الخشية من الله تعالى
( الخشيــــة )
أخلاق الخشية من الله تعالى عند المؤمن من مكارم الأخلاق .
وإذا عرف الإنسان من نفسه علامة الخوف وعلامة الرجاء فقد تمسك
بالأمر الوثيق ,
ويعرف في نفسه علامة الخوف أو الخشية باجتناب مانهى الله عنه , ومعرفة علامة الرجاء تكون بالعمل بما أمر الله به .
أي عملك لله بما يرضيه واجتنابك ماينهى عنه لما يرضيه .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
(المغرور والمتبجح من غررتموه , والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع )
وقال عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى وعزتي وجلالي لاأجمع على
عبدي خوفين ولاأمنين . من خانني في الدنيا أمنته في الآخرة , ومن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة في السماء السابعة سجودا منذ خلقهم الله تعالى إلى يوم القيامة ترعد فرائصهم من مخافة الله
فإذا كان يوم القيامة رفعوا رءوسهم وقالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك)
وقال حكيم من الحكماء الحزن يمنع الطعام , والخوف يمنع الذنوب ,
والرجاء يقوي على الطاعة وذكر الموت يزهد في الفضول )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اقشعرَّ قلب المؤمن من خشية الله
تعالى تحاطَّتْ عنه خطاياه كما يتحاطُّ من الشجرة ورقها .)
وقال صلى الله عليه وسلم :
ثلاث منجيات وثلاث مهلكات : فأما المهلكات
فشح مطاع
وهوى متبع
وإعجاب المرء بنفسه
وأما المنجيات :
فالعدل في الرضا والغضب
والاقتصاد في الفاقة والغنى
وخشية الله عز وجل في السر والعلن .
والخشية خشوع وخضوع من العبد التابع للمتبوع فإن كانت لله بإخلاص
تبينها المرء في :
*لسانه فيمتنع عن الكذب والغيبة , وانشغل بذكر الله وتلاوة القرآن الكريم ومذاكرة العلم النافع .
*وتبينها في بطنه فلا يدخلها إلا طيبا حلالا , وأن يأكل من الحلال مقدار حاجته
*وتبينها في بصره فلا ينظر إلى الحرام ولا إلى الدنيا بعين الرغبة أنها أكبرهمه
بل يكون نظره على وجه العظة والعبرة وأن يأخذ منها مايبلغه الدار الآخرة
*وتبينها في أمر يده فلا يمدنَّ يده إلى حرام وإنما يمدها إلى ما فيه طاعة مولاه
*وتبينها في أمر قدميه فلا يمشي في معصية الله .
*وتبينها في أمر قلبه فيخرج منه العداوة والبغضاء والكراهية وحسد الإخوان ويدخل فيه النصيحة لله ولإئمة المسلمين وعامتهم والشفقة والتراحم .
*وأن يكون خائفا في أمر طاعته من الرياء والنفاق والمكر فقد قال الخليفة
أبوبكر الصديق رضي الله عنه : إني لاآمن مكر الله ولو كانت إحدى قدمي
في الجنة .
إن فعل المؤمن تلك الخشية فهو من الذين قال الله فيهم :
(والآخرة عند ربك للمتقين )
فاحكم نفسك بخشيتك من الله تعالى فإذا عرض لك الحرام واختبرته
بقلبك وعقلك ونفسك اللوامة فاتركه مخافة الله عز وجل حتى تكون من
الذين يخشون ربهم وعليه يتوكلون .
والله ولي التوفيق .
تعليقات