ذكريات عن الحب مع د. طه حسين
كنت مسرورا نفسيا بعد جولة قضيتها بالخارج عدت منها مبكرا لأعز صديق وأوفي حبيب بين من عرفتهم هنا في ( ليبيا ) كلها
إنه صديقي الغالي ( كتابي ) الذي أطالعه فلا يعصى عليّ ، وأبتعد عنه فلا يغضب مني فيفتح ذراعيه شوقا إذا ما راجعته ، أطالعه وأنا حزين فيسري عني ويسليني ويذهب ما أحزنني في قعر ذاكرة النسيان .
أقرأه حتى يدهمني النوم ، وهذه المرة أضمه إلى عيني مشتاقا وأنا سعيد بجولتي بعيدا عنه ، ولا أعرف سرا لسعادتي بعدها ، كانت ناجحة بما عرفته فيها عن قرب سفري إلى الأهل والأحباب .
وأرغب أن تشاركني صديقي ما كنت أقرأه في كتاب ( حديث الأربعاء ؛ للدكتور طه حسين ) هذه الليلة ، يقول فيما قرأت :
( أحب لك أن ترتفع عن هذا كله ؛أقصد عما يقدح به الناس فيك ، وأي الناس أمن ألسنة الناس ؟!! وأي الناس استوثق من أن الناس سيحسنون به الظن ، وسيقولون فيه الخير ، وسيكفون عنه ألسنتهم وأقلامهم ، وسيصدون عنه سعايتهم ووشايتهم ، وإنما تجري الأمور على الشر أكثر مما تجري على الخير ، والناس إلى الإساءة أسرع منهم إلى الإحسان ، فاصبر لما يقال فيك ، وما يساق إليك ولا تظهر الضعف فتطمعُ فيك منْ لا ينبغي أن يرقى إليك .) صفحة 66 من الجزء الأول من حديث الأربعاء
كانت تلك المصاحبة مع الدكتور طه حسين ليلة الجمعة 22/5/1975 بمدينة أوباري في جنوب ليبيا .
ومع استمرار التعلق بصديقي ( الكتاب ) رأيت حديثه يمتد جاذبا حبائل فكري المعلق بسفري القريب إلى من أحب بمصر الحبيبة
قال :( ألح عليك في المرجعة حتى أضطرك أو أتقصَّى عليك الحديث عن الحب ، وما أظنك تجهل أن جماعة غير قليلة من أمثالك يخلقون الأشخاص في القصص والأحاديث خلقا ، ثم يلقون منهم شططا ، والخطأ أن تظن أني لا أوجد إلا بك ، وأنك تستطيع أن تستغني عني متى شئت ، فما دمت قد أنشأتني ياسيدي فلا بد من أن تحتملني كما أنا ، ولا بد أن تذعن لبعض ما أريد إن لم تذعن لكل ما أريد ، وثق بأن الأًشخاص الخياليين قد يكونون أعظم أثرا وأشد سلطانا على حياة الأحياء من الأشخاص الذين يستمتعون بالحياة الواقعة التي لا شك فيها ولا ريب ....) صفحة 68 من حديث الأربعاء .
ونواصل الذكريات معا عن الحب والتفكير في نصيبنا منه مع الآخرين ممن نود اللقاء بهم والحياة معهم في بيت واحد تضمنا فيه أحضان الذكريات الحلوة ، والترابط الحميمي حتى نفترق في غيهب الذكريات البعيدة .
نسافر لأحلام القادم من الخيالات التي طوفت بنا ونلتقي مع واقع كالأحلام ، ونتسامر ، فيقول الكاتب مستمرا في سطور كتابه الشائق ( حديث الأربعاء ) :
( أنت تريد أن تتحدث إليّ كما تحدثت إليك ، وأن أسمع منك كما سمعت مني ، وإنك لتخطيء إن ظننت أني أحب الكلام وأكلف به ، وأكره الاستماع وأتجافى عنه ؛ فالله يعلم ما أضيق بشيء كما أضيق بالكلام ، وما أهيم بشيء كما أهيم بالاستماع ، وما ذنبي إذا كان الله قد امتحنني بالكلام ، وحرمني من لذة الاستماع ، وما ذنبي حين يسوقك الله إليّ فلا أكاد أسمع منك حتى أضطر للرد عليك ، وما أكاد آخذ في ذلك حتى يتصل الكلام بي على كرهٍ مني ، وها أنت تنبئني بأنك تحبني ، وتكلف بي وتراني قريبا منك ، فأنت إذا ترى في صداقتي نفعا وفي معرفتي سرورا ، وليس بينك وبيني خلاف في ذلك ...) صفحة 78 بتصرف
قلت : الحمد لله ننظر إلى أعيننا ونحن صامتون ، فصمت اللقاء مع الحبيب فيه سعادتين مادمنا نتفق في الحوار في النهاية ، والله ما أعرف أني أحب شيئا أو أتمناه قبل تلك اللحظة من حظ العزلة والوحدة ، أرجع فيها إلى نفسي بخيالات الحب المتوقع ، وأستريح فيه من هذه الحياة الاجتماعية التي سئمت تكاليفها وأتعبتني أثقالها ..
قال زهير بن أبي سلمى :
تنازعها المها شَبَهًا ودُرُّ النحور وشاكهت فيها الظباءُ
فأما ما فويق العِقْدِ منها فمن أدمــــــاء مرتعها الخــلاء
وأما المقلتان فمن مهــاة وللدر المَلاحةُ والنقــــــــــاء
وكان وداعا على أمل اللقاء في نهاية رحلة البعاد والسفر في الغربة . مع ما يشوب الأحلام من سحائب رمادية تخفي أبعاد الحقيقة التي نجهلها جميعا . ما دام الأمر كله في الحب المؤلِف لشخصيات الكتاب والروائيين الكبار .
إنه صديقي الغالي ( كتابي ) الذي أطالعه فلا يعصى عليّ ، وأبتعد عنه فلا يغضب مني فيفتح ذراعيه شوقا إذا ما راجعته ، أطالعه وأنا حزين فيسري عني ويسليني ويذهب ما أحزنني في قعر ذاكرة النسيان .
أقرأه حتى يدهمني النوم ، وهذه المرة أضمه إلى عيني مشتاقا وأنا سعيد بجولتي بعيدا عنه ، ولا أعرف سرا لسعادتي بعدها ، كانت ناجحة بما عرفته فيها عن قرب سفري إلى الأهل والأحباب .
وأرغب أن تشاركني صديقي ما كنت أقرأه في كتاب ( حديث الأربعاء ؛ للدكتور طه حسين ) هذه الليلة ، يقول فيما قرأت :
( أحب لك أن ترتفع عن هذا كله ؛أقصد عما يقدح به الناس فيك ، وأي الناس أمن ألسنة الناس ؟!! وأي الناس استوثق من أن الناس سيحسنون به الظن ، وسيقولون فيه الخير ، وسيكفون عنه ألسنتهم وأقلامهم ، وسيصدون عنه سعايتهم ووشايتهم ، وإنما تجري الأمور على الشر أكثر مما تجري على الخير ، والناس إلى الإساءة أسرع منهم إلى الإحسان ، فاصبر لما يقال فيك ، وما يساق إليك ولا تظهر الضعف فتطمعُ فيك منْ لا ينبغي أن يرقى إليك .) صفحة 66 من الجزء الأول من حديث الأربعاء
كانت تلك المصاحبة مع الدكتور طه حسين ليلة الجمعة 22/5/1975 بمدينة أوباري في جنوب ليبيا .
ومع استمرار التعلق بصديقي ( الكتاب ) رأيت حديثه يمتد جاذبا حبائل فكري المعلق بسفري القريب إلى من أحب بمصر الحبيبة
قال :( ألح عليك في المرجعة حتى أضطرك أو أتقصَّى عليك الحديث عن الحب ، وما أظنك تجهل أن جماعة غير قليلة من أمثالك يخلقون الأشخاص في القصص والأحاديث خلقا ، ثم يلقون منهم شططا ، والخطأ أن تظن أني لا أوجد إلا بك ، وأنك تستطيع أن تستغني عني متى شئت ، فما دمت قد أنشأتني ياسيدي فلا بد من أن تحتملني كما أنا ، ولا بد أن تذعن لبعض ما أريد إن لم تذعن لكل ما أريد ، وثق بأن الأًشخاص الخياليين قد يكونون أعظم أثرا وأشد سلطانا على حياة الأحياء من الأشخاص الذين يستمتعون بالحياة الواقعة التي لا شك فيها ولا ريب ....) صفحة 68 من حديث الأربعاء .
ونواصل الذكريات معا عن الحب والتفكير في نصيبنا منه مع الآخرين ممن نود اللقاء بهم والحياة معهم في بيت واحد تضمنا فيه أحضان الذكريات الحلوة ، والترابط الحميمي حتى نفترق في غيهب الذكريات البعيدة .
نسافر لأحلام القادم من الخيالات التي طوفت بنا ونلتقي مع واقع كالأحلام ، ونتسامر ، فيقول الكاتب مستمرا في سطور كتابه الشائق ( حديث الأربعاء ) :
( أنت تريد أن تتحدث إليّ كما تحدثت إليك ، وأن أسمع منك كما سمعت مني ، وإنك لتخطيء إن ظننت أني أحب الكلام وأكلف به ، وأكره الاستماع وأتجافى عنه ؛ فالله يعلم ما أضيق بشيء كما أضيق بالكلام ، وما أهيم بشيء كما أهيم بالاستماع ، وما ذنبي إذا كان الله قد امتحنني بالكلام ، وحرمني من لذة الاستماع ، وما ذنبي حين يسوقك الله إليّ فلا أكاد أسمع منك حتى أضطر للرد عليك ، وما أكاد آخذ في ذلك حتى يتصل الكلام بي على كرهٍ مني ، وها أنت تنبئني بأنك تحبني ، وتكلف بي وتراني قريبا منك ، فأنت إذا ترى في صداقتي نفعا وفي معرفتي سرورا ، وليس بينك وبيني خلاف في ذلك ...) صفحة 78 بتصرف
قلت : الحمد لله ننظر إلى أعيننا ونحن صامتون ، فصمت اللقاء مع الحبيب فيه سعادتين مادمنا نتفق في الحوار في النهاية ، والله ما أعرف أني أحب شيئا أو أتمناه قبل تلك اللحظة من حظ العزلة والوحدة ، أرجع فيها إلى نفسي بخيالات الحب المتوقع ، وأستريح فيه من هذه الحياة الاجتماعية التي سئمت تكاليفها وأتعبتني أثقالها ..
قال زهير بن أبي سلمى :
تنازعها المها شَبَهًا ودُرُّ النحور وشاكهت فيها الظباءُ
فأما ما فويق العِقْدِ منها فمن أدمــــــاء مرتعها الخــلاء
وأما المقلتان فمن مهــاة وللدر المَلاحةُ والنقــــــــــاء
وكان وداعا على أمل اللقاء في نهاية رحلة البعاد والسفر في الغربة . مع ما يشوب الأحلام من سحائب رمادية تخفي أبعاد الحقيقة التي نجهلها جميعا . ما دام الأمر كله في الحب المؤلِف لشخصيات الكتاب والروائيين الكبار .
تعليقات