هُـدَاةُ البَـشَرِ (1)
قال الله تعالى : ( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ (آية90 الأنعام)
وقال سبحانه وتعالى أيضا في سورة النساء آية 69 :(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا)
فهداية الناس رسالةٌ يقومُ بها أهل الخير والإصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة من البشر الذين يصطفيهم الله من الرسل والأنبياء والمصدقين لهم بإخلاص إلى يوم الدين ، ومنْ نالوا صفة الشهادة في سبيل الله ، والصالحين من خلق الله ، ومن حسنت أخلاقه ممن تبعهم ، يجمعهم الله تعالى في رفقة تنعم برضاه في الجنة يوم القيامة ، وما أحسنها من رفقةٍ
لقد بعث الله الرسل مبشرين ومنذرين هادين مهديين لعباده ، كي يحتذوا بهم ويتبعوهم وينتهجوا منهجهم في الدعوة إلى هداية البشر لعبادة الله تعالى وعمارة الكون ، حتى يترافقوا بأقوالهم وأفعالهم الحميدة مع رسل الله أصحاب الدعوة الأولى إلى الخير والإصلاح ، وعبادة الله الواحد الأحد المستحق للعبادة
ومن لم يكن من الأنبياء مرسلا كان بعضهم يُوحَى إليه في المنام، وبعضهم الآخر يسمع الصوت من غير أن يرى شخصا يوجهه للخير ، وبهذا يكون كل رسول نبيا ، وليس كل نبي رسول ؛ من أجل ذلك كان عدد الرسل أقل من عدد الأنبياء ، عند أهل العلم والفقه ، ثم يزداد عدد الصحابة والتابعين والصالحين وأصحاب القيم والأخلاق الحسنة الداعين بدعوة الرسل إلى الهداية والرشاد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة )
وقال عليه الصلاة والسلام :( لئن يهدي الله بك رجلا خيرا لك من حُمرِ النَّعم)وفي رواية ( خيرلك مما طلعت عليه الشمس )
فليتسابق كلٌّ منا أن يكون في زمرة هؤلاء الممدوحين عند الله ، الداعين للهداية غيرَهم ، بحسن أقوالهم وأفعالهم وسلوكهم وبنصحهم بالحكمة والموعظة الحسنة إخوانهم لترك معصية الله ورسوله واتباع قرآنه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام حتى يكون مع الرفقة التي ذكرها الله في قرآنه الكريم :
( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا)
اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين ، وأصلح أحوالنا وأحوال المسلمين