أأنتَ مسلمٌ ؟ أم مؤمنٌ ؟ وما الفرق بينهما ؟

أنت مؤمن.....؟..... أم مسلم ؟  وما الفرق بينهما ؟
لمّا سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان ؛ فسَّر الإسلام بالأعمال الظاهرة
والإيمان بالأصول الخمسة ؛ وهي العقيدة الراسخة
الإيمان بالله
وملائكته
وكتبه
ورسله
واليوم الآخر
وأما إذا أفرد اسم الإيمان فإنه يتضمن ( الإسلام )
وإذا أفرد ( الإسلام ) فقد يكون مع الإسلام مؤمنًا ..... وهذا هو الواجب
وهل يكون مسلمًا ، ولا يقال له مؤمن ؟.................. نعم
والنزاع بين العلماء والاختلاف يقتصر حول :
هل يستلزم الإسلام للإيمان ؟!!
إن الوعد الذي في القرآن الكريم بالجنة والنجاة من العذاب إنما هو معلقٌ باسم الإيمان
وأما اسم الإسلام مجردًا فما علَّقَ به القرآن دخول الجنة ، ولكن فرضَهُ وأخبر أنه دينه الذي لا يقبل من أحدٍ سواهُ !!
وبالإسلام بَعَثَ الله جميع النبيين قال سبحانه وتعالى :
(ومنْ يبْتَغِ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )85 آل عمران
وقال سبحانه وتعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) 19 آل عمران
وقال نوح عليه وعلى نبينا محمد الصلاة والسلام بما حكاه على لسانه القرآن الكريم :
( ياقوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت ، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن عليكم غُمة ثم اقضوا إليّ
ولا تنظرون ، فإن توليتم فما سألتكم عليه من أجر إن أجريَ إلا على الله وأمرتُ أن أكون من المسلمين ) يونس 71
وقد أخبر أنه لم ينجُ من العذاب إلا المؤمنين فقال كما جاء في القررآن الكريم :
( قلنا احمل فيها من كلٍّ زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن ، وما آمن معه إلا قليل .) 40 هود
وما أنا بطارد الذين آمنوا ....) 29 هود
وكذلك أخبر عن إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أن دينه الإسلام فقال تعالى:
(ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربُّهُ أسلِم قال أسلمت لرب العالمين)البقرة 130
(ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنيَّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) 132 البقرة
وقال أيضا :( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه إلى  لله وهو محسنٌ واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا )125 النساء
وبمجموع هذين الوصفين علق السعادة في آية ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )112 البقرة
كما علق الإيمان باليوم الآخر والعمل الصالح ( المتعلق بالإسلام ) في قوله تعالى :
( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)62 البقرة
وكل تلك الآيات الكريمة تدل على أن الإسلام الذي هو إخلاص الدين لله مع الإحسان وهو العمل الصالح الذي أمر به الله
هو والإيمان المقرون بالعمل الصالح متلازمان فإن الوعد على الوصفين وعد واحد وهو الثواب وانتفاء العقاب
فإن انتفاء الخوف علة تقتضي انتفاء ما يخافه في قوله تعالى: ( ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ولم يقل ( لا يخافون ) فهم لا خوف عليهم
وإن كانوا يخافون الله ، ونفى عنهم أن يحزنوا لأن الحزن إنما يكون على ماضٍ ، فهو لا يحزنون ....
والله أعلم
==============

المصدر المكتوب عنه المقال بتصرف :

كتاب الله تعالى للآيات المأخوذة منه بنصها

كتاب ( الإيمان ) لشيخ الإسلام ابن تيمية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )