ما غابَ وجْهُكِ عَنْ عينيَّ يا أمي / شعر فاروق جويدة
قَدْ مَزَّقُوا رِيِشَهُ المَرْصُودَ فَانْشَطَرَتْ *** شُجَيْرَةُ العُمْرِ وَسْـطَ الرِّيحِ أَوْرَاقَـــا
كانُوا ذِئَابًا رَمُوا العُصْفُورَ فِي سَفَـهٍ *** لاَقَــى مِنَ القَهْـرِ والأَهْوَالِ مَا لاَقَــى
هذَا الصَّغِيرُ الذي عَلَّمْتِهِ زَمَـــــــنًا *** أَنْ يَعْشَقُ النَّاسَ أَجْنَاسًا وَ أَعْـرَاقَــــا
كَمْ عَاشَ يَشْـــدُو بِحُلْـمٍ لاَ يُفَــارِقَهُ *** أَنْ يُصْبِحَ الكَوْنُ . كُلَّ الكَوْنِ عُشَّاقـــَا
قَصُّوْا الجَنَاحَ اَّلذِي طَـــرَّزْتِهِ زَمَنًا *** بالُحُبِّ يَا جَنَّتِي دِينــــً وَ أَخْلاَقـــــــاَ
هَذِي الوُجُوهُ التِي مَاتَتْ ضَمَائِرُها *** وَشَيَّـــعَتْ خَلْفَهَــا عَهْــدًا وَ مِيثَـــاقَــــا
هَذِي الوُجُوهُ التي ضَـــلَّتْ مَـوَاكِبُها*** وسَخَّرَتْ نَفْسَهَــا لِلزَّيْفِ أَبْوا قَـــــــا
مَا أَسْوَأَ العَدْلَ صَارَ العَـدْلُ مِقْصَلَةً *** للأَبْرِيَـــــاءِ وَأَدْمَى الظُّلْمُ أَعْنــاقَـــــا
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
عَامَانِ يَا مُهْجَتي وَالقَلْبُ يَسْــأَلُني *** مَالِي أَرَى الدَّرْبَ في عَيْنَيْكِ قَدْ ضَاقَا
مَاعَادَ نَبْضُ الهَوَى يَنْسَابُ في جَسَدِي***كَالنِيلِ يَجْرِي على الشُّطْآنِ رَقْرَاقَا
مَا عُدْتُ أَغْفُوا على صَدْرٍ يُشَاطِرُني *** حُزْنَ السِّنِينَ ويُنْسِي القَلبَ مَا ذَاقَا
مَا عُدْتُ أَشْدُوا أَمَامَ السِّرْبِ في فَرَحٍ*** قَدْ ضاعَ صَوْتِي سُدًى حَزْنًا وإرٍهَاقَا
لا تَسْأَلي القلبَ عن نَبْضٍ يُفَـــارِقُهُ *** شَاخَ الزَّمَانُ الذي عِشْنَاهُ أَشْـــــوَاقَا
يَوْمًا غَرَسْنَا الهَوَى في أرْضِنا أَمَلاً *** وَغَرَّدَتْ حَوْلَنَا الأَيَّامُ إْشْــــــــرَاقـَـا
هَذي البِلاَدُ التي قَدَّسْتُها وَطَنًــــا *** قَدْ شرَّدَتْ أَهْلَهَا أَرْضًــا وَ أَرْزَاقَــــــا
قَامَرَتْ بِالْعُمْرِ وَالأَوْطَانِ غَانِيَةٌ *** كَمْ راوَدَتْ في الهَوى لِصًّا وَ أَفَّاقَــــــا
أجْرِِي على النَّارِ والقَنَّاصُ يَرْصُدُني*** وكلمَا طِرْتُ كان السَّهْمُ سَبَّاقَـــا
وَكَيْفَ أَهْرَبُ والجلاَّدُ يَتْبَعُــــــنِي *** في كُلِّ رُكْنٍ أرَى سَيْفًا وأعْنَــاقَــا
ما أَعْجَبَ النيلَ يَخْشَى كُلَّ طَـاغِيَة*** إنْ زَادَ بَطْشًا يَزِيدُ النهرُ إغْدَاقَـــا
إنْ ثَارتْ الأَرْضُ في يَأْسٍ يُحَاصِرُها*** كَيْ تَرْتَدِي ثَوْبَها جُبْنًا وأِخْفَاقَا
مُنْذُ ارْتَحَلْتِ وَضَوْءُ الصُّبْحِ يُنْكِرُني ***ما عاد في العين مثلَ الأمسِ بَرَّاقَا
في سَكْرَةِ الجُرْحِ أغْفُوثُمَّ يُوقِظُني *** صوتُ الحَنينِ يطيرُالشَّوقُ خَفَّاقَا
هلْ تَسْأَلِينَ عنِ الْاحْبَابِ؟ قد رَحَلُوا*** وأنْكَرُوا بَعْدَنَا عَهْدًا ومِيثَاقـــــا
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
قُومِي وَصَلِّي مَعي فَالأَرْضُ غَاضِبَةٌ *** والنَّاسُ ضَجَّتْ وصَدْرُ الكونِ قد ضاقا
رُدِّي إلى الأَرْضِ شيْئًا منْ طَهَارَتِهَا *** قَدْ أَفْسَدُوا النِّيلَ أخــــلاقًا وأذواقــــا
رُدِّي إلى الرُّوحِ شَيْئًا مِنْ جَسَارَتِها ***أَخْشَى معَ القَهْرِ أنْ تَهْوِي وَ تَنْسَاقَا
رُدِّي إلى القَلْبِ شَيْئًا مِنْ بَرَاءَتِهِ *** صَارَتْ قُصُورُ الهَوَى لِلْعُرْيِ أَسْوَاقَـــا
ما غاب وجْهُكِ عن عَيْنِي ولا انْطَفَأَتْ***مَوَاسِمُ العِشْقِ في عَيْنَيَّ أَشْوَاقَـــا
عامانِ والنِّيلُ في يَأْسٍ يُعَاتِبُني *** وكُلَّمَا ضَمَّ جُرْحِي زادَ إِشْفَـــاقَـــــا
عامانِ والحُزْنُ مُنْسَابٌ بِأَوْرِدَتِي*** وَكَمْ سَرى في دَمي يَأسًا وإخْفَاقَا
يا جَنَّةَ العُمْرِ..... التِي رَحَلَتْ *** لاَتَسْأَلِي القلبَ هلْ أَضْنَــاهُ مَالَاقَى؟
في ليلةٍ دارتْ الدُّنْيَا .. وحاصَرَني*** رَكْبُ الذِئَابِ وذَاقَ القلبُ ماذاقا
غامَتْ أَمَانِيَّ حتى صِرْتُ أَجْهَلُها ***وسَافَرتْ في المدى شِعْرًا وأوراقا
وَصُحْبَةً أقْفَرَتْ شَاخَتْ مَجالِسُهَا***ووَدَّعْتُ بالأسى عُمْرًا وَأَشْوَاقَـــا
هّذي الأرْضُ حَوْلِي الآن قَدْ صَغُرَتْ***ضاقَ المَكَانُ وعُمْرُ الحُلْمِ ما ضاقَا
حُزْنُ بِلَوْنِ الأَسَى يَنْسَابُ في وَطَنٍ*** يبكي على أهلِهِ ناسًا وأَرْزَاقا
هذا زمانٌ يَرَى في البَطْشِ غَايَتَهُ*** وَيَرفَعُ الظلمَ بينَ النَّاس مِيثَاقا
في كَلِّ بيتٍ حزينٍ قدْ تَرى أسدًا ***كالقِزْمِ يَمْشِي وَيَبْدُوالفَأْرُ عِمْلاقَا
في رحلة العُمْرِ أيامٌ لَنَا ضَحِكَتْ *** فيها القلوبُ وَهَزَّ الفَرْحُ أعماقا
لَنْ تَرْحَلَ الشَّمْسُ يَوْمًا عن مدينتنا *** حتى وإنْ أنْجَبَتْ في الليلِ أَفَّاقَا
لنْ يُصْبِحَ النيل قَوَّادًا لغانيةٍ *** وَلَنْ يَصِيرَ حُمَاةُ العَدلِ أبْواقَـــــــا
يبقى مدى الدَّهْرِ قُدَّاسًا وَمِئْذنةً***وَقِبْلَةً للهُدى دِينًا وَ أَخْلاقـــــــــا
يا جنةَ العُمرِ يا رُوحِي التي رحلتْ***لا تسْأَلي الدَّمْعَ كَمْ أدْمَيْتَ أحداقا؟
مُنْذُ ارتَحَلْتِ وهذا القلبُ يسألُني***هلْ يَرْجعُ الطَّيْر فوقَ النيلِ خَفَّاقَا؟!!
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
مَنْ لي بِصَدْرٍ حَنُونٍ لا يُسَاوِمُني ***ولا يرى في الهَوَى ذُلاً وإشْفاقا
عامان مَرَّا وذاقَ القلبُ ما ذاقا *** لا تسألي الطير كم أضناهُ ما لاقى ؟
عامان مَرَّا وَجُرْحِي نَازِفٌ أبدًا *** وكلَّمَا جَفَّ عادَ الشَّوْقُ دَفَّاقــــَا
يَمْضِي بيَ العُمْرُ: قلبُ الأمِّ يَسْكُنُنِي*** ولا أرى بعدهُ حُبًا وأَشْوَاقاَ
ما كُنْتُ أولَ مَنْ ذَابَتْ جَوَانِحَهُ *** وَلَسْتُ آخِرَ قلبٍ ماتَ مُشْتَاقـــَا
#############################
تعليقات