مواقف وتجارب / تعلمت من الحياة
تعلمت أنه يوجد هناك فرق كبير بين خبرة السنوات وبين سنوات الخبرة ....
هناك أشخاص لديهم 10 سنوات خبرة ، ولكنها سنة خبرة تتكرر 10 مرات فعلا .....
حدثت لي ومعي في موقف من مواقف حياتي حيث سئلت في اختبار المقابلة الشخصية للترقية لوظيفة مدير عام عن سنوات الخبرة للتقدم لهذا المنصب من الوظائف العليا أمام اللجنة ،
من أحد أعضائها وهو وكيل وزارة التنظيم والادارة .......
ووفقني الله في الرد عليه من واقع ثقتي بالوظيفة المتقدم لها قلت له : ليست العبرة بسنوات الخبرة في العمل ؛ وإنما العبرة في الإنجاز والعمل خلال فترات الخبرة !!!
فكم من مدير عام أو وكيل وزارة بقي في منصبه العديد من السنوات ولم ينجز شيئا ذا قيمة .......بينما غيره أخذ الوظيفة لفترة قصيرة وترك بصمات قوية وعالية الجودة في عمله في نفس المنصب ..............وأعجب ردي السيد رئيس اللجنة . وكان السيد الوزير محافظ الاقليم الأستاذ فاروق التلاوي المحترم. .....
واختارني للمنصب فعلمتني الحياة أن المناصب زائلة ، وأن وحب الناس بأفعال الخير هي الباقية .......
ومكثت ثلاث سنوات في منصب المدير العام وكنت أحصل على تقدير ممتاز كل عام من محافظ جديد أتى بعد رئيس اللجنة الذي قرر اختياري وهو المحافظ / أحمد الليثي محافظ البحيرة .
ثم جاء تعييني بقرار من وزير التنمية الادارية وبند القانون الذي عينت عليه يسمى القانون رقم (5) يقضي بتجديد التعيين سنويا من الوزارة لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد ........
وأحببت العاملين معي وأحبوني وكان وكيل وزارة الذي رشحني للمنصب الأستاذ أحمد جادو المحترم قد نقل إلى الوزارة وجاء وكيل وزارة آخر جديد منتدبا للعمل كوكيل وزارة للبحيرة
.وبسبب الواسطة وبسبب رفضي لتنفيذ قرارات مخالفة لضميري في العمل تخالف أصلا تعليمات وقوانين العمل المدنية.....
وتدخل المجالس المحلية وبصراحة شديدة لعدم تحقيق رغبة أحد أعضاء مجلس الشعب بنقل ابنته المعينة حديثا بواسطته في قرية الى المدينة وبجوار بيتها بينما العشرات من الأقدم منها ينتظرون دورهم في النقل إلى هذا المكان ولما رفع الأمر الى المحافظ الجديد المنتدب قرر نقلي إلى المديرية التعليمية بدمنهور لصالح العمل الشماعة التي يستند عليها الرؤساء عندما لايجدون مبررا منطقيا لاصدار قرار النقل ضد الموظف الحكومي
،واعترضت، واستقلت ، ورفعت قضية ضد هذا المحافظ ، ووكيل الوزارة الذي أعانه في التنفيذ .......
رغم أنهما في نفس العام قد أعطياني تقرير ممتاز عن انجازاتي وقد وافق السيد وكيل الوزارة على ترشيحي لمنصب وكيل وزارة مثله ؛ حيث كان يعمل في منصبه ندبا من مدير عام وكان مرشحا معي لنفس المكان في مكان آخر هو محافظة كفر الشيخ كوكيل وزارة أصلي ، ودخلنا المقابلة سويا أمام لجنة برئاسة السيد الوزير المختص الدكتور حسين كامل بهاء الدين ، ولما تم نقلي تم استبعادي ،......!!
واستقلت قبل انتهاء موعد خروجي على المعاش بسنتين .وبقي لي حب الناس حتى اليوم وهكذا تعرفون أن المناصب زائلة والكراسي ليست باقية لأحد ، ولكن الانسان يعيش بذكرى حب الناس وما قدمه باخلاص لوطنه ولعمله .... والله ولي التوفيق وهو العادل الذي لا يظلم لديه أحد من خلقه
تعليقات