الشعراء الصعاليك / نصوص لغة عربية
يكوِّنُ شعر الصعاليك وجها آخر لبسالة البادية ، وعلى الرغم مما يقال عن مصطلح ( صعلوك ) لغويا ؛ فإنه يشمل :
معنى قاطع طريق ، ولصّ ، ومتشرد ، والمعنى الأصلي الشائع يعني : الفقير الذي لا مال له ولا اعتماد عليه ، فمن الواضح من أشعارهم أنهم لم يكونوا مُعْوَزِينَ بقدر ما كانوا مُطَارَدِينَ أو مَْنْبُوذِينَ ) ، إن الصعلوك ليس بطلا قبليا ، وإنما هو بطلٌ رومانتيكي مُتَمَرِّدٌ ، دائما هو كينونة هامشية دوما ، يفضِّلُ شرفَ البَرَّيَّة المُتَصَلِّب على الأمن والحماية اللذين توفرهما القبيلة لأبنائها .
كما يؤثر مواجهة الموت على أمان الحياة القبلية ، ولعل الإحساس الثابت بل المتصلب بالشرف هو الذي جعل من الصعاليك أبطالا بين العرب ، وهو الذي جعل من القصيدة الشعرية التالية للشاعر ( الصعلوك ) في العصر العباسي / تَأَبَّطَ شَرًّا نموذجا مثاليا للحماسة .
يقول في قصيدتهِ الحماسِيَّة ما يلي :
1- وقالوا لها : لا تنكحيهِ فَإنَّهُ ** لأوَّلِ نَصْلٍ أنْ يًُلاقِي مَجْمَــــــعا
2- فَلَمْ ترَمن رَأْيٍٍِ فَتِيلاً وَ حاذرتْ** تَأَيُّمَهَا مِنْ لابسِ الليل أَرْوعا
3- قَلِيلُ غِرَارِ النومِ أكثَرُ هَمِّـــــهِ** دَمُ الثَّأْرِ أو يَلقَى كَمِياً مُسَفَّعا
4- يُمَاصِعُهُ كُلٌّ يُشَجِّعُ قَـوْمَـــــهُ ** وَمَا ضَرْبُهُ هَامَ العِدَى لِيُشَجَّعا
5- قَلِيلُ ادِّخَارِ الزَّادِ إلا تَعِِلّــــةٍ ** فقدْ نَشَزَ الشَّرَّسُوفُ والتصَقَ الْمِعَا
6- يبِيتُ بِمَغْنَى الوَحْشِ حتى أَلِفْنَهُ** وَيُصْبِحُ لا يَحْمِي لها الدَّهرَ مَرْتَعَا
7-على غِرَّةٍ أو جَهْرَةٍ من مُكَانِسٍ** أَطَالَ نِزَالَ القَوْمِ حتى تَسَعْسَعا
8- وَ مَنْ يُغْرَ بالأعداءِ لابدَّ أَنَّهُ** سيلقى بهم من مصرع الموتِ مصرعا
9- رَأَيْنَ فَتًى لا صَيَْدُ وَحْشٍ يُهِمَّهُ **فلوْ صافحتْ إِنْسًا لصَافَحَتْه مَعَا
10- ولكنَّ أَرْبَابَ المَخَاضِ يَشُفُّهُم ** إذا اقتفروهُ واحدا أو مُشَيَّعا
11- وإني وأِنْ عُمِّرْتُ أَعْلَمُ أنَّني **سأَلْقَى سِنَانَ المَوتِ يَبْرُقُ أصْلَعَا
=============================================
ولنا بمشيئة الله في المساهمة القادمة ، وقفة توضيحية بيانية لما يبسط للقاريء الكريم معاني تلك الأبيات وتحليلها البلاغي والنقدي الذي يفيد القاريء .
تعليقات