آراء حول موعد تغيير القبلة إلى الكعبة.
قال تعالى في الآية ١٤٤ من سورة البقرة:(قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره.)) فسر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، كما أكد الله سبحانه وتعالى في قوله:(وما كان الله لايضيع إيمانكم(أي عملكم الصالح بطاعته فيما فرض عليكم من قبل بالتوجه إلى المسجد الأقصي)
وقد ذكر بعض العلماء أن تغيير القبلة كان في السابع عشر من شهر رجب عام ٢ بعد الهجرة النبوية الشريفة... وذكر آخرون أن ذلك كان في الثامن من شهر المحرم في العام نفسه ٢ هجرية...
والرأي الثالث الذي قال به ابن هشام صرفت القبلة في شهر شعبان بعد ١٨ شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة... وقد ظل المسلمون طيلة العهد المكي يتوجهون في صلاتهم إلى المسجد الأقصى امتثالا لأمر الله تعالى الذي أمر باستقباله في صلاة المسلمين ونفذه محمد صلى الله عليه وسلم..وكان في فؤاده أمنية كبيرة طالما راودته أن يتوجه إلى الكعبة المشرفة بمكة المكرمة لأنها قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام وهو أولى الناس به وأول بيت وضع للناس في الأرض لتتميز به الأمة الإسلامية في عبادتهم عن غيرها من الأمم التي حرفت وبدلت... ويدل على ذلك قول البراء بن عاذب وكان يحب أن يوجه إلى الكعبة... رواه البخاري... وما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخالف أمر ربه بيد أنه استطاع الجمع بين رغبته في التوجه للكعبة وبين عدم مخالفته الأمر بالتوجيه إلى المسجد الأقصى بأن يصلي أمام الكعبة ولكن متجها إلى الشمال. وخرج رجل ممن صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أول صلاة في تغيير القبلة وكانت صلاة العصر إلى الكعبة فقال :لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد بالله أنه استدار
بالمصلين إلى جهة الكعبة
فداروا وهم في صلاتهم قبل الكعبة..... لكن الخبر تأخر عن أهل قباء حتى صلاة الصبح فجاء إليهم رجل فقال :أنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم قرآنا
أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها
فتوجهوا إلى الكعبة.. رواه البخاري.
والله تعالي أعلى وأعلم.
تعليقات