دعاء من القلب

كثيرا ما يستريح الإنسان لأدعيته التي تخرج من نبض قلبه .
وهو في أماكن العبادة .
أو في مواقف الحياة .
وما خرج من القلب المؤمن صادقا مخلصا
وصل إلى عنان السماء عند صاحب الإجابة
ما أجمل أدعية القرآن الكريم في آيات الله
وما أخلص أدعية القلب النبوية الطاهرة
التي علمنا إياها رسولنا صلى الله عليه وسلم
وما أعظم ثواب من حفظها ودعا بها ربه

ولكني أقرأ كتاب الله في سورة البقرة عقب آيات الصيام في قوله تعالى :
( وإذا سألك عبادي عني ؛ فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ؛ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون .)
فأقف مشدوها أمام قرب المولى جل وعلا من عباده الداعين له من قلوبهم
حتى دعوة العبد الذي لم يتعلم القراءة والكتابة بما في نفسه المؤمنة تخرج
وتفتح لها أبواب السماء ؛ رغم أنها لاتحمل في ثناياها آية ولا دعاء نبويا شريفا . وتقبلها الله بفرحة ليحققها لعبده ؛ لأنه يحب عبده الملحاح في الدعاء.

ولي دعاء كنت قد دعوت به في موقف مر بي منذ سنين عديدة لاأذكرها :
=======================================

رب عطاؤك يملأ وجودي ويداي , لكن يمناك مثقلة بحمل ذنوبي وأساي .
فهل يصح ذلك مني جزاء إحسانك عليّ؟!
ما أقبحني وأنت تفرغ عليَّ خيرا ؛ بينما تتلقى مني الشرور .
أنت تعطيني في صمت ؛ وأنا أثرثر عندما أجود .
كم تضاعف الثواب , وكثيرا ما أختزل الصلاة .
رب رأيت الكثير يكتفي بفريضة الجمعة !!
فهل اكتفى منك بنعمة رزق يوم واحد ؟!!
إنك لاتنقص الماء عندما نطلب ري الظمأ ,ولا تتركنا بدون عطاء .
ولكننا نهمل الصلاة عندما تطلب الأداء !!
متيقن أنا من إرواء ظمئي عندما أشرب ولو قطرة من نعمتك ترويني حتى الثمالة ؛ فماؤك عذب يا إلهي تغدقة من فيض جودك علينا .
رب أنت مجيب مانح ؛ وأنا سائل لحوح ؛ فإذا أجبنتي فرحت
ويتمهل عني منحك لحكمتك الخافية عليّ فيدهمني اليأس والقنوط .
فينقذني شعاع من نورك الفياض يقول لي : أنا منحة الإله لأضيء أمامك مصباح الصبر في انتظار الفرج القريب . أنا عقلك انظر بدقات قلبك من خلالي تر العطاء في الطريق ؛ سيصلك في ميعاد محدد .
فأتنهد من أعماقي , وأستغفر والشيطان يجر أذيال خيبته من الهزيمة التي حلت به ؛ وهو يراود نفسي الضعيفة .
فتهتز أعطافي بروعة الانتصار عليه والانتظار لصدق وعدك يا إلهي .
وأنت تلح في الطلب وتترك الطريق مضيئا بمصباح عدلك لايتقيد بالإضاءة فليس في حياته غارات ولا عقبات إنه نور هدايتك الربانية .
ووميض سراب الشيطان , يا خفي الأسرار جعلته على قارعة الطريق ودهنته بالسواد
فانعكس عليه نور الصواب فبدا باطلا يصطدم به العميان فيبصرون , ويهوي بهم في الضلال .
فتتلقى المنكوب بيد رحيمة فترشده لمصباح الدعاء مصباح النور والهداية .
كم من مرة صدمني حامل سراب السواد فكان يبرق في أعماقي سنا ضيائك
وأفيق لأجدك تحفظني وترعاني بعطاياك التي لاتحصى ؛ فلا أستطيع أن أوفيك شكرك .
قررت في دعائي أن تعينني أن أرفع حامل سراب الظلام الأسود من قارعة الطريق ؛ وأواريه خلف الجدران حتى لايصطدم به عبادك التائهين الباحثين عن طريقهم إليك ؛ ألقيه خلف جدران العمى الذى تحررت منه بإنارتك قلبي بفضلك , وأن أسير في ضوء مشعل يمناك يارب .
فهل تقبلني ياكريم؟!!
وقد تلطخت يداي ورجلاي بسراب الضياع الذي سودته ألاعيب النفس والشيطان!!
أنا واثق ياإلهي من أبواب أنهارك الفسيحة العذبة التي تغسل كل الذنوب .
جئتك يارب تائبا فطهرني واغسل قلبي بضياء نورك لأتلقى منك الثواب يوم ألقاك وأسجد شاكرا كما ينبغي لجلال عظمتك واتساع رحمتك . يا تواب .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )