كــــيف تســــمو ؟! وكيف تأْرَضُ ؟!
الرقي والرفعة والسمو بالنفس والروح والجسد والجوارح
سمات من يطمحون إلى العلياء في قمم السعادة والنجاح ، والفلاح عند رب الأرباب وخالق السموات العلا الله سبحانه وتعالى .ازهد في الدنيا الدنيئة والصفات الوضيعة التي تنحدر بك من الساحات الرفيعة إلى الهاوية الفظيعة في عذاب الشقاء والقطيعة
جاء في معاجم اللغة العربية تصديقا لهذه المعاني عن كلمة ( السماء ) في الطليعة :
تأتي لفظة ( السماء ) من :
السُّمُوّ: وهو ارتفاع والارتقاء والعلو
وأصله من الفعل ( سَمَوْتُ ، وسميْتُ مثل علوتُ وعليت وسلوتُ وسليتُ ، ومعنى : سما الشيءُ يسمو سُمُوًّا؛ فهو سامٍ ارتفع
وفلان يسمو إلى المعالي إذا تطاولَ إليها ، وسماء كلِّ شيءٍ أعلاهُ ، مذكر في معناه
والسموات السبعُ سماءُ ، والسمواتُ السبع : أطباقُ الأَرَضِينَ
وتجمع :سماءً وسَمَوَاتٍ.
ومنه قوله تعالى :( السماءُ منفطر به ) ولم يقل منفطرة
ويقول الجوهري :السماءُ تُذَكَّرُ وتؤَنَثُ أيضا وأنشد ابن برِّي في التذكير بقوله :
فلو رفع السماءُ إليهِ قومًا = لحِقْنا بالسماء مع السَّحابِ
وقول الله عز وجلَّ:(ثم استوى إلى السماء .....)
قال أبو إسحق : لفظهُ لفظ الواحد ومعناه معنى الجمع ، والدليل على ذلك قوله :( فسواهُنَّ سبع سموات..) فيجب أن تكون السماءُ جمعا ، كالسماوات كأن الواحد سماءَةٌ وسماوةٌ
وزعم الأخفش أن السماءَ جائزٌ أن يكون واحدا كما تقول :كَثُرَ الدينار والدرهم أي الدنانير والدراهم بأيدي الناس
وكيف تأرضُ ؟
أي تسفل ، وتثاقل إلى الأرض .
والأرض التي عليها الناس ، أنثى وهي اسم جنس ، يقول سبحانه وتعالى : ( وإلى الأرضِ كيف سطحت ) وكل ما سَفُلَ فهو أرض ،قال خداش بن زهير الشاعر :
كَذَبْتُ عليكم أَوْعِدُوني وعَللِّوا بي = الأرضَ والأقوام قِرْدَان موظبا
قال سيبويه : يجوز أن يعني أهل الأرض بقوله عليكم بي و بهجائي إذا كنتم في سفر ، فاقطعوا الأرض بذكري وأنشدوا القوم هجائي ، يا قردان موظب أي أنتم في القلة والحقارة (كقردان موظب ) اسم مكان ، فهو يهجو القوم لا القردان
وفي جمع الأرض يقال : أَرَاضٍ (أراضي) حكي ذلك عن أبي الخطاب نحو ( أَهْلُ وأهالٍ (أهالي )
ويقال : أرضٌ أرِيضَةٌ ؛بَيِّنَةُ الأراضَة إذا كانت لينة طيبة المقعد
كريمة جيدة النبات
ومن معاني الأرض : الذكام ؛ يقال فلان مأروض بمعنى مذكوم
وطموحه الابتعاد والارتقاء بالسمو والبحث عن الشفاء وسبل التخلص من هذا الذكام بالعلاج والتضرع إلى الله تعالى .
تعليقات