لغتي هويتي ( اللغة العربية )
قرأت في مكتبتي المتواضعة هذا الكتاب :
( ماذا حدث للمصريين ؟)
للكتاب الأستاذ جلال أمين
وراقني مما تصفحته في هذا الكتاب القيم
ما سوف أعرضه هنا بتصرف بسيط غير خارج عن مضمون ما جاء بكلام المؤلف الأستاذ جلال أمين
===============
كانت اللغة العربية تتمتع بمكانة رفيعة المستوى في مصر منذ نصف قرن
وأشعر اليوم بالأسى الشديد عندما نتأمل حالها الآن
أضرب مثلا لذلك ليس على سبيل الحصر ؛ حيث كان الخطأ في النحو والإعراب كتابة أو إلقاء مما يخجل منه المرء ويحاول تجنبه قدر الإمكان ، وكان الأمر متيسرا فقد كان لنا مدرسون للغة العربية يجيدون اللغة هم أنفسهم ويعشقونها عشقا بالغا كما كان المناخ المحيط بنا كله يحترم اللغة العربية ويرعى مكانتها
وكان من الشروط الواجب توافرها في الكاتب الصحفي مثلا حتى لو كان يكتب خبرا صغيرا ، أو المذيع أن يكون قادرا على الكتابة أو الكلام الصحيح بلغة عربية ، وكان الوزراء والسياسيون إذا ألقوا خطبهم ألقوها بلغة عربية جميلة
وكان أحد معايير الحكم على هذا السياسي أو ذاك قوة بيانه وجمال لغته
ومما يؤكد أهمية هذا الشأن أن المجمع اللغوي ؛ مجمع اللغة العربية في مصر ) حرص أن يتولى رئاسته أدباء و‘لأ/أْ ومفك{ون يتمتعون بعشق اللغة العربية فاحترمهم الناس وقدروا مكانتهم في المجتمع أمثال الأستاذ أحمد لطفي السيد حتى وفاته ، وطه حسين حتى وفاته ، وكان الحصول على عضوية هذا المجمع شرف لايدانيه شرف
واليوم لم يعد الأمر كذلك بكل أسف
أصبح الخطأ في اللغة العربية شيئا لا يستحي منه المرء ، بل إن لفت النظر إلى الخطأ هو ما يستحي منه عاشق اللغة والمحافظ عليها
تقرأ للصحفي في صحيفة رسمية أو غير رسمية ( الاجتماع سيعقد مساءا )
بالألف ، وتقرأ ( نجاح الحكومة في تنفيذ سياستها الاقتصادية كان نجاحا مضطردا ) وهو لايعرف الفرق بين ( الاضطراد ، والاطراد ) ؟!!
انقضى العصر الذي كنا نسمع الذي كنا نسمع فيه عن لفظ جديد ( بين الحين والحين ) صكه المجمع كمقابل للفظ الأجنبي الذي بدا استخدامه بكثرة
فالمجمع اليوم غير قادر على ملاحقة هذا التيار الكاسح لغزو المصطلحات والكلمات والتعبيرات الأجنبية في حياتنا
خرج الإعلام التنجيمي العربي عن الالتزام في الكلام والكتابة بلغة عربية صحيحة فأصبحت المذيعة أو المذيع في الشاشة المرئية للتلفاز وكأنها تفخر
بكونها لا تستطيع أن تنطق الكلمات كما يجب إما بسبب أنوثتها الطاغية أو رقة المذيع المتأنثة أو بسبب انغماسهما في بيئة أجنبية حتى أذنيهما
إن الأمر مدعاة للسخرية والرثاء حقا ان يكون فهمك لكلام مكتوب بالعربية متوقفا لا على مدى اتساع معرفتك بمفردات العربية وقواعدها بل على معرفتك بلغة أجنبية وتقليدها
ومما شاع للأسف التعبير بلا مسوغ عن ( الكتابات ) بلفظ ( الأدب ) ولتوضيح ذلك: أن كلمة ( Literature) في الإنجليزية بمعنيين هما:
ــ الأدب بمعنى العمل الأدبي ؛ كالقصة والمسرحية والشعر ....إلخ
ـــ والمعنى الآخر هو مجرد الكتابات أيا كان موضوعها أو نوعها فيجوز أن نقول بالإنجليزية ؛ الكتابات الاقتصادية ( Economic literature )
ولكننا للأسف نقلناها وترجمناها بمعناها الأول ( الأدب ) للتعبير عن المعنى الثاني وهو الكتابات فيقول غير المتخصصين في اللغة العربية ( الأدب الاقتصادي)
ولعل ما وصل إليه حال لغتنا العربية من تدهور يرجع إلى أسباب عديدة منها : انخفاض مستوى المعلمين
زيادة عدد التلاميذ بالفصول الدراسية
التساهل المصاحب لأعداد المتقدمين للحصول على الشهادة
عدم متابعة اثر التغيير في نوع افدارة أو الوسيلة التي تنتقل بها المعرفة
باللغة من شخص إلى آخر ؛ فليست المدرسة او الجامعة هي الوسيلة الوحيدة بل انضمت إليها وسائل كثيرة أخرى كالإعلام الموجه والتقنيات الحديثة التي تؤمن في اتساعها بين الجماهير إلى أن الأهم هو المضمون الذي يؤدي نفس النتيجة دون التأكد من صحة اللغة أو عدمه
وأعتقد كما يعتقد الكاتب الأستاذ جلال أمين أن العلة التي أصابت اللغة العربية أو أهل اللغة العرب على وجه الخصوص لأن اللغة لها أصول مقننة ومتطورة هي : أن السبب لا يتعلق بعدم القدرة على إتقان اللغة بل بعدم الرغبة لدى أهل اللغة العربية فالمرض الحقيقي لا يكمن في تزايد من ليس لديهم القدرة على التغيير السليم بل تزايد من لديهم الرغبة في التساهل اللغوي وعدم التدقيق وهذا أصل العة وهو يكمن في النفس لا في العقل
إن لغتنا العربية لغة القرآن الكريم في حاجة إلى مزيد من الرغبة في المحافظة عليها والكتابة بها ومحاولة الحديث بقدر الإمكان بلغة سليمة
حتى تتبوأ مكانتها السابقة بين لغات العالم
( ماذا حدث للمصريين ؟)
للكتاب الأستاذ جلال أمين
وراقني مما تصفحته في هذا الكتاب القيم
ما سوف أعرضه هنا بتصرف بسيط غير خارج عن مضمون ما جاء بكلام المؤلف الأستاذ جلال أمين
===============
كانت اللغة العربية تتمتع بمكانة رفيعة المستوى في مصر منذ نصف قرن
وأشعر اليوم بالأسى الشديد عندما نتأمل حالها الآن
أضرب مثلا لذلك ليس على سبيل الحصر ؛ حيث كان الخطأ في النحو والإعراب كتابة أو إلقاء مما يخجل منه المرء ويحاول تجنبه قدر الإمكان ، وكان الأمر متيسرا فقد كان لنا مدرسون للغة العربية يجيدون اللغة هم أنفسهم ويعشقونها عشقا بالغا كما كان المناخ المحيط بنا كله يحترم اللغة العربية ويرعى مكانتها
وكان من الشروط الواجب توافرها في الكاتب الصحفي مثلا حتى لو كان يكتب خبرا صغيرا ، أو المذيع أن يكون قادرا على الكتابة أو الكلام الصحيح بلغة عربية ، وكان الوزراء والسياسيون إذا ألقوا خطبهم ألقوها بلغة عربية جميلة
وكان أحد معايير الحكم على هذا السياسي أو ذاك قوة بيانه وجمال لغته
ومما يؤكد أهمية هذا الشأن أن المجمع اللغوي ؛ مجمع اللغة العربية في مصر ) حرص أن يتولى رئاسته أدباء و‘لأ/أْ ومفك{ون يتمتعون بعشق اللغة العربية فاحترمهم الناس وقدروا مكانتهم في المجتمع أمثال الأستاذ أحمد لطفي السيد حتى وفاته ، وطه حسين حتى وفاته ، وكان الحصول على عضوية هذا المجمع شرف لايدانيه شرف
واليوم لم يعد الأمر كذلك بكل أسف
أصبح الخطأ في اللغة العربية شيئا لا يستحي منه المرء ، بل إن لفت النظر إلى الخطأ هو ما يستحي منه عاشق اللغة والمحافظ عليها
تقرأ للصحفي في صحيفة رسمية أو غير رسمية ( الاجتماع سيعقد مساءا )
بالألف ، وتقرأ ( نجاح الحكومة في تنفيذ سياستها الاقتصادية كان نجاحا مضطردا ) وهو لايعرف الفرق بين ( الاضطراد ، والاطراد ) ؟!!
انقضى العصر الذي كنا نسمع الذي كنا نسمع فيه عن لفظ جديد ( بين الحين والحين ) صكه المجمع كمقابل للفظ الأجنبي الذي بدا استخدامه بكثرة
فالمجمع اليوم غير قادر على ملاحقة هذا التيار الكاسح لغزو المصطلحات والكلمات والتعبيرات الأجنبية في حياتنا
خرج الإعلام التنجيمي العربي عن الالتزام في الكلام والكتابة بلغة عربية صحيحة فأصبحت المذيعة أو المذيع في الشاشة المرئية للتلفاز وكأنها تفخر
بكونها لا تستطيع أن تنطق الكلمات كما يجب إما بسبب أنوثتها الطاغية أو رقة المذيع المتأنثة أو بسبب انغماسهما في بيئة أجنبية حتى أذنيهما
إن الأمر مدعاة للسخرية والرثاء حقا ان يكون فهمك لكلام مكتوب بالعربية متوقفا لا على مدى اتساع معرفتك بمفردات العربية وقواعدها بل على معرفتك بلغة أجنبية وتقليدها
ومما شاع للأسف التعبير بلا مسوغ عن ( الكتابات ) بلفظ ( الأدب ) ولتوضيح ذلك: أن كلمة ( Literature) في الإنجليزية بمعنيين هما:
ــ الأدب بمعنى العمل الأدبي ؛ كالقصة والمسرحية والشعر ....إلخ
ـــ والمعنى الآخر هو مجرد الكتابات أيا كان موضوعها أو نوعها فيجوز أن نقول بالإنجليزية ؛ الكتابات الاقتصادية ( Economic literature )
ولكننا للأسف نقلناها وترجمناها بمعناها الأول ( الأدب ) للتعبير عن المعنى الثاني وهو الكتابات فيقول غير المتخصصين في اللغة العربية ( الأدب الاقتصادي)
ولعل ما وصل إليه حال لغتنا العربية من تدهور يرجع إلى أسباب عديدة منها : انخفاض مستوى المعلمين
زيادة عدد التلاميذ بالفصول الدراسية
التساهل المصاحب لأعداد المتقدمين للحصول على الشهادة
عدم متابعة اثر التغيير في نوع افدارة أو الوسيلة التي تنتقل بها المعرفة
باللغة من شخص إلى آخر ؛ فليست المدرسة او الجامعة هي الوسيلة الوحيدة بل انضمت إليها وسائل كثيرة أخرى كالإعلام الموجه والتقنيات الحديثة التي تؤمن في اتساعها بين الجماهير إلى أن الأهم هو المضمون الذي يؤدي نفس النتيجة دون التأكد من صحة اللغة أو عدمه
وأعتقد كما يعتقد الكاتب الأستاذ جلال أمين أن العلة التي أصابت اللغة العربية أو أهل اللغة العرب على وجه الخصوص لأن اللغة لها أصول مقننة ومتطورة هي : أن السبب لا يتعلق بعدم القدرة على إتقان اللغة بل بعدم الرغبة لدى أهل اللغة العربية فالمرض الحقيقي لا يكمن في تزايد من ليس لديهم القدرة على التغيير السليم بل تزايد من لديهم الرغبة في التساهل اللغوي وعدم التدقيق وهذا أصل العة وهو يكمن في النفس لا في العقل
إن لغتنا العربية لغة القرآن الكريم في حاجة إلى مزيد من الرغبة في المحافظة عليها والكتابة بها ومحاولة الحديث بقدر الإمكان بلغة سليمة
حتى تتبوأ مكانتها السابقة بين لغات العالم