شاعر من كل عصر


العصر الجاهلي

عمرو بن كلثوم

***************

من شعراء المعلقات

 

عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب، أبو الأسود  ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة وتجوّل فيها وفي الشام ونجد.

أمه هي ليلى بنت المهلهل بن ربيعة من أعز الناس نفساً،

وهو من الفتاك الشجعان، ساد تغلب، وهو فتىً وعمّر طويلاً.

هو قاتل الملك عمرو بن هند ملكالمناذرة.

وذلك أن أم عمرو بن هند ادعت يوماً أنها أشرف نساء العرب فهي بنت ملوك الحيرة وزوجة ملك وأم ملك فقالت إحدى جليساتها: "ليلى بنت المهلهل أشرف منك فعمها كليب وأبوهاالمهلهل سادة العرب وزوجها كلثوم بن مالك أفرس العرب وولدها عمرو بن كلثوم سيد قومه" فأجابتها: " لأجعلنها خادمةً لي". ثم طلبت من ابنها عمرو بن هند أن يدعو عمرو بن كلثوم وأمه لزيارتهم فكان ذلك.

وأثناءالضيافة حاولت أم الملك أن تنفذ نذرها فأشارت إلى جفنة على الطاولة وقالت " يا ليلى ناوليني تلك الجفنة" فأجابتها: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها" فلما ألحت عليها صرخت: "يا ويلي يا لذل تغلب" فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم وكان جالساً مع عمرو بن هند في حجرة مجاورة فقام إلى سيف معلق وقتله به

ثم أمر رجاله خارج القصر فقاموا بنهبه.

 وقد اشتهر بأنه شاعر القصيدة الواحدة لأن كل ما روي عنه معلقته

وأبيات لا تخرج عن موضوعها.

قال في ثمار القلوب: كان يقال:

«فتكات الجاهلية ثلاث: فتكة البراض بعروة، 

وفتكة الحارث بن ظالم بخالد بن جعفر، 

وفتكة عمرو بن كلثوم بعمرو بن هند ملك المناذرة، 

فتك به وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى خارج الحيرة ولم يصب أحد من أصحابه».

وكان عمرو بن كلثوم من قبائل الجاهلية الشهيرة وهي قبيلة بني وائل ، وقد توفي سنة 39 قبل الهجرة عام 584 ميلادية

 ومعقلته المعروفة تأتي في الرتبة الخامسة بين أصحاب العلقات وهم:

1- امرؤ القيس بن حجر الكندي الذي يقال له ( الملك الضليل )

2- طرفة بن العبد البكري واسمه عمرو أما طرفة فهو لقبه 

3-زهير بن أبي سلمى المزني وهو من أصحاب الحوليات 

4- لبيد بن ربيعة العامري المخضرم وهو من أشراف الشعراء 

5- عمرو بن كلثوم التغلبي من بني وائل التغالبة المتوفى في أوائل القرن السابع 

6- عنترة بن شداد العبسي فارس العرب ورمز البطولة في الحروب 

7- الحارث بن حلزة اليشكري المتوفى في أواخر القرن السادس 

تعتبر معلقة عمرو بن كلثوم من الشعر الملحمي في الفخر والحماسة والبطولة من أعجب ما قيل في هذه الأنواع ، واختلف الرواة في عدد أبياتها ؛ قيل إنها تجاوزت الألف بيت وقيل قرابة الألف  ولم يبق منها إلا ما حفظه الرواة 

:ومن هذه القصيدة نورد هذه الأبيات 

ألا هبي بصنحك فاصبحينا= ولا تبقي خمور الأندرينا

مشعشعة كأ، الحصى فيها = إذا ما الماء خالطها سخينا

تجور بذي اللبانة عن هواه = إذا ما ذاقها حتى يلينا

ترى اللحز الشحيح إذا أرمت= عليه لما له فيها مهينا

أبا هند فلا تعجل علينا= وانظرنا نخبرك اليقينا

بأنا نورد الرايات بيضا = ونصدرهن حمرا قد روينا

وأيام لنا غر طوال = عصينا الملك فيها أن ندينا

وسيد معشر قد توجوه= بتاج الملك يحمي المحجرينا

تركنا الخيل عاكفة عليه= مقلدة أعنتها صفونا

وأنزلنا البيوت بذي طلوح = إلى الشامات ننفي الموعدينا

وقد هرت كلاب الحي منا = وشذبنا قتادة من يلينا

متى ننقل إلأى قوم رحانا= يكونوا في اللقاء لها طحينا

يكون ثفالها شرقي نجد = ولهوتها قضاعة أجمعينا

وإن الطعن بعد الضغن يفشو= عليك ويخرج الداء الدفينا

ندافع عنهم الأعداء قدما= ونحمل عنهم ما قد حملونا

نطاعن ما تراخى الناس عنا = ونضرب بالسيوف إذا غشينا

بسمر من قنا الخطي لدن = ذوابل لأو ببيض يعتلينا

نشق بها رؤوس القوم شقا = ونخليها الرقاب فيختلينا

كأن جماجم الأبطال فيها = وسوق بالأماعز يرتمينا

نحز رؤوسهم في غير بر = فما يدرون ماذا يتقونا؟

كأن سيوفنا فينا وفيهم = مخاريق يأيدي لاعبينا

كأن ثيابنا منا ومنهم = خضبن بأرجوان أو طلينا

ألا لا يعلمن قوما بأنا = تضعضعنا وأنا قد ونينا

ألا لا يجهلن أحد علينا = فنجهل فوق جهل الجاهلينا

بأي مشئة عمرو بن هند = تطيع بنا الوشاة وتذدرينا

يأي مشيئة عمرو بن هند = نكون لقيلكم  فينا قطينا

تهددنا وتوعدنا رويدا= متى كنا لأمك مقتوينا

فإن قناتنا ياعمرو أعيت = على الأعداء قبلك أن تلينا

ورثنا مجد علقمة بن سيف = أباح لنا حصون المجد دينا

ورثت مهلهلا والخير منه = زهيرا نعم ذخر الذاخرينا

وعتابا وكلثوما جميعا= بهم نلنا تراث الأكرمينا

وذا البرة الذي حدثت عنه = به نحمي ونحمي الملتجينا

ومنا قبله الساعي كليبب = فأي المجد إلا قد ولينا

متى نعقد على قرينتنا بحبل = تجز الحبل أو تقصي القرينا

ونوجد نحن أمنعهم ذمارا = وأوفاهم إذا عقدوا يمينا

ونحن الحابسون بذي أراطى = تسف الجلة الخور الدرينا

ونحن غداة أوقد في خزازى = رفدنا فوق رفد الرافدينا

 فكنا الأيمنين إذا التقينا = وكان الأيسرين بنو أبينا

وقد علم القبائل من معد = إذا قبب بأبطحها بنينا

[انا المطعمون إذا قدرنا = وأنا المهلكون إذا ابتلينا

وأنا المانعون لما أردنا = وأنا النازلون بحيث شينا

وانا التاركون إذا سخطنا = وأنا الآخذون إذا رضينا

وأنا العاصمون إذا أطعنا = وأنا العارمون إذا عصينا

ونشرب إن وردنا الماء صفوا = ويشرب غيرنا كدرا وطينا

ألا أبلغ بني الطماح عنا = ودعميا فكيف وجدتمونا

نزلتم منزل الأضياف منا = فعجلنا القرى أن تشتمونا

قريناكم فعجلنا قراكم = قبيل الصبح مرداة طحزنا

إذا ما الملك سام الناس خسفا= أبينا أن نقر الظلم فينا

ملأنا البر حتى ضاق عنا= وظهر البحر نملأه سفينا

 لنا الدنيا ومن أضحى عليها = ونبطش حين نبطش قادرينا

إذا بلغ الفطام لنا صبي = تخر له الجبابر ساجدينا 

 

 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )