المعاصي القلبية
منقول " المعاصي القلبية " كما أن المعاصي تكتسب بالجوارح، فإنها تكتسب بالقلب أيضًا، وهي من باطن الإثم الذي أمرنا ربنا بتركه، فقال : " وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ " [الأنعام: 120] . وسيكون الكلام في تلك المعاصي بذكر أقسامها، وأمثلتها وواقع كثير من الناس تجاهها . المطلب الأول : أقسام المعاصي القلبية وأمثلتها : ذكر ابن القيم أن المحرمات القلبية ضربان : الأول : ما يكون كفرًا، كالشك، والنفاق، والشرك، وتوابعها . الثاني : ما يكون معصية دون الكفر، وهي نوعان : (1) كبائر : ومثل لها ابن القيم بالرياء، والعجب والكبر، والفخر، والخيلاء، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله، والفرح والسرور بأذى المسلمين، والشماتة بمصيبتهم، ومحبة أن تشيع الفاحشة فيهم وحسدهم على ما آتاهم الله من فضله، وتمني زوال ذلك عنهم . ثم قال : (وتوابع هذه الأمور التي هي أشد تحريمًا من الزنا وشرب الخمر وغيرهما من الكبائر الظاهرة، ولا صلاح للقلب ولا للجسد إلا باجتنابها، والتوبة منها، وإلا فهو قلب فاسد، وإذا فسد القلب فسد البدن.. وهذه الأمور قد تكون صغائر