مقاييس نقد الجملة في الأسلوب

بعد أت تعرفنا على مقاييس نقد المفردات في الأسلوب عند العرب من القدماء إلى المحدثين ووقفنا على بعض العيوب التي قد يخطيءُ فيها الإدباء من الكتاب والشعراء في أساليبهم الأدبية ، وينبههم النقاد لتداركها في مستقبل إنتاجهم لما فيها من خروج على ما يرتفع بمكانة إبداعهم في فنون النثر والشعر .ضاربين لهم الأمثلة مما عاب ثراث الأدب قبلهم كعدم الدقة أو الغموض وعسر الفهم للقاريء والسامع ، وإيحاء اللفظة بالمعنى المقصود وألفتها للمتلقي وطرافتها وشاعريتها ولإفاداتها للجديد بدون تكرير للمفردة الواحدة إلى غير ذلك ننتقل في هذه المحاضرة إلى بيان مقاييس نقد الجملة في أسليب الأدباء وتتركز أسس ومباديء تلك المقاييس باختصار مع ضرب الأمثلة للعيوب التي تظهر فيها في التراث العربي الأدبي تجنبا للقوع فيها لدى الشعراء والكتاب في إنتاجهم الحديث ومن أهمها تلك الأسس : 1- قاعدة الضبط النحوي للجملة في الأسلوب وعضَّ زمانٌ يا ابن مروان لم يدَعْ = من المال إلا مسحتا أو مجلفُ فرفع قافية البيت والكلمة فيها معطوفة على منصوب قبلها مخالفة للقاعدة النحوية 2- انسياب في سهولة الجملة وعدم عسر نطقها أو فهمها مثل قول الشاعر : وقبرُ حربٍ بمكانِ قفرٍ وليس قرب قبر حرب قبر 3- الوضوح والبيان في أسلوب الجملة دون عيوب ولذا يعاب قول الشاعر : أنىَّ يكونُ أبا البرايا آدمُ = وأبوكَ والثقلان أنتَ : محمد وقول الآخر : وفاؤكما كما الربع أشجاهُ طاسمه = بأن تسعدا والدمعُ أشفاه ساجمه وقد حَسَّن النقاد الوضوح كمثال للجمال والبيان للشعراء في قول القائل : فإنكَ كالليل الذي هو مُدْرِكي = وإن خِلْتُ أنَّ المُنتَأى عنك واسعُ فالقواعد النحوية فيه مضبوطة والبيان واضح ومفهوم 4- القوة في عرض الجملة في خيال جيد ..... فإن المِسْكَ بعضُ دمِ الغزال وقوة الشاعر في قوله في عناصر بيته المتشابكة حين قال : بَكِّرَا صاحِبَيَّ قبل الهجير = إنَّ ذاك النجاح في التبيكير وقول الآخر : إن الذي سَمكَ السَّماء بنى لنا = بيتًا دعائمهُ أعزُّ وأطولُ 5- استخدام المحسنات البديعية تقوي الجمل إذا لم تكن مصطنعة أما المحسنات المتكلفة التي تضعف الجملة في الأسلوب فهي من العيوب التي انتقدها النقاد ما ماتَ من كرم الزمان كأنه = يحيا لدى يحي بن عبد الله فوجود الجناس أضعف القوة لغموضه بتمام نوعه بين ( يحيا ويحي ) والمحسنات في قول الشاقوة للجملة نحو : سريعٌ إلى ابن العمِّ يلطمُ خدهُ = وليس إلى داعي الندى بقريب وكذلك في استخدام العكس والطرد : مودته تدوم لكلِّ هولٍ = وهلْ كلُّ مودتهُ تدوم 6- التلاؤم بين اللفظ والمعنى المقصود في الجملة عاب النقاد قول الشاعر لمخالفة هذه القاعدة في قوله : جادَ بالإموالِ حتى = حسبوه الناس حمقا وكذلك عابواقول الآخر : يا أبا جعفرٍ جُعِلْتُ فداك = فاق حُسنُ الوجودِ حسنُ قفاكَ 7- المؤاخاة بين الألفاظ وقد صارت الأجفانُ قرحَا من البُكا = وصار بُهارا في الخُدُودِ الشقائق وعابوا التقديم والتأخير في الجملة من أجل القافية حين قال الشاعر : ما لكَ فافعلمنْ فيها مقام = إذا استكملت آجالا ورزقا فالمعروف أن استكمال الأرزاق يسبق الآجال 8- وحدة النسج عاب الثعالبي قول الشاعر : أتُرَاها لكثرةِ العُشَّاقِ تحسب الدمعَ خلقه في المآقي كيف ترثي التي ترى كل جفن = رآها غير جفنها غير راقِ وهذا عدوه من ضعف التأليف بين كلمات الجملة 9- الإيجاز والإطناب والاتجاه العام عند النقاد تفضيل الإيجاز ثم الأفضل أن يكون لكل مقام مقال لذلك اعتبروا التكلف و قلة التثقيف والصنعة معيبا في الإطناب في قول الشاعر : ذهبت بمذهبه للمساحة فالتوتْ = فيه الظنون أمُذَهَّبٌ أم مَذْهَبُ 10- حسن الالتفات في الجملة والعبارة في الأسلوب وجعله النقاد في تعريف ابن المتعتز له في أسس مقاييس نقد الجملة بقوله : هو التعبير عن معنى بطريق من الطرق الثلاثة ، التكلم ، والخطاب والغيبة بعد التعبير عنه بطريق آخر منها أي التنويع ونواصل الحديث عن مقاييس نقد المعنى إن شاء الله في محاضرة لا حقة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )