قراءة في كتاب تهذيب سيرة ابن هشام


اسم الكتاب : ( تهذيب سيرة ابن هشام )
نبذة عن مؤلف الكتاب :
 الدكتور عبد السلام هارون
أستاذ الأدب والنقد المقارن بكلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا و تدرج في وظائفه من مدرس بالمدارس الابتدائية إلى أستاذ بالجامعة وهو ممن دُعي لإنشاء جامعة الكويت مع نخبة من أساتذة مصر سنة1966 وعضو مجمع اللغة العربية وشغل منصب رئيس قسم النحو ثم اللغة العربية ثم الدراسات العليا 1975
ولد في مدينة الإسكندرية في 25 ذي الحجة 1326 هـ، 18 يناير 1909م وجده لأبيه هو الشيخ هارون بن عبد الرازق عضو جماعة كبار العلماء، وأبوه هو الشيخ محمد بن هارون كان يتولى عند وفاته منصب رئيس التفتيش الشرعي في وزارة الحقانية (العدل)، وعمه هو الشيخ أحمد بن هارون الذي يرجع إليه الفضل في إصلاح المحاكم الشرعية ووضع لوائحها، أما جده لأمه فهو الشيخ محمود بن رضوان الجزيري عضو المحكمة العليا.
عني أبوه بتربيته وتعليمه، فحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، والتحق بالأزهر سنة1340 هـ = 1921م) حيث درس العلوم الدينية والعربية، ثم التحق في سنة (1343 هـ = 1924م) بتجهيزية دار العلوم بعد اجتيازه مسابقة للالتحاق بها، وكانت هذه التجهيزية تعد الطلبة للالتحاق بمدرسة دار العلوم، وحصل منها على شهادة البكالوريا سنة (1347 هـ = 1928م) ثم أتم دراسته بدار العلوم العليا، وتخرج فيها سنة (1351 هـ = 1945م ، وقد كان رحمه الله أستاذي في مادة الأدب والنقد المقارب في كلية دار العلوم عامي 1963 و1964 ومنه تعلمت فن النقد الأدبي الحديث والمقارنة بين مدارس النقد العربية والأجنبية . ومن أشهر مؤلفاته العلمية :
1-   تحقيق كتاب ( خزانة الأدب وأتمه وهو طالب بدار العلوم )
2-   اختير عضوا بلجنة إحياء تراث أبي العلاء المعري بواسطة الدكتور طه حسين مع آخرين ( كتاب تعريف القدماء بأبي العلاء )
3-   شرح ديوان سقط الزند لأبي العلاء
4-   تحقيق ونشر كتاب الحيوان للجاحظ ونال به جائزة مجمع اللغة العربية سنة 1950
5-   أخرج معجم ( مقاييس اللغة ) لابن فارس في ستة أجزاء
6-   وحقق العديد من المعاجم اللغوية كمعجم الصحاح للجوهري وتهذيب الصحاح للزنجاني وتهذيب اللغة للأزهري وأسند إليه المجمع اللغوي الإشراف على  طبع المعجم الوسيط
7-   فن تحقيق النصوص ونشرها مع العناية بالمخطوطات
8-    الأساليب الإنشائية في النحو العربي
9-   مدخل على الدب والنقد المقارن
10-                       تهذيب سيرة ابن هشام
وقد توج عبد السلام هارون حياته بأن نال جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي سنة (1402 هـ1981م)، وانتخبه مجلس مجمع اللغة العربية أمينا عامًا له في (3 ربيع الآخر 1404 هـ7 يناير 1984م)، واختاره مجمع اللغة العربية الأردني عضو شرف به و تعرفه الجامعات العربية أستاذًا محاضرًا ومشرفًا ومناقشا لكثير من الرسائل العلمية التي تزيد عن 80 رسالة للماجستير والدكتوراه. وله من تحقيق أو تأليفه أكثر من 115 كتابا .
تلخيص الكتاب :
نظرة موجزة في المقدمة :
تناول الحديث عن السيرة عديد من المؤلفين والكتاب ذكرهم المؤلف في كتابه ومنهم ؛ عروة بن الزبير أولهم سنة 921 هجرية ومحمد بن اسحق
، وكانت معظم كتابات السير قد بادت غير أشلاء متناثرة فيما ألف من المؤلفات بعد ذلك وقطعة من كتاب وهب بن منبه محفوظة في متحف بألمانيا
وسيرة ابن هشام التي نتناولها في تهذيب د. عبد السلام هارون هي أوثق وأطول السير في العهد العباسي الزاهي عصر التأليف العلمي لسيرة محمد بن اسحق.
هدف الكتاب :
صرف الملوك والحكام والأمراء في ذلك العصر عن الاشتغال بكتب لا يحصل القارئ منها شيء إلى الاشتغال بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه ومبتدأ الخلق
 ويلفت الدكتور عبد السلام هارون النظر إلى أن كتابه يعد تلخيصا وتهذيبا لمؤلف ابن هشام لتوجيه القارئ إلى معرفة سيرة رسول الله ومغازيه من حياته إلى مماته صلى الله عليه وسلم
انطباع ورأي المشارك في المسابقة :
تبدو محاولتي عرجاء في الإلمام بكل المعلومات القيمة التي وردت في الكتاب وتتطلب من القارئ الرجوع إلى الأصل للاستزادة من أحداثه المفصلة بدقة بالغة وأسلوب متميز لمؤلفه
ولكني على أية حال أضع بين أيديكم ملخصا يفي بالجانب العام من محاور الكتاب في غير خلل أو تقصير في ترك ما يهدف إليه المؤلف في كتابه .
ومما لحظته على المؤلف د. عبد السلام هارون :
عودته مرة ثانية للحديث عن قدوم جعفر بن أبي طالب على الحبشة وحديث المهاجرين مع النجاشي ردا على وفد قريش باستعادة المسلمين لتأديبهم على خروجهم عن دين آبائهم
وهذه الفقرة ليست في ترتيب تاريخها بين الأحداث في السيرة ، بعد أن تخطاها بذكر العديد من الغزوات
موجز ما قرأته في تهذيب سيرة ابن هشام :
بدأ بذكر نسب الرسول صلى الله عليه وسلم  إلى آدم عليه السلام مرورا بالقبائل التي ينتسب إليها ويلتقي فيها مع الصحابة الكرام رضي الله عنهم مثل قصي ولؤي وكلاب وكعب ومضر ومرة وغيره وعدنان ، ثم فصل النسب عند إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، وعرج على رؤيا ربيعة بن نصر في إرهاصاته بقدوم رسول الله بالحق الساطع ، وتعرض لتاريخ اليمن والحبشة، وقصة هدم الكعبة وأبرهة وأصحاب الفيل وقصتهم مع عبد المطلب جد الرسول عليه الصلاة والسلام
لخص المؤلف حياة بني هاشم وذكر أولادهم وتحدث عن حفر زمزم ورؤيا عبد المطلب ونذره بذبح ولده عبد الله والد محمد صلى الله عليه وسلم وما رأته آمنة عند حملها وولادتها ورضاعة
وليدها محمد عند حليمة السعدية وما حدث له من أحداث في تلك المرحلة من شق صدره وموت أبيه وكفالة جده وعمه له ، ورؤيا بحيرا الراهب فيما يتعلق بمحمد أثناء توجهه في تجارة جده إلى الشام ن وسرد أحداث حرب الفجار بين قيس وعيلان واشتراك محمد عليه الصلاة والسلام فيها حيث كان ينبل على أعمامه وهو ابن عشرين سنة
زواجه من خديجة بنت خويلد وتجارته لها ، وحديث ورقة بن نوفل ، وقصته في فض النزاع حول من يضع الحجر في مكانه عند بناء الكعبة لما عرف عنه من صفات بين قومه قبل بعثته
وذكر صفته التي جاءت في الإنجيل إرهاصا ببعثته صلى الله عليه وسلم رسولا ، وذكر قصة البعثة ونزول القرآن الكريم وإسلام خديجة برسالته وفترة الوحي عنه وأوائل من أسلم معه ،
وتحدث عن الجهر بالدعوة بعد سريتها وما لقيه جراء ذلك من قريش وما فعله أبو جهل وزعماء الكفار معه ومع من آمن من المسلمين بصنوف الأذى والعذاب والمكيدة لقتله حتى وصل الأمر أن يطلب من أصحابه الهجرة إلى الحبشة وطلب قريش لهم وحماية النجاشي للمهاجرين ، ثم ذكر إسلام عمر بن الخطاب وقصته بعد إسلام أخته على يد خباب بن الأرت  ، ومقاطعة قريش لبني هاشم والمسلمين وحصارهم في شعب مكة وعمل وثيقة لعدم التعامل معهم حتى أكلوا أوراق الشجر ، وتحدث عن نقض الوثيقة وعودة مهاجري الحبشة بعد ظهور الإسلام ،
حديث الإسراء والمعراج وما حدث للرسول عليه الصلاة والسلام بالطائف وثقيف وأمر استماع نفر من الجن إلى دعوته وإيمانهم به أثناء عودته من الطائف وعرض نفسه على القبائل
لنشر دعوته بين الناس وبدء إسلام الأنصار وبيعات العقبة المتتالية وشروطها ، ثم نزول الأمر السماوي بقتال المشركين في قوله تعالى :( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ) ثم الإذن بالهجرة إلى المدينة وقصة الهجرة وطريقها ومن هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن لحق به بعد الهجرة ، وذكر أول من هاجر من بني مخزوم أبو سلمة بن عبد الأسد  وامرأته ن وقصة مبيت علي بن أبي طالب في فراش النبي ليلة الهجرة وملاحقة الكفار لمحمد وصاحبه ورصد العطاء لمن يأتيهم به حيا أو ميتا وقصة سراقة إلى قدوم محمد على قباء واستقبال الأنصار من المدينة له بالترحيب والعهود التي أقامها معهم ومؤاخاته بين الأنصار والمهاجرين وخبراستبدال البوق والناقوس في الصلاة بالأذان للإعلام بموعد الصلاة وما أصاب المهاجرون من اعتلال في الصحة بسبب تغيير المناخ بين مكة والمدينة ومرضهم بالحمى
الحديث عن تفصيل الغزوات والسرايا :
وقد أفرد لكل سرية أو غزوة أو بعث فقرة خاصة معنونة بالحدث وتفصيلاته بادئا ب :
سرية عبيدة بن الحارث في ثلة من المهاجرين وأول من رمي بسهم في الإسلام كان سعد بن أبي وقاص فيها
ثم سرية حمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر للقاء أبي جهل في ثلاثمائة راكب من أهل مكة وانصراف القوم دون قتال
غزوة بواط ، والعشيرة ، وسرية سعد بن أبي وقاص ، وغزوة سفوان وتسمى ( بدر الأولى ) حين أغار كرز الفهري على سرح المدينة أي دوابهم السارحة في الصحراء للرعي
فخرج له رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبه فلم يدركه قبيل بدر الكبرى ، ثم سرية عبد الله بن جحش لرصد أحوال قريش ومعرفة أخبارهم عند نخلة بين مكة والطائف
ثم خبر تحويل القبلة إلى الكعبة بعد أن كانت إلى بيت المقدس .
غزوة بدر الكبرى وتفصيل أحداثها صبيحة يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلين من رمضان في العام الثاني من الهجرة وأمر القليب الذي هلك فيه قتلى المشركين كابي جهل وعتبة بن ربيعة وأخيه شيبة وأمية بن خلف وغيرهم ، والحديث عن أمر الأسرى والفداء وكان فيهم زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه العاص بن الربيع وافتداء زينب له بقلادة أعطتها لها أمها خديجة رضي الله عنها ومال لها ، واستشارة الرسول أصحابه إنْ رأوا أن يطلقوا لها أسيرها ففعلوا وردوا عليها الفداء تقديرا لأبيها صلى الله عليه وسلم .
غزوة بني سليم بالكدر بعد سبع ليال من بدر الكبرى وغزاها النبي بنفسه ثم غزوة السويق وذي مر ضد غطفان وغزوة  القرع من بحران
خبر اليهود : ما فعله بنو قينقاع بالمرأة المسلمة من كشف سوءتها بالسوق وغضب المسلمين لذلك ومعاداتهم ليهود بني قينقاع ، ثم حصارهم ونزولهم على حكم رسول الله بالجلاء عن المدينة ، ثم ذكر سرية زيد بن حارثة إلى القردة من مياه نجد بطريق العراق وإصابة العير وما حملته من الفضة وعودة المسلمين سالمين إلى المدينة
غزوة أحد وأحداثها الجسام وصعود خالد الجبل وتطويق المسلمين فيها واستشهاد عدد من الصحابة الكرام منهم حمزة أسد الإسلام على يد وحشي وقصته مع هند بنت أبي سفيان التي أغرته بذلك ن وكسر رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم برمية سهم من عتبة بن أبي وقاص ووقفة الصحابة كترس لحماية رسول الله ومنهم أبودجانة الذي كان يتلقى النبل في ظهره وهو يحمي رسول الله وسعد بن أبي وقاص الذي كان يناوله الرسول النبال التي ترمى عليه ليردها في نحور الكفار ويقول له صلى الله عليه وسلم: ارم فداك أبي وأمي ن وما حدث من إعياء لرسول الله حتى إنه لم يستطع أن يرتقي صخرة على جبل فجلس تحته طلحة بن عبيد الله فنهض الرسول حتى استوى على الصخرة فبشره بالجنة على صنعه ، والحديث عن قتلى الكفار ( أحد مخيريق بن ثعلبة بن الفطيون الذي قال : يا معشر يهود والله لقد علمتم إن نصر محمد عليكم لحق ، قالوا : إن اليوم يوم السبت ، قال : لا سبت لكم ) فأخذ سيفه فقاتل مع المسلمين حتى قتل فقال رسول الله عنه L مخيريق خير يهود ) وكانت غزوة أحد يوم السبت للنصف من شوال في العام الثالث من الهجرة
وذكر المؤلف ما قيل فيها من الأشعار والأقوال الثابتة في التراث العربي ، والحديث عن يوم الرجيع وخيانة أبي براء عامر بن مالك ومقتل أربعين من المسلمين بسبب تلك الخيانة عندما أشار على الرسول أن يتوجهوا لدعوة أهل نجد فقتلهم بنوعامر  برئاسة عامر بن الطفيل عند بئر معونة بين أرض بني عامر وحرة بني سليم ولم يتركوا غير كعب بن زيد الذي أثخنته جراحه فعاد وشفي ثم مات شهيدا في غزوة الخندق
ويسير المؤلف على هذا النهج في سرد أسماء الغزوات وأحداثها ؛ وإجلاء يهود بني قريظة وبني النضير وغزوة ذات الرقاع وغزوة بني المصطلق التي انتشر فيها خبر حادثة الإفك عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وأحداث غزوة الخندق واشتراك النبي فيها وسماعه لرأي سلمان الفارسي  في حفر الخندق وما دار في المعركة
وتحدث المؤلف عن صلح الحديبية سنة 6 هجرية والهدنة بين المشركين والمسلمين ، والمسير إلى خيبر سنة 7 هجرية وحقن الرسول لدماء اليهود حتى غادروا المدينة
ثم استمر في ذكر بقية الغزوات فتحدث عن تهذيب سيرة غزوة مؤتة سنة 8 هجرية وكيف استعان الرسول فيها بقيادة الشباب بتعيين أسامة بن زيد عليها واحترام الصحابة لقراره صلى الله عليه وسلم حتى بعد وفاته باستمرار بعثته قائدا للغزوة
ثم فصل الحديث عن فتح مكة سنة 8 هجرية وعفو النبي عن أهلها قائلا لهم :اذهبوا فأنتم الطلقاء ، ثم أتى بخبر غزوة حنين بعد الفتح للقاء هوازن في اثني عشر ألفا من المسلمين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخبر غزوة الطائف8 هجرية  وعمرة الرسول من الجعرانة واستخلافه عتاب بن أسيد على مكة ،
 وخبر اعتذار كعب بن زهير عن أشعاره ضد رسول الله والمسلمين وسماع الرسول لقصيدته في مدحه واستغفاره بعد إسلامه والتي بدأها بقوله :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول = متيم إثرها لم يُفْدِ مكبول
إلى أن قال :
إن الرسول لنور يُسْتَضَاءُ به = مُهَنَّدٌ من سيوفِ الله مسلول
خبر آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ غزوة تبوك سنة 9 هجرية وكانت باتجاه الروم في الشام في زمن العسرة والحر الشديد ، ومجيء ( البكائين ) إليه يطلبون حملهم للغزو معه ؛ وهم سبعة من الأنصار منهم عمرو بن عوف وسالم بن عمير ،وقال لهم الرسول كما أشار القرآن لتلك الحادثة : ( لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون ) ، كما جاءه ( المعذرون من الأعراب ) ، وذكر أقوال المنافقين ( لا تنفروا في الحر ) فرد عليهم بلسان القرآن : ( قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون )
بعوث الرسول عليه الصلاة والسلام برسائل إلى الملوك والحكام :  بعث الرسول خالد بن الوليد إلى أكيدر في دومة كندة ، وذكر إسلام ثقيف في رمضان سنة 9 هجرية ، ثم توالت الوفود لأعلان إسلامها ، والبعوث للدعوة الإسلامية ، ونزول القرآن الكريم سورة الفتح ، وسورة الحجرات ،  فجاء وفد تميم ووفد الجارود عبد القيس ، وبني حنيفة ،ومعهم مسليمة الكذاب ، الذي انصرف بعدها إلى اليمن وادعى مشاركته لمحمد في النبوة ، وقدوم عمرو بن معدي يكرب والأشعث بن قيس في وفد الأزد ، وعدي بن حاتم في طيء ، وأرسل إلى ملوك حِمْيَر من تبوك برسالة يدعوهم للإسلام ، وبعث معاذ إلى اليمن ، وخالد بن الوليد إلى بني الحارث بن كعب فأسلموا على يديه ، وذكر قصة مقتل عامر بن الطفيل بالطاعون ، ثم ذكر
( الكذابون ) مسليمة والأسود العنسي  وأحداثهم ، وخروج الأمراء والعمال على الصدقات ، وذكر كتاب مسليمة إلى رسول الله ورده عليه آخر سنة 10 هجرية ، ( أسلم تسلم )
حجة الوداع سنة 10 هجرية : فصل أحداثها ، ثم ذكر خروج أسامة بن زيد إلى أرض فلسطين وتخوم البلقاء بالشام ،وإرسال الرسائل لملك الحبشة ، وحاكم الإسكندرية المقوقس
مرضه صلى الله عليه وسلم ووفاته: افرد فصلا لاعتلال صحته وشكواه وزيارته لأهل البقيع ووقوفه عليهم واستغفاره لهم ، ثم عودته إلى حجرة عائشة زوجه ليمرض عندها بعد أن استأذن زوجاته التسع ، وكان قد تزوج عليه الصلاة والسلام ثلاثة عشر زوجة ذكرهن جميعهن وقصص زواجه بهن ، ثم عاد يشكو الوجع من الحمى ، وكان يعرق في مرضه ويقول L بل الرفيق الأعلى من الجنة ) حين خُيِّر عند قبضه ، وقد امر أبا بكر بالصلاة بالناس ، ثم قبض صلى الله عليه وسلم ، وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها L مات بين سحري ونحري وفي دولتي ؛ أي في حجرتي )
دفنه ، صلى الله عليه وسلم : ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعمه العباس وخروج أبي بكر قائلا للناس L من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) وخبر مقالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يهدد من قال إن محمدا قد مات ضربته بسيفي هذا ، وذكر تهدئة الصديق له ، ثم عرج إلى اجتماع الأنصار بسقيفة بني ساعدة لرؤية من سيخلف الرسول صلى الله عليه وسلم واختلافهم حول المهاجرين والأنصار ثم إجماع الأمر على اختيار أبي بكر الصديق الذي بايعه الفاروق عمر رضي الله عنه فتوافد الناس يبايعونه
وكان جهاز رسول الله ودفنه في موضع موته وسط الليل في حجرة عائشة، وذكر المؤلف ما قيل في هذه الأحداث من الأشعار وأقوال الصحابة رضوان الله عليهم ،ومن ذلك ما قاله حسان بن ثابت : تالله ما حملت أنثى ولا وضعت = مثل الرسول نبي الأمة الهادي
ثم اختتم الكتاب بارتداد العرب عن دفع الزكاة لأبي بكر ونجم النفاق ، وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم حتى جمعهم الله على أبي بكر الصديق الذي قال : ( أيها الناس أني وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن رأيتموني على حق فأعينوني ، وإن رأيتموني على باطل فقوموني ، أطيعوني ما أطعت الله فيكم ، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم ، القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه ، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له ، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونها لرسول الله لحاربتهم عليه ) وقام سهيل بن عمرو في الناس يقول بعد موت الرسول L إن ذلك ـ يقصد موت الرسول صلى الله عليه وسلم ـ لم يزد الإسلام إلا قوة ، من رابنا ضربنا عنقه ) فتراجع الناس وكفوا عما هموا به من الارتداد .
الفهارس : ختم الكتاب بمجموعة من الفهارس القيمة والمصادر الموثقة :
1- فهرس السير والمغازي 2- فهرس الأعلام  3- فهرس القبائل والطوائف  4- فهرس البلدان والمواضع ونحوها  5- فهرس الأشعار والأرجاز . 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )