نفحات إيمانية

 ( منقول )
فضل بعض سور القرآن الكريم :
v     الحث على تلاوة القرآن : عن أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - :قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تَعاهَدُوا هذا القرآن ، فَوَ الَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ ، لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتا من الإبل في عُقُلِها». أخرجه البخاري ، ومسلم.
v     تحسين القراءة والتغني بها : عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : « زَيِّنُوا الْقُرآنَ بأصواتكم ». أخرجه أبو داود ،والنسائي.
v     الجهر بالقراءة : عن أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : قال : اعْتَكَفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ، فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرون بالقراءةِ ، فكشَفَ السِّتْرَ ، وقال :« ألا إنَّ كُلَّكُمْ يُناجِي رَبَّهُ ، فلا يُؤذِيَنَّ بعضُكم بعضا ، ولا يَرفَعْ بعضُكم على بعض في القراءةِ »أو قال:« في الصلاة». أخرجه أبو داود.
v     كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم : عن قتادة -رحمه الله - : قال : سأَلتُ أَنَسا عن قراءةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كان يمَدُّ مَدّا ، ثم قرأَ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم : يَمُدُّ ببسم الله ،ويمد بالرحمن،ويمد بالرحيم. هذه رواية البخاري. .. وأخرجه أبو داود ،والنسائي ، وانتهت روايتهما عند قوله : « يَمُدُّ مَدّا ».
v     الخشوع والبكاء عند القراءة :  عن ابن مسعود - رضي الله عنه - : قال : قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :«اقْرأْ عَليَّ القرآنَ » ، فقلتُ : يا رسولَ الله ، أقرَأُ عَليْكَ وعَليْكَ أُنزِلَ ؟ قال : «إني أُحِبُّ أن أسمَعَهُ من غيري » ، قال : فقرأتُ عليه سورةَ النساءِ ، حتى جئتُ إلى هذه الآية { فَكيفَ إذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشهِيدٍ ، و جِئنا بكَ على هؤلاءِ شهيدا } (النساء: آية 41) قال : « حسبُك الآن»، فالتَفَتُّ إليه ، فإذا عيناهُ تذرِفانِ.هذه رواية البخاري ومسلم. ... وزاد مسلم في أُخرى قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « شهيدا عليهم ما دمتُ فيهم» أو «ما كنتُ فيهم ».شكَّ أحد رواته. ... وأخرجه الترمذي وأبو داود ، وقال الترمذي : « تَهْمِلان » بدل « تذرِفان».
v     آداب عند قراءة القرآن : عن أبو هريرة - رضي الله عنه - :قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قَرَأ منكم { والتِّين والزيتون } فانتهى إلى قوله : { ألَيسَ اللهُ بأحْكَمِ الحاكمين ؟} فلْيقُلْ : وإنا على ذلك من الشاهدين ، ومَنْ قَرأَ { لا أُقسِمُ بيوم القيامة } ( القيامة : آية 1- 40 ) فانتهى إلى قوله : { أليس ذلك بقادرٍ على أن يُحْيِيَ الموتَى } ؟ فليَقُلْ : بَلى ،وعِزَّةِ رَبِّنا.، ومن قرأ {والمرسلات } فبلغ { فبأَيِّ حديثٍ بعدَهُ يُؤمِنُونَ ؟ } (المرسلات : آية 1 - 5 ) فليقل : آمنا بالله» ،قال إسماعيل : ذهبتُ أعيدُ على الرَّجُلِِ الأعْرابيِّ الذي رواه عن أبي هريرة ، وأنْظُرُ لَعَّلُه...!! قال : يا بن أخي ، أتَظُنُّ أنِّي لم أحفَظْهُ ، لقد حَجَجْتُ سِتِّينَ حَجَّة ، ما فيها حجةٌ إلا وأنا أعرِفُ البعيرَ الذي حَجَجْتُ عليه. هذه رواية أبي داود. .. وأخرجه الترمذي إلى قوله :« وأنا على ذلك من الشاهدين».
v     القرآن وأورادة :  عن عبد الله بن عمر بن العاص - رضي الله عنهما - : قال : قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : « أَلَمْ أُخْبَرْ أنَّك تصومُ الدَّهرَ ، وتقرأُ القرآنَ كُلَّ لَيلَة ؟» قلتُ : بلَى يا نبيَّ الله، ولَم أُرِدْ بذلك إلا الخيرَ، قال :« فصُمْ صَوْمَ داود وكان أعْبَدَ النَّاسِ واقرأ القرآن في كل شَهْرٍ »، قال : قلت : يا نبيَّ الله ، إني أُطيقُ أَفْضَلَ من ذلك ، قال: « فاقْرَأْهُ في كلِّ عشرين »، قال : قلت : يا نبيَّ الله ، إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : « فاقرأْهُ في كل سَبْعٍ ، لا تَزِدْ على ذلك ». قال : فشدَّدْتُ؛ فشُدِّدَ عَلَيَّ ، وقال لي: « إنك لا تدري ،لعلك يَطُولُ بك عُمرٌ » ، قال: فَصِرْتُ إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما كَبِرْتُ وَدِدْتُ أَنِّي كُنتُ قَبِلْتُ رُخْصَة نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم. هذه رواية البخاري ،ومسلم.
-  وفي رواية الترمذي قال : قلتُ : يا رسولَ الله ، في كَمْ أقْرَأ القرآنَ ؟ قال : اخْتِمْهُ في شهرٍ ، قلتُ : إني أُطيقُ أفضلَ من ذلك ، قال : اخْتِمْهُ في عشرين ، قلتُ: إني أُطيقُ أَفْضَلَ من ذلك ، قال : اختمهُ في خَمْسَةَ عَشرَ ، قلت: إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : اختمه في عشرٍ ، قلت : إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : اختمه في خمسٍ ، قلتُ : أنِّي أُطيق أفضل من ذلك ، قال : « فما رَخَّصَ لي ».
-  وفي أخرى له قال: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأ القرآن في أربعين.
-  وفي أخرى له ولأبي داود :« أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: لم يَفْقَهْ مَنْ قَرَأ القُرآنَ في أقَلَّ ثَلاثٍِ».
-  وفي أخرى لأبي داود : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : « اقرأ القرآن في شهرٍ ».
-  قال : إني أَجِدُ قُوَّة ، قال : « اقرأه في عشرين »وذكر الحديث نحو الترمذي وقال : «اقرأ في سبعٍ ، ولا تزيدنَّ على ذلك ».
-  وفي أخرى له قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : « اقرأ القرآن في شهرٍ » قلت : أجِدُ قُوَّة ، فَنَاقَصَني وناقَصْتُهُ ، إلى أن قال : « اقرأهُ في سَبْعٍ ، ولا تَزِد على ذلك » ، قلتُ: إني أجدُ قُوَّة ، قال : « اقرأ في ثلاثٍ ، فإنه لا يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَه في أَقَلَّ من ثلاثٍ».
-  وفي أخرى له : أنه سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، في كمْ يُقرَأُ القرآنُ ؟ قال : « في أربعين » ، ثم قال : « في شهرٍ » ، ثم قال : « في عشرين » ، ثم قال : « في خمس عشر» ، ثم قال : «في عشرة » ، ثم قال :« في سَبعَةٍ » ، ولم ينزل عن سبعةٍ.
-  وقد أخرج البخاري ،ومسلم وأبو داود والنسائي طُرُقا أُخرى لهذا الحديث ، مع زيادة ذكرِ الصَّوْمِ ، وهي مذكورة في « كتاب الاعتصام » من حرف الهمزة ، وبعضها يُذكر في « كتاب الصوم » من حرف الصاد ، ولم يُفْرِد النسائي ذكْرَ القراءةِ في حديثٍ ، حتى كُنَّا نذكُرُه ها هنا ، وإن كان قد وافقهم على هذا المعنى ، بما أخرجه في تلك الروايات ؛ولذلك لم نُثبت علامته على هذا الحديث.
v     القراءات :
v     جواز إختلاف القراءات : عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ هِشامَ بنَ حكيم بنِ حِزامٍ يقرأُ سورة الفرقانِ ، في حَياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاسْتمَعْتُ لقراءه ، فإذا هو يقرأُ على حروفٍ كثيرة، لم يُقْرئْنيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فكِدْتُ أُسَاوِرُهُ في الصلاة ، فَتَربصْتُ حتى سلَّم ، فَلَبَّبْتُهُ بِرِدائِهِ ، فَقُلْتُ : مَنْ أقْرأَكَ هذه السورة التي سَمِعْتُكَ تَقٍرَؤهَا ؟ قال : أقْرَأنِيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فَقُلتُ : كذْبتَ ، فإنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد أقْرَأنيها على غَيْرِ ما قَرأْتَ، فانطلقْتُ به أقودُهُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلتُ : يا رسولَ الله ، إنِّي سَمِعتُ هذا يقْرَأُ سُورة الفرقان على حُرُوفٍ لم تُقْرِئْنيها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أَرْسِلْهُ ، اقْرأْ يا هِشامُ » فقرأَ عليه القراءة التي كنْتُ سمعتُه يقرأُ ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : « هَكَذا أُنْزِلتْ » ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : « اقرأْ يا عمرُ » فقرأْتُ القراءةَ التي أقْرأَنِي ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : « هكذا أُنْزِلتْ، إنَّ هذا القرآنَ أُنزِلَ على سَبْعَةِ أحرُفٍ ، فَاقرَءوا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ ».أخرجه الجماعة.
v     ترتيب القرآن وتجميعه : عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - : قال : أرسلَ إليَّ أبو بكْرٍ ، مَقْتَلَ أهْلِ الْيَمامَةِ ، فإذا عُمَرُ جالسٌ عنده ، فقال أبو بكر : إنَّ عمرَ جاءني ، فقال : إنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يومَ اليمامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرآنِ ، وأنّي أَخْشَى أنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بالقُرَّاءِ في كُلِّ الْمواطِنِ ، فيذهَبَ من القرآن كثيرٌ ، وإني أرَى أنْ تأمُرَ بِجَمْعِ القرآنِ ، قال : قلتُ لعُمَر : كيف أفْعلُ شَيْئا لم يفعلْه رسُول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال عمر : هو واللهِ خَيْرٌ ، فلم يَزَلْ يُرَاجِعُني في ذلك ، حتى شَرَحَ الله صَدْرِي للَّذي شرح له صَدْرَ عمر ، ورأيتُ في ذلك الذي رأى عمر ، قال زيد: فقال لي أبو بكر : إنَّكَ رُجلٌ شَابٌّ عاقلٌ ، لا نَتَّهِمُك، قد كُنْتَ تكْتُبُ الْوَحْي لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فَتَتَبَّعِ القُرآنَ فَاْجَمعْهُ ، قال زيدٌ : فَواللّهِ لو كلَّفَني نَقلَ جَبَلٍ من الجبالِ ما كان أثقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أمَرَني به مِنْ جَمْعِ القُرآنِ ، قال : قلتُ : كيف تَفْعَلانِ شَيئا لم يفعلْهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال أبو بكر : هو والله خيْرٌ ، قال : فلم يزل أبو بكرٍ يُرَاجعني وفي أُخرى: فلم يزل عُمَرُ يراجِعُني حتَّى شرحَ اللّهُ صَدْرِي للذي شرحَ له صَدْرَ أبي بَكرْ وعُمَرَ،قال : فتتبَّعت الْقُرآنَ أجْمَعُهُ من الرِّقاعِ والْعُسُبِ ، واللّخافِ ، وصُدُور الرِّجالِ ،حتى وجدتُ آخرَ سورة التوبة مع خُزَيْمةَ أو أبي خُزيْمَة الأنصاري : لَمْ أجِدْهَا مع أحدٍ غيرِه { لَقدْ جَاءكُم رسولٌ من أنفُسِكم} (التوبة : آية 127 ) خاتمَة بَراءة ، قال : فكانت الصُّحُفُ عند أبي بكْرٍ ، حتى تَوَفَّاهُ اللّه، ثم عند عمر ، حتى تَوَفَّاهُ اللّه ، ثم عند حَفْصَةَ بنت عمر..... قال بعضُ الرواة فيه :اللخافُ :يعني: الْخَزَفَ. أخرجه البخاري ، والترمذي.
v     في فضل القرآن وتلاوته :
عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - : قال : أرسلَ إليَّ أبو بكْرٍ ، مَقْتَلَ أهْلِ الْيَمامَةِ ، فإذا عُمَرُ جالسٌ عنده ، فقال أبو بكر : إنَّ عمرَ جاءني ، فقال : إنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يومَ اليمامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرآنِ ، وأنّي أَخْشَى أنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بالقُرَّاءِ في كُلِّ الْمواطِنِ ، فيذهَبَ من القرآن كثيرٌ ، وإني أرَى أنْ تأمُرَ بِجَمْعِ القرآنِ ، قال : قلتُ لعُمَر : كيف أفْعلُ شَيْئا لم يفعلْه رسُول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال عمر : هو واللهِ خَيْرٌ ، فلم يَزَلْ يُرَاجِعُني في ذلك ، حتى شَرَحَ الله صَدْرِي للَّذي شرح له صَدْرَ عمر ، ورأيتُ في ذلك الذي رأى عمر ، قال زيد: فقال لي أبو بكر : إنَّكَ رُجلٌ شَابٌّ عاقلٌ ، لا نَتَّهِمُك، قد كُنْتَ تكْتُبُ الْوَحْي لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فَتَتَبَّعِ القُرآنَ فَاْجَمعْهُ ، قال زيدٌ : فَواللّهِ لو كلَّفَني نَقلَ جَبَلٍ من الجبالِ ما كان أثقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أمَرَني به مِنْ جَمْعِ القُرآنِ ، قال : قلتُ : كيف تَفْعَلانِ شَيئا لم يفعلْهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال أبو بكر : هو والله خيْرٌ ، قال : فلم يزل أبو بكرٍ يُرَاجعني وفي أُخرى: فلم يزل عُمَرُ يراجِعُني حتَّى شرحَ اللّهُ صَدْرِي للذي شرحَ له صَدْرَ أبي بَكرْ وعُمَرَ،قال : فتتبَّعت الْقُرآنَ أجْمَعُهُ من الرِّقاعِ والْعُسُبِ ، واللّخافِ ، وصُدُور الرِّجالِ ،حتى وجدتُ آخرَ سورة التوبة مع خُزَيْمةَ أو أبي خُزيْمَة الأنصاري : لَمْ أجِدْهَا مع أحدٍ غيرِه { لَقدْ جَاءكُم رسولٌ من أنفُسِكم} (التوبة : آية 127 ) خاتمَة بَراءة ، قال : فكانت الصُّحُفُ عند أبي بكْرٍ ، حتى تَوَفَّاهُ اللّه، ثم عند عمر ، حتى تَوَفَّاهُ اللّه ، ثم عند حَفْصَةَ بنت عمر.
قال بعضُ الرواة فيه :اللخافُ :يعني: الْخَزَفَ. أخرجه البخاري ، والترمذي.
v       وفي فضل القرآن مطلقا:
عن الحارث [بن عبد الله الهمداني] الأعور: قال : « مررتُ في المسجد ، فإذا الناسُ يخوضون في الأحاديث ، فدخلتُ على عليّ فأخبرتُهُ ، فقال : أَوَقَد فَعَلوها ؟ قلت: نعم، قال : أما إِني سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : ألا إِنَّها ستكون فتنة ، قلتُ : فما المخرَجُ منها يا رسول الله ؟ قال : كتابُ الله ، فيه نَبأُ ما قَبلَكم ، وخبرُ ما بعدَكم ، وحُكم ما بينَكم، هو الفَصْل ليس بالهزل، مَن تَركه من جبَّار قَصَمَه الله ، ومَن ابْتَغَى الهُدَى في غيره أضلّه الله، وهو حَبْلُ الله المتين ، وهو الذِّكْرُ الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تَزِيغُ به الأهواء ، ولا تَلْتَبِسُ به الألْسِنَةُ ، ولا يَشْبَعُ منه العلماءُ ، ولا يَخْلَقُ عن كثرة الرَّدّ ، ولا تنقضي عجائبه ، هو الذي لم تَنْتِهِ الجنُّ إِذْ سمعتْه حتى قالوا : {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنا عَجَبا يَهْدِي إِلى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن: 1] مَن قال به صَدَقَ ، ومَن عَمِلَ بِهِ أُجِرَ ، وَمَن حكمَ به عَدَل، ومَن دَعَا إِليه هُدِيَ إِلى صِراط مستقيم ، خُذْهَا إِليكَ يا أعورُ ». أخرجه الترمذي.
في فضل سور القرآن :
1- فاتحة الكتاب :
عن أبو سعيد بن المعلى - رضي الله عنه - : قال : « كنتُ أُصَلِّي في المسجد، ، فدعاني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ، فلم أُجِبْه ، ثم أتيتُه ، فقلتُ : يا رسول الله، إِني كنتُ أُصلي، فقال: ألم يَقُل الله : {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسولِ إِذا دَعَاكُم} [الأنفال: 25] ؟ ثم قال لي: أَلا أُعلِّمُكَ سورة هي أعظمُ السُّوَرِ في القرآن قبل أن تخرُجَ من المسجد ؟ ثم أخذ بيدي ، فلما أرادَ أن يخرجَ قلتُ : ألم تَقُلْ : لأُعَلِّمنَّكَ سورة هي أعظمُ سورة في القرآن؟ قال: الحمدُ للَّهِ رب العَالمين قال : هي السَّبْعُ المَثَاني ، والقرآنُ العَظيمُ الذي أوتِيتُه».
أخرجه البخاري، وقال : قال معاذ : وذكر الإِسناد، وقال: «هي : الحمدُ للَّهِ رب العَالمين السبع المثاني ». وأخرجه أبو داود ، والنسائي.
وفي حديث أبي داود قال : « ما منعك أن تُجِيبَني ؟ ».
2- سورة البقرة وآل عمران :
عن أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: « اقرؤوا القرآن ، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ، اقرؤوا الزَّهْرَاوَيْن : البقرة، وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غَمَامتان - أو غَيَايَتَان - أو كأنهما فِرْقَانِ من طير صَوَافّ، تُحاجَّانِ عن صاحبهما ، اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخْذَها بَرَكَة ، وتَرْكَها حَسْرَة ، ولا تستطيعها البَطَلَةُ ». قال معاوية بن سلام: بلغني أن البطلةَ : السَّحَرَةُ. أخرجه مسلم.
زاد في رواية : « مَا مِن عبد يقرأُ بها في ركعة قبل أن يسجدَ ، ثم سأل الله شيئا إِلا أعطاه، إِنْ كادتْ لَتَسْتَحصي الدِّين كلَّه ».
3- آية الكرسي :
عن أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « لكلِّ شيء سِنَام، وإِنَّ سِنَامَ القرآن سورةُ البقرة، وفيها آية هي سيدةُ آي القرآن: آيةُ الكرسي». أخرجه الترمذي.
4- سورة النساء :
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : قال : « ما في القرآن آية أحب إِليَّ من هذه : {إِنَّ الله لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء: 48] ». أخرجه....
4- سورة الكهف :
عن أبو الدرداء - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيات من أَوَّلِ (سورة الكهف) عُصِمَ مِن فتنة الدجال ». وفي رواية : «من آخر الكهف».
أخرجه مسلم وأبو داود، وفي رواية الترمذي : « ثلاث آيات من أول سورة الكهف».
5- سورة ياس :
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « لكل شيء قلب ، وقلبُ القرآنِ يس ، ومن قرأها كتب له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات » - زاد في رواية : « دون يس ». أخرجه الترمذي. 
6- سورة الدخان :
عن أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : «مَن قرأ الدخان في ليلة، أصبحَ يَستغفر له سبعون ألفَ مَلَك ».
قال الترمذي : عمر بن أبي خثعم يضعف: قال محمد - يعني البخاري - : هو منكر الحديث.
وفي رواية : قال : قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : « مَن قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له». أخرجه الترمذي 
8- سورة الواقعة :
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « مَن قرأ كل ليلة سورة الواقعة لم تُصِبْهُ فَاقَة [أبدا] ، وفي المسبِّحات : آية كألف آية ». أخرجه....
9- سورة الحشر :
عن معقل بن يسار - رضي الله عنه - : قال : قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : « مَن قال حين يصبح [ثلاث مرات] : أعوذ بالله السميع العليم مَن الشيطان الرجيم ، وقرأ ثلاث آيات من آخر (سورة الحشر) ، وَكَّلَ الله به سبعين ألف مَلك يصلّون عليه حتى يمسَي ، وَإِن ماتَ في يومه مات شهيدا ، ومن قرأها حين يمسي فكذلك ». أخرجه الترمذي. 
10- سورة تبارك :
عن أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « مِنَ القرآن سورة ثلاثون آية شَفَعَتْ لرجل حتى غُفِرَ له ، وهي : تَبَارَكَ الذي بيدهِ المُلكُ » أخرجه الترمذي.
وعند أبي داود : « تشفع لصاحبها ».
11- سورة إذا زلزلت :
 عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - : قال : « أَتى رَجُل إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقال : أقرْئني يا رسول الله، قال : اقرأْ ثلاثا من ذوات الر، فقال : كَبِرَتْ سِنِّي ، واشتد قَلْبي ، وغَلُظ لساني، قال: فاقرأْ ثلاثا من ذوات (حم) ، فقال مثل مقالته ، [قال: اقرأ ثلاثا من المسبِّحات ، فقال مثل مقالته] فقال الرجل : يا رسول الله أقرئني سورة جامعة، فأَقرأَه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : {إذا زُلْزِلَتِ الأرضُ زِلزَالَهَا} [الزلزلة: 1 - 8] حتى فرغ منها ، فقال الرجل : وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحق لا أزيدُ عليها أبدا، ثم أدَبَر الرجل، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : أفلح الرُّوَيْجِل - مرتين - ». أخرجه أبو داود.
12- سورة الإخلاص :
عن أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : « أَن رجلا سمع رجلا يقرأ: قُلْ هُوَ الله أَحَد يُرَدِّدُها ، فلما أصبح جاء إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، فذكر ذلك له - وكان الرجل يَتَقَالُّها - فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : والذي نفسي بيده، إِنها لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن».
قال البخاري: وزاد [أبو معمر :حدثنا] إسماعيل بن جعفر عن مالك عن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد قال : أخبرني أخي قتادة بن النعمان، عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- - وفي رواية: قال: « قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه : أَيَعْجِزُ أحدُكُم أَن يقرأ ثُلث القرآن في ليلة؟ فشقَّ ذلك عليهم، وقالوا: أَيُّنا يُطيق ذلك يا رسولَ الله؟ فقال: الله أحد، الله الصمد ثلثُ القرآن». أخرجه البخاري، وأبو داود، وأخرج الموطأ الرواية الأولى ، وقال : « يتفالُّها » بالفاء ، وأخرج النسائي الأولى. 
13- سورة المعوذتين :
عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « ألَمْ تَرَ آيات أنزِلَت هذه الليلةَ، لم يُرَ مِثلُهُن قَطُّ : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ 
وفي رواية قال : قال لي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : « أُنزل - أو أُنزلت - عليَّ آيات لم يُرَ مثلُهُن قَطُّ : المعوذتين ». زاد في رواية عند ذِكْر عقبة : « وكان من رُفَقَاءِ أصحابِ محمدّ -صلى الله عليه وسلم- ». أخرجه مسلم.
وأخرج الترمذي، والنسائي الأولى.
وفي رواية أبي داود والنسائي قال : « كنتُ أَقُودُ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- نَاقَتَه في سَفَر ، فقال لي : يا عقبة ، ألا أُعَلِّمك خير سورتين قُرِئتَا ؟ فعلَّمني : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فلم يرني سُررتُ بهما جدا ، فلما نزل لصلاة الصبح صَلَّى بهما صلاة الصُّبحِ للناس، فلما فرغ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من الصلاة التفتَ إِليَّ ، فقال : يا عقبةُ ، كيف رأيتَ؟ ».
اختصره النسائي : « أنه سألَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المعوذتين ؟ قال : عقبة : فأمَّنَا بهما رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الفجر ».
وله في أخرى قال : « اتَّبعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو راكب، فوضعت يدي على قَدَمِهِ ، فقلت: أقرئْني : (سورة هود) أو (سورة يوسف) قال: لن تقرأَ شيئا أبلغَ عند الله من [آيات] أنْزِلَتْ عليَّ الليلةَ ، لم يُر مثلُهُنَّ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ».
وله في أخرى قال : « بينما أَنا أقودُ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- [راحلتَه] في غَزَاة، فقال: يا عقبة، قُلْ ، فاستمعتُ ، فقال : يا عقبة ، قل ، فاستمعتُ ، فقال الثالثة، فقلتُ : ما أقولُ ؟ فقال: قُلْ هُوَ الله أحَد فقرأ حتى ختمها ، ثم قرأ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقرأتُ معه حتى ختمها، ثم قرأ : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فقرأتُ معه ، حتى ختمها ، ثم قال : ما تَعَوَّذ بمثلهنَّ أحد».
وله في أخرى قال : « أُهْدِيتْ للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بَغْلَة شَهْبَاءُ ، فركبها، فأخذ عقبةُ يقودها به، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لعقبةَ : اقرأ : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ فأعادها [عليّ] ، حتى قرأتُها، فعرف أني لم أَفْرَحْ بها جدا ، فقال: لعلكَ تَهَاوَنْتَ بها ؟ فما قمتُ - يعني : بمثلها».
وله في أخرى قال : « بينما أقودُ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نَقب من تلك النِّقاب ، إِذْ قال : ألا تركبُ يا عقبةُ ؟ فَأَجْلَلْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أَنْ أركبَ مركب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال : ألا تركب يا عقبةُ ، فأشْفَقْتُ أَن يكونَ مَعْصِية ، فنزل فركبتُ هُنَيهَة ، ونَزَلتُ ، وركبَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال : أَلا أُعَلِّمُكَ سورتين من خير سورتين قَرَأَ بهما الناسُ؟ فأَقرأني : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فأقيمتِ الصلاةُ، فتقدَّم فقرأَ بِهما ، ثم [مرَّ بي]، فقال : كيف رأيتَ يا عقبةُ ؟ اقرأْ بهما كلما نِمتَ وقُمتَ ».
وزاد في أخرى : « ما سَأَلَ سائِل بمثلهما، ولا استعاذَ مُسْتَعِيذ بمثلهما».
ولأبي داود في أخرى قال : « بينا أنا أسيرُ مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بين الجُحْفَة والأبْواءِ ، إِذْ غَشِيَتْنَا رِيح وظُلمة شديدة، فجعل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوَّذ بأعوذ برب الفلق، وأعوذ برب الناس، ويقول : يا عقبةُ ، تَعَوَّذْ بهما ، فما تعوَّذ متعوِّذ بمثلهما». وقال : «وسمعتُهُ يَؤمُّنَا بهما في الصلاة ».
وأخرج الترمذي من هذا طرفا آخر قال : « أَمَرَني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ بالمعوذتين في دُبُر كل صلاة » 
14- سور مشتركة :
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل من أصحابه : « هل تزوجتَ يا فلان؟ قال : لا والله ، ولا عندي ما أَتَزَوَّجُ به ، قال : ألَيسَ مَعَكَ قُلْ هُوَ الله أحد ؟ قال : بلى ، قال : ثلثُ القرآن ، قال : أليس معك : إِذا جَاءَ نَصرُ الله والفتح ؟ قال : بلى ، قال : رُبُعُ القرآن ، قال : أليس معك : قُلْ يا أَيُّهَا الكافرون ؟ قال: بلى ، قال : رُبُعُ القرآن ، قال : أَليس معكَ : إِذا زُلزِلَتِ ؟ قال : بلى ، قال : ربع القرآن ، قال : تَزَوَّجْ ، تَزَوَّجْ ».
وفي رواية قال : قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : « من قرأ : إِذا زُلزِلَتِ عُدِلَت له بنصف القرآن، ومن قرأ : قُلْ يَا أَيُّهَا الكافِرُونَ عدلت له بربع القرآن ومن قرأ : قُلْ هُوَ الله أحد عدلت له بثلث القرآن ». أخرجه الترمذي.
في فضل القراءة والقارئ :
عن أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « مَا اجتمعَ قَوم في بيت من بُيُوتِ الله تباركَ وتعالى يَتْلُونَ كتابَ الله عزَّ وجلَّ ، ويَتَدَارَسُونَهُ بينهم ، إِلا نزلت عليهم السكينةُ ، وَغَشِيَتْهم الرحمةُ ، وحَفَّتْهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ». أخرجه أبو داود.
السجود في القرآن :
1- وجوب السجود :
عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال : « كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأُ السورة التي فيها السجدة فيسجد ونسجد ، حتى ما يجدُ أحدُنا مكانا لموضع جَبهته في غير وقتِ صلاة ». أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود ، وفي أخرى لأبي داود قال : « كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأُ علينا القرآنَ ، فإذا مرَّ بالسجدة كبَّر، وسجدَ وسجدنا ». وفي أخرى له : « أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ عام الفتح سجدة ، فسجد النَّاسُ كُلُّهم ، منهم الرَّاكبُ والساجدُ في الأرض ، حتى إن الرَّاكِبَ ليسجدُ على يده ». 
2- كونه سنة :
عن ربيعة بن عبد الله : « أنه حضَرَ عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه قرأ يوم الجمعة على المنبر بـ (سورة النحل) ، حتى جاء السجدةَ فنزل فسجد وسجدَ النَّاسُ ، حتى إذا كانت الجمعة القابلةُ قرأ بها ، حتى إذا جاء السجدةَ قال : يا أيها النَّاسُ ، إنما نَمرُّ بالسجود ، فمن سجدَ فقد أصابَ ، ومَنْ لم يسجدْ فلا إثم عليه ، ولم يسجدْ عُمَرُ ». قال البخاري : زاد نافع عن ابن عمر : « قال - يعني عمر - إن الله لم يفْرِضْ علينا السجودَ ، إلا أن نشاءَ ». هذه رواية البخاري.
وأخرجه الموطأ عن عروة : « أن عُمَرَ بن الخطاب » وقال في آخره : « فلم يسجد ، وَمَنَعَهُمْ أن يسجدوا ».
3- السجود بعد الصبح :
عن أبو تميمة الهجيمي قال : « لما بَعَثْنا الرَّكْبَ - قال : أبو داود : يعني إلى المدينة - قال كنتُ أقصُّ بعد صلاةِ الصبح ، فأسجدُ فيها ، فنهاني ابنُ عمرَ رضي الله عنه ، فلم أنتَه - ثلاث مرات - ثم عاد ، فقال : إني صلَّيتُ خلْفَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ، ومع أبي بكر وعُمرَ وعثمانَ رضي الله عنهم ، فلم يسجدوا حتى تطْلُعَ الشمس » أخرجه أبو داود.
4- كم سجدة في القرآن :
عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - :قال : « أقرأني النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- خمس عشرةَ سجدة في القرآن ، منها ثلاثُ في المُفصَّل ، وفي سورة الحج سجدتان » أخرجه أبو داود. 
5- مواقع السجدات في القرآن :
v سورة الحج : عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - :قال : « قلتُ : يا رسولَ الله أفي (الحج) سجدتان ؟ قال : نعم ، ومن لم يسجدْهما فلا يقرأهما ». أخرجه الترمذي وأبو داود.
v سورة ص :  عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: مجاهد : قلتُ لابن عباس أَأَسجدُ في ( ص ) فقرأ : { وَمِن ذُرِّيّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ} - حتى أتى - { فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } [الأنعام : 84 - 90] فقال : « نبيُّكم -صلى الله عليه وسلم- ممّن أُمر أن يقْتَديَ بهم ». وفي رواية عكرمة عن ابن عباس قال : « ليست ( ص ) من عزائم السجود ، وقد رأيت النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يسجدُ فيها ». أخرجه البخاري وأخرج الترمذي وأبو داود الثانية. وفي رواية النسائي قال : « إن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- سجد في ( ص ) ، وقال سجدها داودُ توبة ، ونسجدها شكرا ». 
v سورة النجم :  عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - :« أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قرأ ( والنَّجم ) فسجد فيها ، وسجد مَنْ كان مَعَهُ ، غير أن شيخا من قريش أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته ، وقال : يكفيني هذا. قال عبد الله : فلقد رأيتُه بعد قُتِلَ كافرا » أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود ، وأخرجه النسائي مختصرا قال: « قرأ ( النجم ) فسجد فيها ». وفي رواية للبخاري قال : « أولُ سورة أُنزلت فيها سجدة ( النجمُ ) قال : فسجد رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وسجدَ من خلفَه ، إلا رجلا رأيتُه أخذ كفا من تراب فسجد عليه ، فرأيتُه بعد ذلك قُتِلَ كافرا ، وهو أُميَّةُ بن خَلَف ».
v سورة الانشقاق : عن أبو هريرة - رضي الله عنه - :قال أبو سلمةَ : «رأيت أبا هريرة قرأ : { إذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ } فسجد بها ، فقلت : يا أبا هريرةَ ، ألم أَرَك تسجدُ ؟ قال : لو لم أر النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يسجدُ لم أسجد ». وفي حديث أبي رافع الصايغ قال : « صليتُ مع أبي هريرة العَتَمةَ ، فقرأَ { إذا السَّماءُ انشقَّتْ } فسجدَ ، فقلتُ : ما هذه السجدة ؟ قال : سجدتُ بها خلف أبي القاسم -صلى الله عليه وسلم- ، فلا أزال أسجدُ بها حتى ألقاه ». أخرجه البخاري ومسلم ، ولمسلم : « أن أبا هريرة قرأ لهم : { إِذَا السَّماءُ انشقَّتْ } فسجدَ فيها ، فلما انصرف أخبرهم : أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- سجد فيها ». وأخرج الموطأ الرواية الأولى ، وأخرج أبو داود رواية أبي رافع ، وأخرج النسائي الأولى والثانية والثالثة ، وله في أخرى قال : « سجدَ أبو بكر وعمرُ في { إذا السَّماءُ انشقَّتْ } وَمَنْ هو خير منهما ».
v سورة اقرأ : عن أبو هريرة - رضي الله عنه - :قال : سجدْنا مَعَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في { إذا السَّماء انشقَّتْ } و { اقرأ باسم ربك } ، وفي أخرى قال : سجدَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في { إذا السَّماءُ انشقَّتْ } و { اقرأ باسم ربك }. أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وللنسائى قال : سجدَ أبو بكر وعمرُ ، ومَنْ هو خير منهما في { إذا السَّماءُ انشقَّت } و { اقرأ باسم ربِّك }.
v     دعاء السجود : عن عائشة - رضي الله عنها - : قالت : « كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في سجود القرآن بالليل : سجدَ وجهِيَ للذي خَلَقَهُ ، وشقَّ سَمعَه وبصَرَهُ ، بِحوْلِهِ وَقُوَّتِهِ ». أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائى. ... وزاد رزين : « وكان يقول : اللهم اكتب لي بها أجرا ، وحُطَّ عنِّي بها وزرا ، واجعلها لي عندك ذُخْرا ، وتقبَّلها منِّي كما تقبلتها من داودَ عبدِكَ ورسولِكَ ».

v     في التفسير .. من قال في القرآن برأية :  عن جُندب بن عبد الله - رضي الله عنه- : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ قَالَ فِي كِتَابِ اللّه - عز وجل - برأْيهِ فأصابَ ، فقد أَخطأَ ».  أخرجه الترمذي وأبو داود ، وزباد رزين زيادة لم أجدْها في الأُصول ، « ومن قالَ بِرأْيِهِ فأَخطأ ، فقَد كَفَرَ ».

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )