(مستقبل المنطقة العربية خلال الخمسين سنة القادمة )

سهرة ممتعة على قناة دريم 2 كانت مساء يوم 13 فبراير 2008 ،
مع حديث شيق وممتع للدكتور العالم \ أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء ( الفيمتو ثانية)
كانت ندوة تستحق الاستماع والتأمل , موضوع الندوة : 
 (مستقبل المنطقة العربية خلال الخمسين سنة القادمة )
في ظل التطور العالمي الرهيب الذي يشهده العالم اليوم
وقد قمت بتلخيصها في مقال نشرته في وقتها وأستطيع أن أنقل لكم معني 
1- العالم يتجه إلى البحث عن وسائل جديدة للطاقة ، لقرب نفاد المخزون من الطاقة التقليدية المعروفة كالزيت والغاز ، فإن هذه الطاقة بحسب أقوال أكبر علماء الطاقة في العالم تنتهي بعد جيل أو جيلين على الأكثر أي بعد ما يقرب من 100 مائة عام .
وعليه فإن العرب عليهم ، وعندنا في مصر على وجه الخصوص ، الاتجاه إلى البحث عن طاقات دائمة ، كالاعتماد على الطاقة الشمسية ، وطاقة الرياح 
وإجراء البحوث العلمية لتوفيرها ، صحيح أن تكلفتها عالية جدا الآن ، لكن لا بديل عن ذلك مهما كلفنا الأمر . 
وأقدم لكم دليلا عمليا يقرب ضرورة الاعتماد على الطاقة البديلة :
يقول خبراء الاقتصاد إنه عند الرغبة في استثمار الأموال لدى الأفراد أو الأمم فإنه من الأفضل عدم الاعتماد على مشروع واحد لذلك ، وكم عانى الكثيرون من وضع أموالهم في شركة توظيف واحدة مثل الريان أو السعد ....!!!
فإنه إذا ضاعت هذه الاستثمارات وفقدوا أموالهم ، فانهم يضيعون معها , وتحدث لهم أزمات مرضية ونفسية ومعيشية صعبة . أما إذا تنوعت فرص استثمارهم لهذه المدخرات في مشاريع متعددة بدائل للكسب والحياة ، فإذا فقدوا جانبا منها في خسارة أو نفاد فسيجدون في الأخري استمرارا لحياتهم .
2- وممن بدأوا في استخدام الطاقة البديلة بنجاح ( البرازيل ) فقد استطاعوا اختراع تركيبة جينية للخميرة لتحويل المواد النباتية كالقمح مثلا إلى ( ايثانول ) أو كحول ، بتحويل البكتريا إلى الكحول واستخراج الطاقة بعد ذلك واستخدامها في أغراض الحياة المتعددة ، 
ومن نتائج ذلك أن ارتفعت أسعار الغذاء في العالم وسوف يؤثر ذلك على البيئة والعالم في الخمسين سنة القادمة بشكل خطير ، فهناك احتمالات تحويل هذه المادة الهندسية الجينية لإيذاء الغير ، عن طريق توجيه البكتيريا في هذا الاتجاه ، ويجب أن نفكر في ذلك لتغيير مستقبل المنطقة خلال الخمسين سنة القادمة بأن نشارك مع العالم في عملية البحث والاعتماد على توجيه الطاقة البديلة لخير الناس ونفعهم بدل إيذائهم .
3- معلوماتنا عن الكون الآن والذي عمره حسب تقدير العلماء يبلغ 13 و7 من عشرة بليون سنة ، أننا نعرف عنه من المعلومات 4% فقط .
فالمادة المرصودة منه فيها ما يسمى ( المادة المظلمة ) وتعادل 22 % لانعرفها ، وكذلك ( الطاقة المظلمة ) تعادل 74 % لانفهم تركيبتها للآن 
يبقى ما نعلمه من هذا الكون الفسيح وهو حوالي 4% فقط ، وعلماء العالم تتضافر جهودهم خلال الخمسين سنة القادمة لتفهم ماذا في الكون من مادة ، وهذه الأبحاث تضم علماء من مختلف الاتجاهات وبلدان العالم المتقدم، وتجري الأبحاث على ماله علاقة بالجاذبية ، والثقوب السوداء في الكواكب والمجرات ، ومحاولة عمل ( مستعمرات على القمر ) ( واكتشافات للمريخ ) ( وثورة المعلومات ) ، وهناك في أمريكا يتجه بعض رجال الأعمال لاقتصاد جديد خارج الأرض يعني في عوالم خرى
بعمل باخرة فضائية ، يتم الحجز للسفر عليها من الآن ، بتكلفة 100 ألف دولار للفرد ، وكل سفينة تحمل ستة أفراد فقط .
وقد وضع العالم الدكتور زويل بعض التحفظات لهذه الثورة الجارية حاليا من وجهة نظره فقال :
1- التكنولوجيا المتقدمة التي يتجه إليها العالم سوف تسبب بعض المشكلات ، ربما بواسطة أفراد يصنعون هذه البكتيريا المهددة للعالم وهذا خطير جدا ؛فربما يحدث بسبب ذلك حروب عالمية أخرى كالحرب العالمية الثانية أو حروب داخلية في بعض الدول .
2- يجب أن نعلم أن 80% من الناس يعتبرون بالنسبة لهذه التكنولوجيا متخلفون ؛أو على ألأقل من الدول النامية وهم المغرضون للثورات والحروت والانقلابات، و20 % فقط يملك وسائل هذا التقدم 
ولا بد على هذه الفئة ال20% من نظرة منها للغالبية العظمى من العالم لتقليل النزاعات ، ومن المؤسف أن قادة العالم المتقدم ليس عندهم هذه النظرة المستقبلية لخطورة المرحلة القادمة كالتي عند العلماء ، ولذلك فسوف تستمر الحرب .
3- العولمة تخدم القادرون على العولمة ، فبدون تعليم جيد وتكاتف وتعاون داخلي وخارجي بين الشعوب ،فسوف تزيد المسافة والهوة بين المجتمعات البشرية وبعضها البعض ،وممن ينتفعون من العولمة الآن ( الصين ، وماليزيا ، واليابان ) .
4- النزاعات الجارية في العالم الآن : ( صراع الثقافات والحضارات ) و ( وصراع العلم مع الدين ) و ( صراع الدين مع السياسة ) سوف يتسبب بسبب تلك الصراعات خلال الخمسين سنة القادمة العديد من المشكلات إن لم تهدأ هذه الصراعات ويتجه العالم إلى البحث عن وسائل فعالة لحلها ، ولا توجد حلاوة من غير نار ، فلابد للدول في الشرق العربي أن تشارك في صناعة مستقبل أفضل من خلال مشاركتها لما يدور في العالم من اتجاهات علمية حديثة أفرادا وجماعات وأمما حتى يمكن أن نتجنب كوارث مستقبلية تتنظر الشعوب المتخلفة والنامية في الشرق الأوسط .
وهذا التوقع من الدكتور زويل قد حدث بالفعل قبل أن تمر الفترة التي ذكرها ، مما زاد من تأخر الدول النامية .

Share this post

Submit to DeliciousSubmit to DiggSubmit to FacebookSubmit to Google BookmarksSubmit to StumbleuponSubmit to TechnoratiSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )