الأضحيات

دليل شرعية أضحية العيد على المسلم :

وأحكامها في الإسلام :
الأضحية سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ضحى عليه الصلاة والسلام عن نفسه بكبشين أملحين أقرنين، عنه وعن آل بيته، قال: اللهم هذا عن محمد وآله وضحى عمن لم يضح من أمته صلى الله عليه وسلم . 
ويقول الإمام أبو حنيفة: إن الأضحية واجب، والواجب عنده فوق السنة ودون الفرض، فيرى أنها واجب على ذوي اليسار، والسعة، الحديث " من كان عنده سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا " فأخذ من هذا أنها واجبة . فإن لم يثبت وجوبها فهي سنة مؤكدة وفيها فضل عظيم.
ووقتها يبدأ من بعد صلاة العيد، بعدها تشرع الأضحية، وقبل ذلك لا تكون أضحية، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من ذبح قبل صلاة العيد أن يعتبر شاته شاة لحم، ليست شاة نُسك، وليست شاةَ عبادة قربة . حتى لو تصدق بها كلها، فإنه يكتب له ثواب الصدقة ولا يكتب له ثواب الضحية، لأن التضحية عبادة، والعبادات إذا حد الشارع لها حدًا، ووقت لها ميقاتًا، لا ينبغي أن نتجاوزه أو نتقدم عليه ، قال تعالى : إنا أعطيناك الكوثر ، فصلِّ لربك وانحر ، أي بعد صلاة عيد الأضحى 
 ويجوز أن يذبح في يوم العيد نفسه، أوفي ثاني يوم أوفي ثالث يوم العيد .. بل هناك قول بالجواز في رابع أيام العيد .. أخر أيام التشريق .
والأولى أن يذبح إلى الزوال، فإذا جاء وقت الظهر ولم يذبح، يؤخر لليوم الثاني، وبعض الأئمة يقولون: حتى بعد ذلك يصح الذبح ليلا ونهارًا ولهذا فإنه ليس من الضروري أن يذبح الناس كلهم في أول يوم العيد، فقد يكون  بعض الناس بحاجة إلى اللحم في اليوم الثاني أو الثالث فيوزع عليهم فهم أحوج إلى اللحم من أول أيام العيد. هذا هو وقت الأضحية.
وما يجزئ في الأضحية هو: الإبل والبقر والغنم.. لأنها هي الأنعام .. فيصح أن يذبح أيًا من هذه الأصناف.
 والشاة عن الواحد .. والمقصود بالواحد: الرجل وأهل بيته . كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: هذا عن محمد وآله. وقال أبو أيوب: كنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يذبح الرجل عن نفسه وأهله شاة واحدة.
وبالنسبة للبقر والإبل، فيكفي سُبع البقرة أو سُبع الناقة عن الواحد، فيستطيع أن يشترك سبعة أشخاص في البقرة، أو في الناقة، بشرط ألا تقل البقرة عن سنتين والناقة عن خمس سنوات، والماعز عن سنة، والضأن عن ستة أشهر . الضأن الجذع أباح النبي عليه الصلاة والسلام ذبحه ولو كان عمره ستة أشهر . واشترط أبو حنيفة أن يكون سمينًا، وإلا أتم السنة. هذا ما يجزئ في الأضحية.
وكلما كانت أسمن وأحسن كان ذلك أفضل، لأنها هدية إلى الله عز وجل .. فينبغي على المسلم أن يقدم إلى الله أفضل شيء، ولهذا لا يجوز أن يضحي بشاة عجفاء هزيلة شديدة الهزال، أو عوراء بيِّن عورها، أو عرجاء بين عرجها، أو ذهب أكثر قرنها، أو كانت أذنها مشوهة، أو ذات عاهة أيًا كانت، إنما ينبغي على المسلم أن يقدم الشيء النظيف ، فليتخير العبد ما يهديه إلى ربه ..و ذلك من الذوق السليم والله سبحانه( لن يناله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم.)
ومما يؤكد ذبح الأضحيات قربة لله تعالى :

ما رُويَ عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، وأبوهريرة رضي الله عنه  في حديث حسن ، ذكره ابن الملقن  في كتاب(  البدر المنير ) :

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا ضحَّى دعا بكبشَينِ عظيمَينِ سمينَينِ أملحَينِ موجُوءَينِ أقرنَينِ فذبح أحدَهما عن أُمَّتهِ مَنْ شهِد له بالبلاغِ وشهِد للهِ بالتوحيدِ ، ويذبحُ الآخرَ عن محمدٍ وآلِ محمدٍ

كما روى الفيروزبادي في ( سفر السعادة ) عن النبي صلى الله عليه وسلم :
أنه ضحَّى بكبشينِ أقرنَينِ أملَحَينِ مَوجوءَينِ ، فلمَّا وجهَّهُما قال صلَّى اللهُ عليه وسلم : وجهتُ وجهيَ للذي فطرَ السماواتِ والأرضَ حنيفًا مسلمًا وما أنا من المشركينَ ، إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي للهِ ربِّ العالمينَ ، لا شريكَ له ، وبذلكَ أُمرتُ وأنا أولُ المسلمينَ ، اللهمَّ منكَ ولك عن محمدٍ وأمَّتِه ، بسمِ اللهِ واللهُ أكبرُ ثمَّ ذبح.
وحكم المحدث ( ثابت )
ويفضل أن تقسم الأضحية إلى ثلاثة أقسام ، قسم للأكل منه لأهل المضحي ممن تلزمه نفقتهم ، وقسم يوزع كهدايا لمن لم يضحي من الأقارب والأصدقاء المسلمين ، والقسم الثالث يوزع على الفقراء والمحتاجين من الجيران وغيرهم .
 والله تعالى أعلم 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )