المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٠

حياء المسلم من الإيمان

لو تدبر المسلم قارئي القرآن آيات النداء على المؤمنين في كلام الله جل جلاله في الذكر الحكيم على سيد المرسلين محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في قوله (يا أيها الذين آمنوا) إلا وجد بعدها إما أمرا أو نهيا عليه أن يمتثل له وينفذه في قوله وفعله ولنضرب مثلا واحدا عن التوجيه القرآني للمؤمنين بالتحلي بصفة الحياء والأدب مع الرسول عليه الصلاة والسلام في قول المسلم وسلوكه وتعامله معه ومع المجتمع الذي يعيش فيه مع الناس ليحمد عند الله تعالى فلا يعيب أحدا ولا يسلك غير الحياء في حياته كلهِّا فهو شعبة من شعب الإيمان ، بل الدين هو الحياء مع الله ومع خلقه لنضرب مثالا واحدا من القرآن الكريم لنوضح ما فيه من الدعوة إلى الحياء: ( ياأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرَّأَهُ الله مما قالوا وكان عند الله وجيها ) سورة الأحزاب الآية رقم 69 والحديث موجه إلى قوم محمد صلى الله عليه وسلم ، ممن كذبوه وآذوه بالأذى المنبعث من كفرهم ــ كما يذكر ابن عاشور في كتابه ( التحرير والتنوير ــ كما قال المشركون الذين كفروا برسالة محمد عليه الصلاة والسلام في أذاه بدون حياء وعبر الله عن ذلك في آية سورة الأحزاب رقم

سعة بستان اللغويات في اللغة العربية

من جمال لغتنا العربية وسعة بستان شجرتها المورقة بالمعاني الجميلة الدالة ،والهادفة إلى مخاطبة الإنسان بلغة العلم التي علمها الله تعالى لأبينا آدم يوم خلقه بيده علمه أسماء الأشياء كلها ، وأسجد له الملائكة تكريما له حين اتخذه خليفة في الأرض هو وذريته عليه السلام ، أن لفظة واحدة ككلمة ( اللسان ) لها في لغتنا العربية اثني عشر معنى : وقبل بيانها نتعرف على ماهية ( اللسان نفسه ) وتعريفه : • إنه لحمةٌ مستعرضة في الفم فيها عروق وعضل ، • وهو آلة النطق • والذوق • والبلع • وتناول الغذاء ، وهو : يذكر ويؤنث وتذكيره أفصح وأكثر استخداما ، والجمع ( ألسنٌ وألسنة ولٌسُنٌ ولسانات ) وأما معانيه اللغوية فهي : 1- اللسان يعني: اللغة والرسالة ولسان العرب كلامهم 2- ولسانُ القومِ المتكلم عنهم 3- ولسان الحال : مادل على حالة الشيءِ من ظواهر أمره 4- ولسان النار شعلتها الملتهبة 5- واللسان في الجغرافيا جرف من أرضٍ سهلة داخل في البحر ويعرف أيضا بالأنف 6- ولسان الصدقِ هو الذكر الحسن 7- ولسان الميزان حديدة في وسطه تشبه اللسان المعروف 8- وذو اللسانين أي المخادعُ المغتاب 9- و ألسنة الناس عِلْيَتُهُم من القوم

لطيفة بلاغية من آية قرآنية

ورد في سورة الحج آيتان تحثان الحاج الذي يذبح ( الهدي ) في حجه كمنسك من مناسك الحج اللازمة عليه أن يطعم من هديه مرة ؛ ( قال : وأطعموا البائس الفقير ) في الآية رقم 28 ، ثم قال بعد ذلك في الآية رقم 36 ( وأطعموا القانِعَ والمُعْتَر ) واللطيفة المعجزة البلاغية في هذين الجزءين من الآيتين الكريمتين هي أن يستوعب العطاء والبذل من الهدي شرائح المجتمع فإذا تدبرنا البائس والفقير نلحظ كأنهما صفتان للمحتاج لإعطائه من لحم الهدي منسك الحاج الذي ذبح ، وكأنهما صفة لفئة واحدة من الناس يعني ترادف البائس مع الفقير في المعنى ... لا، فإن الفقير قد يكون حسن الملبس والمظهر لكن يعرفه الناس ويعتادونه ، أما تقديم البائس هنا فمعناه أنه يبدو عليه الحاجة أكثر بما يظهر عليه من شدة حاجته للعطاء دون أن يسأل الناس فهما فئتان من المحتاجين في المجتمع ثم نأتي إلى ( القانِعَ والمُعْتَرِ ) في الآية 36 من السورة وهما أيضا فئتان أخريان واللطيفة البلاغية هنا هي : أن ( القَانِعَ ) من الفعل : قَ نِ عَ ، ومضارعهُ ( يقْنَعُ ) ومصدرهُ ( قَنَاعة ) فهو : الْمُسْتَغْنِ عن السؤال رغم أنه من فئات المجتمع الذين بعطى لهم من الهدي

نزول القرآن بحسب الأحوال منجمًا

تعددت أقوال العلماء بشأن كيفية نزول القرآن الكريم جملة ومنجما ، ووضحوا كيف اختلف الفرقان عن التوراة والإنجيل وبينوا أسباب ذلك؛قال الترمزي :إن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كانت رحمة ، فلما خرجت الرحمة بفتح الباب جاءت بمحمد وبالقرآن ووضعت النبوة في قلب محمد صلى الله عليه وسلم فإن قيل : ما السر في نزوله منجما ؟ قلنا : هذا سؤال قد تولى الله تعالى جوابه في سورة الفرقان في الآية 32 ( وقال الذين كفروا لولا أنزل عليه القرآن جملة واحدة ) يقصدون كما أنزل على من قبله من الرسل ، فأجابهم سبحانه وتعالى بقوله : ( كذلك ــ أي أنزلناه مفرقا ــ لنثبتَ به فؤادك ) يعني لِتُقَوِّي به قلبك . فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى بالقلب وأشد عناية بالمرسل إليه ويستلزم ذلك كثرة نزول المَلك إليه وتجدد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ربه فيحدث له السرور ، وإنما أنزلت التوراة على موسى عليه السلام جملة واحدة في كتاب مكتوب لأنه كان نبيا يقرأ ويكتب بخلاف غيره من الأنبياء ( ولا يأتونكَ بمثلٍ إلا جئناك بالحق ) الفرقان آية 22 ،كما أن القرآن الكريم ورد منه الناسخ والمنسوخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرق