة لها في المعنى لا تناسب الاستخدام في هذا الموضع من نص الأديب أو الكاتب ،نحو قول الشاعر : بالله ربك إنْ دخلتَ فقل لهـا = هذا ابن هرمة ( قائـمًا ) بالباب وقائما في هذا المكان معيبةٌ لعدم دقتها والأفضل استخدام ( واقفًا ) ومما عابوه أيضا في قول الآخر : لمَّا تذكرتُ بالديريْنِ (أرَّقَـنِي = صوتُ الدَّجاجِ وقَرْع النواقيسِ ) وعللوا لذلك النقد : بعدم الدقة ؛ فالأرقُ : يكون أول الليل ليناسب وقت ( صياح

ذكرى الهجرة ليست انقطاعا لها

إذا فهم المؤمن المعنى الحقيقي للهجرة بشكل عام فعليه أن يَعِيَ تماما ، أن الاحتفاء بذكرى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ليس معناه تذكر موقف خروج محمد عليه الصلاة والسلام من مكة المكرمة إلى يثرب أو المدينة المنورة أنه انتصار فقط لدعوة الإسلام التي أمره الله بها للناس جميعا في كل مكان وإنما الهجرة مستمرة حتى بعد نجاحها بفتح مكة والعودة إليها ليدخل الناس أفواجا في دين الله تعالى فقد أتت الوفود من كل صوب وحدب مهاجرة تعلن إسلامها وولاءها للحق المبين الذي بعث محمد رسولا للعالمين صلى الله عليه وسلم فقد أخرج الشيخان ( البخاري ومسلم ) وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا ) وأخرج البخاري عن مُجاشع بن مسعود رضي الله عنهما قال : أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنا وأخي فقلت بايعنا على الهجرة فقال : مَضَت الهجرة لأهلها فقلت علامَ تبايعنا ؟قال : على الإسلام والجهاد ) والحقيقة أن مكة المكرمة صارت بالفتح دار إسلام ، وأنها لن تكون دار كفر إلى يوم القيامة إن شاء الله فلا تتصور منها الهجرة وقد مضت هذه الهجرة المقصودة من مكة لأهلها قبل