بيان إلهي وهدي نبوي 4
11- سورة الزلزلة :
عن عبد الله بن عمرو بن
العاص - رضي الله عنه - : قال : « أَتى رَجُل إِلى
النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقال : أقرْئني يا رسول الله، قال : اقرأْ ثلاثا من
ذوات الر، فقال : كَبِرَتْ سِنِّي ، واشتد قَلْبي ، وغَلُظ لساني، قال: فاقرأْ
ثلاثا من ذوات (حم) ، فقال مثل مقالته ، [قال: اقرأ ثلاثا من المسبِّحات ، فقال
مثل مقالته] فقال الرجل : يا رسول الله أقرئني سورة جامعة، فأَقرأَه رسولُ الله
-صلى الله عليه وسلم- : {إذا زُلْزِلَتِ
الأرضُ زِلزَالَهَا} [الزلزلة: 1 - 8] حتى
فرغ منها ، فقال الرجل : وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحق لا أزيدُ عليها أبدا، ثم أدَبَر
الرجل، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : أفلح الرُّوَيْجِل - مرتين - ». أخرجه أبو داود.
12- سورة الإخلاص :
عن أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : « أَن رجلا سمع رجلا يقرأ: قُلْ هُوَ الله أَحَد يُرَدِّدُها ،
فلما أصبح جاء إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، فذكر ذلك له - وكان الرجل
يَتَقَالُّها - فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : والذي نفسي بيده، إِنها
لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن».
قال البخاري: وزاد [أبو معمر :حدثنا] إسماعيل بن جعفر عن مالك
عن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد قال : أخبرني أخي قتادة بن النعمان، عن النبيِّ
-صلى الله عليه وسلم- - وفي رواية: قال: « قال
النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه : أَيَعْجِزُ أحدُكُم أَن يقرأ ثُلث القرآن
في ليلة؟ فشقَّ ذلك عليهم، وقالوا: أَيُّنا يُطيق ذلك يا رسولَ الله؟ فقال: الله
أحد، الله الصمد ثلثُ القرآن». أخرجه البخاري، وأبو
داود، وأخرج الموطأ الرواية الأولى ، وقال : «
يتفالُّها » بالفاء ، وأخرج النسائي الأولى.
13- سورة المعوذتين :
عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله
عليه وسلم- قال : « ألَمْ تَرَ آيات
أنزِلَت هذه الليلةَ، لم يُرَ مِثلُهُن قَطُّ : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و
: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ».
وفي رواية قال : قال لي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : « أُنزل - أو أُنزلت - عليَّ آيات لم يُرَ مثلُهُن قَطُّ :
المعوذتين ». زاد في رواية عند ذِكْر عقبة : « وكان من رُفَقَاءِ أصحابِ محمدّ -صلى الله عليه وسلم- ». أخرجه مسلم.
وأخرج الترمذي، والنسائي الأولى.
وفي رواية أبي داود والنسائي قال : « كنتُ أَقُودُ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- نَاقَتَه في
سَفَر ، فقال لي : يا عقبة ، ألا أُعَلِّمك خير سورتين قُرِئتَا ؟ فعلَّمني : قُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فلم يرني سُررتُ
بهما جدا ، فلما نزل لصلاة الصبح صَلَّى بهما صلاة الصُّبحِ للناس، فلما فرغ رسولُ
الله -صلى الله عليه وسلم- من الصلاة التفتَ إِليَّ ، فقال : يا عقبةُ ، كيف
رأيتَ؟ ».
اختصره النسائي : « أنه
سألَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المعوذتين ؟ قال : عقبة : فأمَّنَا بهما
رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الفجر ».
وله في أخرى قال : «
اتَّبعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وهو راكب، فوضعت يدي على قَدَمِهِ ،
فقلت: أقرئْني : (سورة هود) أو (سورة يوسف) قال: لن تقرأَ شيئا أبلغَ عند الله من
[آيات] أنْزِلَتْ عليَّ الليلةَ ، لم يُر مثلُهُنَّ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
الْفَلَقِ و : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ».
وله في أخرى قال : « بينما
أَنا أقودُ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- [راحلتَه] في غَزَاة، فقال: يا عقبة،
قُلْ ، فاستمعتُ ، فقال : يا عقبة ، قل ، فاستمعتُ ، فقال الثالثة، فقلتُ : ما
أقولُ ؟ فقال: قُلْ هُوَ الله أحَد فقرأ حتى ختمها ، ثم قرأ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
الْفَلَقِ وقرأتُ معه حتى ختمها، ثم قرأ : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فقرأتُ
معه ، حتى ختمها ، ثم قال : ما تَعَوَّذ بمثلهنَّ أحد».
وله في أخرى قال : «
أُهْدِيتْ للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بَغْلَة شَهْبَاءُ ، فركبها، فأخذ عقبةُ
يقودها به، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لعقبةَ : اقرأ : قُلْ أَعُوذُ
بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ فأعادها [عليّ] ، حتى قرأتُها، فعرف أني
لم أَفْرَحْ بها جدا ، فقال: لعلكَ تَهَاوَنْتَ بها ؟ فما قمتُ - يعني : بمثلها».
وله في أخرى قال : « بينما
أقودُ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نَقب من تلك النِّقاب ، إِذْ قال : ألا
تركبُ يا عقبةُ ؟ فَأَجْلَلْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أَنْ أركبَ مركب
رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال : ألا تركب يا عقبةُ ، فأشْفَقْتُ أَن
يكونَ مَعْصِية ، فنزل فركبتُ هُنَيهَة ، ونَزَلتُ ، وركبَ رسولُ الله -صلى الله
عليه وسلم- ، ثم قال : أَلا أُعَلِّمُكَ سورتين من خير سورتين قَرَأَ بهما الناسُ؟
فأَقرأني : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
فأقيمتِ الصلاةُ، فتقدَّم فقرأَ بِهما ، ثم [مرَّ بي]، فقال : كيف رأيتَ يا عقبةُ
؟ اقرأْ بهما كلما نِمتَ وقُمتَ ».
وزاد في أخرى : « ما
سَأَلَ سائِل بمثلهما، ولا استعاذَ مُسْتَعِيذ بمثلهما».
ولأبي داود في أخرى قال : « بينا
أنا أسيرُ مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بين الجُحْفَة والأبْواءِ ، إِذْ
غَشِيَتْنَا رِيح وظُلمة شديدة، فجعل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوَّذ
بأعوذ برب الفلق، وأعوذ برب الناس، ويقول : يا عقبةُ ، تَعَوَّذْ بهما ، فما
تعوَّذ متعوِّذ بمثلهما». وقال : «وسمعتُهُ يَؤمُّنَا بهما في الصلاة ».
وأخرج الترمذي من هذا طرفا آخر قال : « أَمَرَني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ بالمعوذتين
في دُبُر كل صلاة ».
14- في فضل القراءة والقارئ :
عن أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-
قال : « مَا اجتمعَ قَوم في بيت من
بُيُوتِ الله تباركَ وتعالى يَتْلُونَ كتابَ الله عزَّ وجلَّ ، ويَتَدَارَسُونَهُ
بينهم ، إِلا نزلت عليهم السكينةُ ، وَغَشِيَتْهم الرحمةُ ، وحَفَّتْهم الملائكة ،
وذكرهم الله فيمن عنده ».
أخرجه أبو داود.
تعليقات