مقال ديني منقول في الهداية والضلال
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: إن الله يضلُّ من يشاء ويهدي من يشاء، القلوب ليست بأيدينا، القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن. هنالك سنن تحكم الناس، هنالك أمور هي التي تتحكم في الناس، وقد رأينا أناسًا يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة، يتَّضح لهم الحق ومع هذا يكفرون، من بعد ما تبيَّن لهم الحق، كما قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً}[النمل:14]، بعد البيان يضلُّ الله مَنْ يشاء ويهدي من يشاء. وقوله تعالى: {فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} فيها كلام كثير، لأنَّ بعض الناس يريد أن يجعل من مثل هذه الآيات دليلاً على الجبْر، دليلٌ على أن الإنسان مُسيَّر لا مُخيَّر، وأنه مجبورٌ لا مُختار، وأنَّ الله هو الذي يضل ويهدي وأن الهداية بيده!!! مثل هذا الكلام ليس صحيحًا، إنَّما الهداية من الله، إنه يعطي نَفَحات لمن يشاء، ولكنه وضَّح للجميع الحق، وأقام الحُجَّة، وأبْطَلَ التَّعِلاتَّ والأعذار، ليس لأحد أن يقول: أنا لم أعرف الحقيقة، لا، بل عرفت وكل شيء كان أمامك، كل شيء كان واضحًا. ما الذي منعك من