تخصيص وتعميم الدلالة اللغوية ( حلقة 2)
2- عن التخصيص والتعميم والتغيير الدلالي في اللغة نواصل الحديث عن الألفاظ
اللغوية والتخصيص الدلالي والتعميم : 11- ويحدث ذلك في الأسماء والأفعال كما
أشرنا من قبل في المساهمة السابقة ومنه في الأفعال : كلمة ( يُهَلِّبُ ) وتشير في
التخصيص الدلالي اللغوي إلى الخطاف الذي كان يصعد عليه السارق ، ويهلب بمعنى :
يسرق ؛ وهي نسبة إلى ( المهلب بن أبي صُفْرَة ) وكان نصابا في عهد الحجاج بن يوسف
الثقفي ( وهذا هو أصل اختصاص الكلمة ، ثم عمم معناها إلى السرقة عامة 12- كلمة (
الحرامي ) يقول الأستاذ محمود تيمور والأستاذ محمد العدناني أنها منسوبة إلى
قبيلة قديمة اسمها ( بني حرام ) على سبيل التخصيص أصلا وكانت موصوفة بالسرقة ، ثم
عمم المعنى نسبة إلى الحرام عموما 13- كلمة ( خِنْصَر ومنها الفعل يُخَنْصِر )
وتخصيص الكلمة في الأصل إلى الإصْبَع الأصغر الخنصر، ثم تطور معناها مع تطور
اللغة وتغير المعنى إلى أداة قطع حادة صغيرة تكون مع صبية الجزارين يساعدون بها ،
وبها أيضا يسرقون من اللحم لأنفسهم ، فأصبح في المدلول اللفظي تغير في المعنى 14-
كلمة ( الحّمَّام ) ومنه الاستحمام أي؛ طلبُ الاغتسال بالماء الحميم الحار على
سبيل التخصيص ، ثم جاء التعميم الدلالي من عكس الكلمة ( الاستبراد ) وهي طلب
الاستبراد بالماء البارد أو الحار أو بخلطهما معا فأصبحت كلمة الحمام يستخدم في
التخصيص والتعميم على السواء 15- كلمة ( الشُّرْطي ) وعند التخصيص ، هي شرط
وعلامة معرفة الشيء برمز معين ومنه قوله تعالى عن الساعة نقره لتكبير أو تصغير
الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي قد جاء أشراطها ) أي
علاماتها ، ثم تغير معناها بالتعميم وأطلقت على شرطة أو علامة معينة توضع لتمييز
رجل الشرطة ، وأضيفت ياء النسب إلى الكلمة فأصبحت ( شُرَطيّ نسبة إلى أي عمل
يتعلق بالشرطة أو شُرْطي ) 16- كلمة (الجَرْسَة ) وأصلها أنه في عهد الفاطميين (
مَنْ عَمِلَ ذنبًا كان يوضع في رقبته ( جَرَسًا ) ويُرْكبُ فوق الدابةِ مقلوب
الوجه إلى خلف الدابة ، وتجوب به الميادين ليشتمه الناس ليفضح نفسه ) ، وهي أيضا
نوع سام قاتل من الثعابين يفضح نفسه بصوت أجراس وصليل يحدث منه كتخصيص دلالي ، ثم
عممت في الاستخدام لكل من يأتي فعلا سيئا أو قبيحا يفضحه صنعه 17- كلمة (الكُوسَة
) وهي في الأصل ( ثمر ) أو نبات معروف يسمى ( العائلة القرعية ) ، تمتد ملتوية في
الأرض ، ثم أطلقت الكلمة على معنى ( الواسطة ( الوساطة أو الفوضى ) ودخلت اللهجة
العامية بدخول الإنجليز مصر ، ثم حُرِّفَتْ وتخصصتْ دلالتها لمعنى الفوضى (chos)
18- ومن تخصيص التغليب الكلمتان نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة
في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي العمران ـــ والعِشَاءان ) فالكلمة الأولى تخصيص
تغليب على ( أبي بكر وعمر بن الخطاب ) رضي الله عنها ، والثانية ( تخصيص تغليب
على وقتي صلاة ( المغرب والعشاء ) 19- كلمة ( الصينية ) إضافة ياء النسب إلى كلمة
( الصين ) تطلق على كل سلعة تُجْلَبُ من الصين كتعميم دلالي للفظة ، فإذا ما
تحددت سلعة بعينها من البلد ذاته أصبح ذلك على سبيل التخصيصي الدلالي ، وانتقلت
اللفظة إلى العامية حيث أطلقت على ( صينية الطعام المصنوعة في الصين ) 20- كلمة (
النَّحْت ) هي في الأصل اللغوي ( جملة مختصرة في كلمة واحدة منحوتة من عدة كلمات
) أي مشتقة من خصائصها جميعا في اللغة العربية كما يقول النحاة نقره لتكبير أو
تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي الحوقلة ـ
والبسملة ـ والحيعلة ـ والحمدله ) وهكذا ، وهذا تغَيُّر في الدلالة المعنوية
للألفاظ
تعليقات