خداع الأماني

قصيدة للشاعر / أبي العتاهية
==============

الدَّهرُ ذو دُولٍ ، والموتُ ذو عِللٍ = والمَـــرْءُ ذو أمل ، والنـاسُ أشْبَاهُ
ولم تزلْ عِبَــــرٌ فيهنَّ معتــــبر = يجري بها قدرٌ ، والله أجـــــــــــراهُ
والمبتلى فهو المهجور جانبــهُ = والناس حيثُ يكــــون المال و الجـاه
يبكي ويضــــحك ذو نفـسٍ مُصَرَّفةٍ = واللهُ أضحــكهُ والله أبكــــــــــاهُ
يا بائع الدين بالدنيا وباطــــلهــا = ترضى بدينكَ شيئا ليس يســـــــواهُ
حتى متى أنت في لهوٍ وفي لعبٍ = والموتُ نحــــوكَ يهوي فاغرا فاهُ
ما كلُّ ما يتمنى المـــــرءُ يدركهُ = رُبَّ امريءٍ جَتْفُهُ فيمـــا تمنـــــــاهُ
والناسُ في رقدةٍ عمـــــا يراد بهم = وللحوادث تحريــــــــــكٌ وإنبـــاهُ
أنْصِفْ هُدِيتَ إذا ما كنتَ منتصفًا = لا ترضَ للناسِ شيئاً ليس ترضاهُ
يا رُبَّ يوم أتتْ بُشْــراهُ مُقْبِلةً = ثم استحالت بصوتِ النَّــعِيِّ بشــــراهُ
لا تَحقِـــــرَنَّ من المعروف أصْغَرَهُ = أحْسِنْ فعاقبةُ الإحسانِ حُسْنـــاهُ
وكلُّ أمـــــــرٍ له لا بًد عاقِبة  = وخير أمرِكَ ما أحمدتَ عقبــــــــــــاهُ
نلهو وللموت ممسـانا ومصبحنا = من لم يُصَبِّـــــــحْهُ الموتُ مَسَّــــاهُ
ما أقربَ الموتَ في الدنيا وأبعَــــــده = وما أمـرَّ جــنى الدنيا وأحْــلاه
كمْ نـــــــافس المرءُ في شيءٍ وكابرَ فيهِ= الناسُ ثم مضى عنه وخلَّاهُ
بينما الشَّقيقُ عــــــــلى إلفٍ يُسَرُّ بِهِ = إذ صار أغمضه يوما وسَجَّــاه
يبكي عليه قليـــــــلا ثم يخرجهُ = فيسكن الأرض منه ثم ينســــــــــاه
وكل ذي أجـــــــلٍ يومًا سيبلغُهُ =  وكلُّ ذي عـــملٍ يومًـــا سيلقــــــاه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )