أطفال العرب كانوا فصحاء ،فأين أطفالنا منهم اليوم ؟!! لغة عربية
يقول الأصمعي المؤرخ الشهير :
بينما أنا في بعضِ البَوادِي ( الصحاري) إذ أنا بِصَبِيٍّ أو قال : بِصَبِيَّةٍ معه أو معها قربةٌ فيها ماء ، قدْ غَلَبَتْهُ وثَقُلَ عليه أو عليها حمْلُها ،وهو ينادي : أَبَاهُ أنْ يُسْرِعَ إليهِ قبْلَ أن يسقط ماؤها على الأرْضِ فيقول :( يا أَبَتِ ، أَدْرِكْ فَاهَا .......غَلَبَنِي فُوْهَا ..... لاَ طَاقَةَ لِي بِفِيهَا !!) ، قال الأصمعي : فواللهِ لقدْ جَمَعَ البلاغة العربية في ثلاث !! وهو يقصد أن هذا الطفلَ قد أَحْسَنَ ضَبْطَ الكلمةِ وَ نُطْقَها في كلِّ موقعٍ جاءتْ فيه .؛ فعندما وقعت مفعولا به في الأولى ( فاها ) أي أدرك أنت فاها ، نصَبَها بالألف لأنها من الأسماء الخمسة :( أبوك وأخوك وحموك وفوك وذو مال ) ، ورفعها بالواو عندما وقعت فاعلا ( غلبني فوها )، وعندما جُرَّتْ بحرف الباء قال :( لا طاقة لي بِفِيها ) وهذا هو الإعراب في قواعد اللغة العربية الفصيحة للأسماء الخمسة في مواقعها الثلاث .
فَمَنْ مِنْ أطفالنا اليوم بل من الكثيرين منا نحن غير المتخصصين في العربية وقواعدها النحوية يعرف مواقع الكلام ويحرصُ على إجادة النطق بها ؟!!
وفي رسالة للدكتوراه التخصصية في قواعد اللغة العربية مع أحد الخريجين المتميزين منذ نشأتهم وسط أسرة معلمة لأبنائها من صغرهم ؛ وقف الابن أمام لجنة المناقشة من أساتذة جامعة الأزهر بالقاهرة ومعهم أعضاء من كلية الآداب جامعة القاهرة والزقازيق متخصصون في النحو العربي يسألون طالب الدكتوراه ، سأله رئيس اللجنة :
*** ما اسمك الأول يا بُنَيَّ ؟ فأجابه بجرأة وثقة في النفس :
أُسَامَة . فأردف السائل :
*** وما معنى ( أُسَامَةُ )؟ .. فرد الطالب : يعنِي : أَسَدٌ ، فسأل رئيس اللجنة : وكم تعرف من أسماء الأسد غير أسامة ؟!! قال المُمْتَحَنُ : للأسدِ أسماء عديدة منها :
الباسل : من البسَالَةِ و الشجاعة ِ ...... ومنها :
الدَّوْسَر : أي الضخم ..... ومنها : الصَلْدَم : لصلابته .... ومنها : الجَأب أي الغليظ الجافي ....... ومنها : الأَجْبَهُ ؛ أي عريض الجبهة ... ومنها : حمزة أي ما عرف في البلاغة بالتشبيه المقلوب حين قالوا عن الشجاعة : الأسد حمزة ........وأخذ يُعَدِّدُ في ذكر مسميات الأسد في اللغة العربية فقال: ومنها : المُصَحَّرُ ؛ نٍسْبَةً إلى لونهِ الأغْبَرُ في حُمْرَةٍ ...... ومنها : الغضنفر : لِغِلَظِ جُثَّتِهِ ........ ثم قاطعه السائلُ : كَفَىْ يا بُنَيّ !!
فبدأ المُناقِشُ التالي للطالبِ المُمْتَحَنِِ : لي سؤال واحد لو أجبتهُ سأترك السؤال لمن بعدي في اللجنة !! قال : تفضل حضرتك أستاذي ، فقال السائل : لقد جاء في إجابتك للدكتور رئيس اللجنة تصرفا من صفات الأسد حيث يطلق عليه اسم بهذه الصفة . فهل تعرفه ؟! فضحك الطالب بابتسامة قائلا : نعم أستاذي ، إنه ( الدّلْهِثُ ) فالأسد بين الحيوانات هو الجريء المقدم على فريسته بثقة .
وفي النهاية حصل طالب الدكتوراه ( أسامة ) على الشهادة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف ، ورُقَّي إلى درجة الأستاذية الجامعية في تخصص اللغة العربية
تعليقات