الإنسان ذو البعد الواحد
بتصرف ... من كتاب : ( العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة )
للدكتور : عبد الوهاب المسيري
*******************
الإنسان ذو البعد الواحد هو نتاج المجتمع الحديث ؛ إنه مجتمع ذو بعد واحد يسيطر عليه العقل الأداتي ، والعقلانية والتكنولوجية شعاره بسيط جدا هو التقدم العلمي والصناعي والمادي وتعظيم الانتاجية المادية وتحقيق معدلات متزايدة من الوفرة والرفاهية والاستهلاك .
وتهيمن على هذا المجتمع الفلسفة الوضعية التي تطبق معايير العلوم الطبيعية على الإنسان وتُظهِرُ فيه مؤسسات إدارية ضخمة تعزز الفرد وتحتويه وترشده وتُنَمِّطُه وتشَيِّئه وتوظفه لتحقيق الأهداف التي حددتها ورسمتها للمجتمع
وتلك هيمنة مؤسسات قوية على السلطة وسيطرتها على كل المقدرات وصياغتها لرغبات الناس وتطلعاتهم وأحلامهم وفرضها على الجميع بالقوة ؛ لخلق طبيعة ثانية مشوهة لدى الأفراد في المجتمع ليصبح الإنسان فيه ذا بعد واحد في الحياة لا يتعداه
والعلمانية في هذا المجال تجعل هذا الإنسان يفلت من قبضة نفسه وينفصل عن أية معيارية سواء أكانت دينية أم أخلاقية أم إنسانية ويتحرر منها تماما ، لتتفتت فيه مجالات الحياة الإنسانية وتتحول إلى مجالات غير متجانسة وغير مترابطة ، وحينما تواجه الذات الإنسانية العالم تجده منفصلا عنها غريبا عليها مفتتا فيصبح إنسانا خاضعا لسلطة قهرية توجهه وتحدد له أهدافه .!!
وتتصاعد هذه العلمية إلى أن يصبح المجتمع بأسره غير متجانس وغير مترابط جماعات متناثرة هنا وهناك لايربطها رابط فتتزايد الصراعات بين أفراده ؛ وهذا يعني أن الإنسان يصبح ظاهرة غريبة واحدة غير مركبة خاضعا لكيانات مجردة أكبر منه قهرية التسلط والتوجيه يذوب فيها ، ولا يمكن تجاوزها وهذا هو المطلق العلماني السائد من كيانات تهيمن على الإنسان بقوى عسكرية أو فكرية تتسلح بتغيير النظم
السائدة بين المجتمعات الديمقراطية أو التي تسعى بجد سعيا منتظما نحو الإصلاح
والنهضة التي يتوجه فيها كل فرد حسب أبعاد شخصيته الذاتية المتعددة ليحقق طموحاته البشرية والمجتمعية بالتواصل والتعاون والعمل البناء المشترك .
وأرى أن الإنسان ذا البعد الواحد الذي تصنعه القوى العلمانية في دول الربيع العربي
والذي يبتعد عن معايير الأديان والأخلاق والإنسانية الراقية أخطر ما يكون على الشعوب التي تنتهج التقوقع في بعد واحد للذات الإنسانية من الاستعمار العسكري الخارجي وينتهي دائما ولو بعد وقت طويل من الزمن إلى تناحر الأفراد ذوي البعد الواحد في حروب أهلية مدمرة ومؤخرة لتقدم الشعوب ، وهذا ما يحدث الآن في مصر ومعظم البلاد التي تنسمت ربيع الحرية القصير الذي أتي عليه الخريف فقضى عليه
والمطلوب هو هبة الأفراد من كل الفئات لمواجهة هذا التوجه لصناعة الإنسان ذا البعد الواحد في تخطيط وجداني وعقلاني وديني وأخلاقي لتغيير النفوس وجمعها حول التمسك بمهارات وأبعاد الإنسان الذكائية لتتنوع وتتوحد في سلمية ودون عنف أو مواجهات عصبية تعتمد على القوى العضلية أو العسكرية وبذلك يكتب لها النصر في النهاية ودون انقلابات عسكرية أو سفك دماء لأبناء الوطن الواحد بغير داع أو مبرر
============
هذا الموضوع بتصرف مع بيان وجهة نظر الكاتب
للدكتور : عبد الوهاب المسيري
*******************
الإنسان ذو البعد الواحد هو نتاج المجتمع الحديث ؛ إنه مجتمع ذو بعد واحد يسيطر عليه العقل الأداتي ، والعقلانية والتكنولوجية شعاره بسيط جدا هو التقدم العلمي والصناعي والمادي وتعظيم الانتاجية المادية وتحقيق معدلات متزايدة من الوفرة والرفاهية والاستهلاك .
وتهيمن على هذا المجتمع الفلسفة الوضعية التي تطبق معايير العلوم الطبيعية على الإنسان وتُظهِرُ فيه مؤسسات إدارية ضخمة تعزز الفرد وتحتويه وترشده وتُنَمِّطُه وتشَيِّئه وتوظفه لتحقيق الأهداف التي حددتها ورسمتها للمجتمع
وتلك هيمنة مؤسسات قوية على السلطة وسيطرتها على كل المقدرات وصياغتها لرغبات الناس وتطلعاتهم وأحلامهم وفرضها على الجميع بالقوة ؛ لخلق طبيعة ثانية مشوهة لدى الأفراد في المجتمع ليصبح الإنسان فيه ذا بعد واحد في الحياة لا يتعداه
والعلمانية في هذا المجال تجعل هذا الإنسان يفلت من قبضة نفسه وينفصل عن أية معيارية سواء أكانت دينية أم أخلاقية أم إنسانية ويتحرر منها تماما ، لتتفتت فيه مجالات الحياة الإنسانية وتتحول إلى مجالات غير متجانسة وغير مترابطة ، وحينما تواجه الذات الإنسانية العالم تجده منفصلا عنها غريبا عليها مفتتا فيصبح إنسانا خاضعا لسلطة قهرية توجهه وتحدد له أهدافه .!!
وتتصاعد هذه العلمية إلى أن يصبح المجتمع بأسره غير متجانس وغير مترابط جماعات متناثرة هنا وهناك لايربطها رابط فتتزايد الصراعات بين أفراده ؛ وهذا يعني أن الإنسان يصبح ظاهرة غريبة واحدة غير مركبة خاضعا لكيانات مجردة أكبر منه قهرية التسلط والتوجيه يذوب فيها ، ولا يمكن تجاوزها وهذا هو المطلق العلماني السائد من كيانات تهيمن على الإنسان بقوى عسكرية أو فكرية تتسلح بتغيير النظم
السائدة بين المجتمعات الديمقراطية أو التي تسعى بجد سعيا منتظما نحو الإصلاح
والنهضة التي يتوجه فيها كل فرد حسب أبعاد شخصيته الذاتية المتعددة ليحقق طموحاته البشرية والمجتمعية بالتواصل والتعاون والعمل البناء المشترك .
وأرى أن الإنسان ذا البعد الواحد الذي تصنعه القوى العلمانية في دول الربيع العربي
والذي يبتعد عن معايير الأديان والأخلاق والإنسانية الراقية أخطر ما يكون على الشعوب التي تنتهج التقوقع في بعد واحد للذات الإنسانية من الاستعمار العسكري الخارجي وينتهي دائما ولو بعد وقت طويل من الزمن إلى تناحر الأفراد ذوي البعد الواحد في حروب أهلية مدمرة ومؤخرة لتقدم الشعوب ، وهذا ما يحدث الآن في مصر ومعظم البلاد التي تنسمت ربيع الحرية القصير الذي أتي عليه الخريف فقضى عليه
والمطلوب هو هبة الأفراد من كل الفئات لمواجهة هذا التوجه لصناعة الإنسان ذا البعد الواحد في تخطيط وجداني وعقلاني وديني وأخلاقي لتغيير النفوس وجمعها حول التمسك بمهارات وأبعاد الإنسان الذكائية لتتنوع وتتوحد في سلمية ودون عنف أو مواجهات عصبية تعتمد على القوى العضلية أو العسكرية وبذلك يكتب لها النصر في النهاية ودون انقلابات عسكرية أو سفك دماء لأبناء الوطن الواحد بغير داع أو مبرر
============
هذا الموضوع بتصرف مع بيان وجهة نظر الكاتب