الوضوء من الحنفية أو الصنبور .


بين الصنبور والحنفية
قال أَبو حنيفة: الصُّنْبُور، بغير هاء، أَصل النخلة الذي تَشَعَّبت منه العُرُوق.
قصبة تكون في الإداوَةِ من حديدٍ أو رَصاصٍ يُشربُ منها
ويقال للماءِ الكثير يَحْمِلُ منه الـمِفْتَحُ ما يَسَعُه، فيَضِـيقُ صُنْبُورُه عنه من كثرته، فيستدير الماءُ عند فمه، ويصير كأَنه بُلْبُلُ آنِـيةٍ: لَولَبٌ؛
والإزاءُ: مَصَبُّ الماء في الحوض؛ وأَنشد الأَصمعي:
 ما بَيْنَ صُنْبُور إلى إزاء
والقُتْرةُ: صُنْبور القناة، وقيل هو الخَرْق الذي يدخل منه الماء الحائط.
- صنبور الماء.
و يسمى الحنفية، والجمع : الحنفيات، ويقال إن اسم كلمة حنفية جاءت نسبة إلى مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان؛ نظراً لاستعمال الحنفية في الوضوء عندهم بخلاف بعض  المذاهب الفقهية الأخرى إلا بشروط.
ويستعمل الصنبور للتحكم في سريان الماء.
وتصنع الحنفيات الجيدة التي تتحمل ضغطا للمياه قدر 25 كج/سم2، وبأقطار تبدأ من 8/3 بوصة حتى 2 بوصة . ويوجد أنواع كثيرة من الحنفيات وبأشكال مختلفة.
-      ولا بأس من جعل صنبور يُستخرج منه الماء، عن طريق فتحه وغلقه بإدارته، أو الضغط عليه، أو اللمس، وكل ذلك على أصل الإباحة.
-      واستخدام الصنبور للوضوء في المحلات العامة أليق من غيره، وأكثر مُراعاة لتحقيق المقصد الشرعي؛ لكونه أولاً أكثر يُسراً وسهولة.
وثانياً: يختص المتوضئ بمباشرة العبادة بنفسه دون معونة غيره.
وثالثاً: في استخدام البرك والأحواض لوضوء الجماعة قد تقع بعض المخالفات، كتقذير البركة بسبب التفل أو المخط، أو إدخال الرجلين للغُسل، أو إرجاع ماء الغُسل بعد تقذيره وغيرها. وينبغي أن :
1) يُراعى في صنبور الماء أن يُحقق الواجب الشرعي في استخدامه، وهو كمال الوضوء وإسباغه دون التقتير والإسراف.
فمن الإسراف استخدام كمية من الماء في الوضوء أكثر من الحاجة، ويُعين على ذلك إذا كان صنبور الماء يتدفق منه الماء الكثير بسبب قوة الدفع، وسعة الفوهة.
ومن التقتير أن تكون قوة الماء أقل من الحاجة، ولا يحصل بها الغسل لأعضاء الوضوء، فيُراعى في تصميم صنبور الماء أن يكون الماء المتدفق بقدر الحاجة.
2) يُراعى في تصميم الصنبور جودته وجودة إحكامه وغلقه وفتحه، وإهمال هذه المواصفات يؤدي إلى إهدار المياه الكثيرة.
وكثيراً ما تتسبب الرداءة في الصنبور إلى عدم إمكان غلقه فترة طويلة.
3) لا بأس باستخدام وسائل ترشيد المياه في تهيئة الصنبور، كتقليل دفع الماء بالقدر المناسب بلا تقتير ولا أسراف، أو وضع صفاية لترشيد تدفقه.
 ونخلص إلى أن الاثنين بمعنى واحد ، فالصنبور اسم آلة مشتق على وزن مفعول وجذره ( صنبر ) لتوصيل المياه عبر قصبة من حديد أو معدن أو ( بلاستيك) والتحكم في جريانه.
ونسب إلى مذهب أبي حنيفة اسم ( الحنفية ) لأنهم أباحوا الوضوء منها بالشروط التي ذكرناها ، وأصبحت أخف استعمالا من الاسم اللغوي ( الصنبور ) وجمعه صنابير ، وجمع الحنفية الحنفيات .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )