مواقف وتجارب







تعلمت أنه يوجد هناك فرق كبير بين خبرة السنوات

وبين سنوات الخبرة ..

هناك أشخاص لديهم 10 سنوات خبرة ، ولكنها سنة خبرة تتكرر 10 مرات .

فعلا .حدثت لي ومعي في موقف من مواقف حياتي :

حيث سئلت في اختبار المقابلة الشخصية للترقية لوظيفة مدير عام ,

عن سنوات الخبرة للتقدم لهذا المنصب من الوظائف العليا أمام اللجنة من أحد أعضائها وهو وكيل وزارة التنظيم والادارة .

ووفقني الله في الرد عليه من واقع ثقتي بالوظيفة المتقدم لها .

قلت له : ليست العبرة بسنوات الخبرة في العمل , وانما العبرة في الانجاز والعمل خلال فترات الخبرة .

فكم من مدير عام أو وكيل وزارة بقي في منصبه العديد من السنوات ولم ينجز شيئا ذا قيمة ,

وغيره أخذ الوظيفة لفترة قصيرة وترك بصمات قوية وعظيمة في عمله في نفس المنصب

وأعجب ردي السيد رئيس اللجنة . وكان السيد الوزير محافظ الاقليم . واختارني للمنصب .

علمتني الحياة أن المناصب زائلة ,

وحب الناس بأفعال الخير هي الباقية .

فقد مكثت ثلاث سنوات في منصب المدير العام ,

وكنت أحصل على تقدير ممتاز كل عام .

من محافظ جديد أتى بعد رئيس اللجنة الذي قرر اختياري ,

ثم جاء تعييني بقرار من وزير التنمية الادارية .

وبند القانون الذي عينت عليه يسمى القانون رقم (5) يقضي بتجديد التعيين سنويا من الوزارة لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد .

وأحببت العاملين معي وأحبوني ,

لكني تركت المنصب بالاستقالة المسببة بعد أن رشحت لمنصب وكيل وزارة بسبب الواسطة .

وبسبب رفضي لتنفيذ قرارات مخالفة لضميري في العمل تخالف أصلا تعليمات وقوانين العمل المدنية وتدخل المجالس المحلية .

وبصراحة شديدة لعدم تحقيق رغبة أحد أعضاء مجلس الشعب بنقل ابنته المعينة حديثا بواسطته في قرية الى المدينة وبجوار بيتها .

وهناك عشرات من الأقدم منها ينتظرون دورهم في النقل الى هذا المكان ,

ولما رفع الأمر الى المحافظ قرر نقلي الى المديرية لصالح العمل الشماعة التي يستند عليها الرؤساء عندما لايجدون مبررا منطقيا لاصدار قرار النقل ضد الموظف الحكومي .

واعترضت واستقلت .

ورفعت قضية ضد هذا المحافظ , ووكيل الوزارة الذي أعانه في التنفيذ .

رغم أنهما في نفس العام قد أعطياني تقرير ممتاز عن انجازاتي .

وقد وافق السيد وكيل الوزارة على ترشيحي لمنصب وكيل وزارة مثله , حيث كان يعمل في منصبه ندبا من مدير عام وكان مرشحا معي لنفس المكان ومكان آخر كوكيل وزارة أصلي ,

ودخلنا المقابلة سويا أمام لجنة برئاسة السيد الوزير المختص .

ولما تم نقلي تم استبعادي , واستقلت .

قبل انتهاء موعد خروجي على المعاش بسنتين .

وبقي لي حب الناس حتى اليوم .

وهكذا تعرفون أن المناصب زائلة والكراسي ليست باقية لأحد ,

ولكن الانسان يعيش بذكرى حب الناس وما قدمه باخلاص لوطنه ولعمله .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )