اللغة العربية ليست كليشهيات منسوخة
يتهم بعض المستشرقين الأجانب لغتنا العربية
بأن معظم مستعمليها من المتحدثين أو الكتاب ، يستخدمون كليشيهات تعبيرية منسوخة غير متطورة ، وعفى عليها الزمن ،لفقر اللغة إلى التطور والعالمية ؛ هذا ما أشار إلى معناه المستشرق الفرنسي ( ديموبين ) .
وللرد عليه وعلى أمثاله ودحض افترائهم على لغتنا العربية السامية لغة القرآن الكريم نقول :
تكرار الصور والتعبيرات والألفاظ موجود في كل لغات العالم ، من القديم إلى الحديث ، ولم يشر المستشرق إلى هذه الظاهرة اللغوية
في غير العربية من اللغات ، وهذا شيء لا يعيب ثراء اللغة أما المتحدث أو الكاتب أو الشاعر ، فالعيب هنا ليس في ذات اللغة وإنما في مستخدمها الذي لم يقف على معنى ( الكليشيه ) الذي أورده ديموبين الفرنسي ، ولم يعرف أن العرب القدماء عرفوا معناه وعابوا على مستخدمي مثل تلك التعبيرات التي وصفوها ( بالمبتذل ) من الكلام في نقدهم لتكرار ونسخ الصور والتعبيرات والإلحاح في استعمالها
حتى سمجت وباخت ومجتها الأذواق العربية التي تعرف ثراء اللغة وجمال ابتكار الصور فيها حسب موهبة الأديب أو الخطيب أو المتكلم ، فإذا كان لفظ الكليشيه يعني الصورة التي تقع لأول وضعها واستعمالها جميلة ومقبولة لدى الذوق ثم تسخف بكثرة نسخها وتكرارها دون تجديد أو ابتكار أو تحديث مما يحتاج إلى الملاحظة ودقة الربط بيت أجزاء الكلام ؛ فقد نبه علماء اللغة إلى ذلك عند وصفهم للمبتذل من التعبيرات ، وفي اللغة ثراء لفظي رحب في معاجمها والترادف اللغوي وابتكار المواهب للصور والتراكيب الجيدة
ومن أمثلة ما عابه النقاد على مستخدمي المبتذل من الكلام قولهم :
عن المرأة المرفهة : ( نؤوم الضحى ، وبعيدة مهوى القرط )
وعن النساء :( النسوان )
وعن البعاد والفراق وألمه :( شحط النوى )
وعن قسوة الموت :( أنشبت المنية أظفارها )
وعن الكريم :( كثير الرماد ، وجبان الكلب )
وطبعي أن الوقوف والإلحاح على لازمة تعبيرية لغوية واحدة ممجوج ومستهجن ، كما ذكر الأستاذ زكي مبارك في كتابه ( النثر الفني في القرن الرابع الهجري ) فقد أورد طرفة عن الدكتور طه حسين في هذا الخصوص ملخصها :
أن طه حسين كانت له لازمة مع طلابه في الجامعة في بدء محاضراته ؛ وذات يوم عندما تهيأ لألقاء محاضرته سمع بعض الطلبة يهمس بقوله :( قلنا في المحاضرة السابقة ) فابتسم الدكتور طه حسين وعرف أنهم يستهجنون لازمته اللغوية ، فغير بقوله :( سمعتم في الدرس الماضي ) ثم واصل إلقاء المحاضرة باقتدار وعلم
ومن هنا نخلص إلى أن المبتذل من الكليشيهات هو نوع موجود في كل لغة ، وليس هو النوع الوحيد فهناك أنواع كثيرة مستهجنة وممسوخة ، وهناك من التعبيرات الجيدة تحيا على ألسنة أصحابها كتعبير الزعيم سعد زغلول ( أخجلتم تواضعي )
بأن معظم مستعمليها من المتحدثين أو الكتاب ، يستخدمون كليشيهات تعبيرية منسوخة غير متطورة ، وعفى عليها الزمن ،لفقر اللغة إلى التطور والعالمية ؛ هذا ما أشار إلى معناه المستشرق الفرنسي ( ديموبين ) .
وللرد عليه وعلى أمثاله ودحض افترائهم على لغتنا العربية السامية لغة القرآن الكريم نقول :
تكرار الصور والتعبيرات والألفاظ موجود في كل لغات العالم ، من القديم إلى الحديث ، ولم يشر المستشرق إلى هذه الظاهرة اللغوية
في غير العربية من اللغات ، وهذا شيء لا يعيب ثراء اللغة أما المتحدث أو الكاتب أو الشاعر ، فالعيب هنا ليس في ذات اللغة وإنما في مستخدمها الذي لم يقف على معنى ( الكليشيه ) الذي أورده ديموبين الفرنسي ، ولم يعرف أن العرب القدماء عرفوا معناه وعابوا على مستخدمي مثل تلك التعبيرات التي وصفوها ( بالمبتذل ) من الكلام في نقدهم لتكرار ونسخ الصور والتعبيرات والإلحاح في استعمالها
حتى سمجت وباخت ومجتها الأذواق العربية التي تعرف ثراء اللغة وجمال ابتكار الصور فيها حسب موهبة الأديب أو الخطيب أو المتكلم ، فإذا كان لفظ الكليشيه يعني الصورة التي تقع لأول وضعها واستعمالها جميلة ومقبولة لدى الذوق ثم تسخف بكثرة نسخها وتكرارها دون تجديد أو ابتكار أو تحديث مما يحتاج إلى الملاحظة ودقة الربط بيت أجزاء الكلام ؛ فقد نبه علماء اللغة إلى ذلك عند وصفهم للمبتذل من التعبيرات ، وفي اللغة ثراء لفظي رحب في معاجمها والترادف اللغوي وابتكار المواهب للصور والتراكيب الجيدة
ومن أمثلة ما عابه النقاد على مستخدمي المبتذل من الكلام قولهم :
عن المرأة المرفهة : ( نؤوم الضحى ، وبعيدة مهوى القرط )
وعن النساء :( النسوان )
وعن البعاد والفراق وألمه :( شحط النوى )
وعن قسوة الموت :( أنشبت المنية أظفارها )
وعن الكريم :( كثير الرماد ، وجبان الكلب )
وطبعي أن الوقوف والإلحاح على لازمة تعبيرية لغوية واحدة ممجوج ومستهجن ، كما ذكر الأستاذ زكي مبارك في كتابه ( النثر الفني في القرن الرابع الهجري ) فقد أورد طرفة عن الدكتور طه حسين في هذا الخصوص ملخصها :
أن طه حسين كانت له لازمة مع طلابه في الجامعة في بدء محاضراته ؛ وذات يوم عندما تهيأ لألقاء محاضرته سمع بعض الطلبة يهمس بقوله :( قلنا في المحاضرة السابقة ) فابتسم الدكتور طه حسين وعرف أنهم يستهجنون لازمته اللغوية ، فغير بقوله :( سمعتم في الدرس الماضي ) ثم واصل إلقاء المحاضرة باقتدار وعلم
ومن هنا نخلص إلى أن المبتذل من الكليشيهات هو نوع موجود في كل لغة ، وليس هو النوع الوحيد فهناك أنواع كثيرة مستهجنة وممسوخة ، وهناك من التعبيرات الجيدة تحيا على ألسنة أصحابها كتعبير الزعيم سعد زغلول ( أخجلتم تواضعي )