ســَــــــــافـِر ْ ...!
..إن ضاقت بك الأرض
فالغربة والاغتراب من أصل واحد وهو : ( غَ رَ بَ ) أي بَــعُــدَ وابتعد
والجمع : الغُرباء بمعنى : الأباعد
واغترب فلان : إذا تزوج غير أقاربه
هكذا ورد بمعاجم اللغة العربية .
والغربة وإن كانت حرقة إلا أن الناس جميعا خلق الله وأفضلهم الذين اتقوه
قال تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)من سورة الحجرات
فبعضكم يناسب بعضا نسبا بعيدا،وبعضكم يناسب بعضا نسبا قريبًا ،( تفسير الطبري )
وفي الحديث الشريف : ( اغتربوا لا تضووا )
أي لا تضعفوا .
والسفر والغربة من أجل الخير كاكتساب علم أو سعي على رزق
أو علاج مرض ، بحثا عن حياة أفضل أو غنى حلال بتجارة مشروعة
أو تخصص يفيد الإنسان في أي مكان في الصحة أو العمل أو زيادة العلم
من الأشياء المباحة بل التي يحث عليها الشرع لجلب المنفعة بالتوكل على الله
الذي بسط الأرض وسخرها لعباده جميعا .
اغتربْ تكتسب
يذم بعض الناس الغربة مع أنه قد تكون خيرا على المغترب
يقول ابن الرمي في إحدى قصائده عن التغرب والغربة :
ولكني لم أحوِ وفرًا مجمعـــا = ففزتُ به إلا بشــــملٍ مبـــــدد
ولم تعطني الأيام نوما مُسَكنا= ألـــــذّ به إلا بنـــومٍ مشـــــرد
وطول مقام المرء في الحي مخلق = لديباجتيه فاغتربْ تتجدد
فإني رأيتُ الشمس زِِيدتْ محبةً = إلى الناس أنْ ليستْ عليهم بسرمد
الغربة يا عزيزي تحتاج لقلب جسور ، وعقل يدير ، وجهد كبير
لكنها بالصبر والمثابرة قد تتحقق فيها الآمال ، وتحيا فيها الأجيال
تذكر الفقر وتلعنه ، وتكسب الخير والغنى الحلال وتحمد الله وتشكره
ولئن تترك ورثتك أغنياء خير لهم من أن تتركهم عالة يتكففون الناس .
ولقد تغربت كثيرا عملا بقول الله تعالى في كتابه العزيز :
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) من سورة المُلك
فسافروا حيث شئتم من أقطارها ، وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات ،
واعلموا أن سعيكم لا يجدي عليكم شيئا ، إلا أن ييسره الله لكم ;
ولهذا قال : ( وكلوا من رزقه ) فالسعي في السبب لا ينافي التوكل كما قال الإمام أحمد
إنه سمع عمر بن الخطاب يقول : إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا وتروح بطانا " .
فالغربة والاغتراب من أصل واحد وهو : ( غَ رَ بَ ) أي بَــعُــدَ وابتعد
والجمع : الغُرباء بمعنى : الأباعد
واغترب فلان : إذا تزوج غير أقاربه
هكذا ورد بمعاجم اللغة العربية .
والغربة وإن كانت حرقة إلا أن الناس جميعا خلق الله وأفضلهم الذين اتقوه
قال تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)من سورة الحجرات
فبعضكم يناسب بعضا نسبا بعيدا،وبعضكم يناسب بعضا نسبا قريبًا ،( تفسير الطبري )
وفي الحديث الشريف : ( اغتربوا لا تضووا )
أي لا تضعفوا .
والسفر والغربة من أجل الخير كاكتساب علم أو سعي على رزق
أو علاج مرض ، بحثا عن حياة أفضل أو غنى حلال بتجارة مشروعة
أو تخصص يفيد الإنسان في أي مكان في الصحة أو العمل أو زيادة العلم
من الأشياء المباحة بل التي يحث عليها الشرع لجلب المنفعة بالتوكل على الله
الذي بسط الأرض وسخرها لعباده جميعا .
اغتربْ تكتسب
يذم بعض الناس الغربة مع أنه قد تكون خيرا على المغترب
يقول ابن الرمي في إحدى قصائده عن التغرب والغربة :
ولكني لم أحوِ وفرًا مجمعـــا = ففزتُ به إلا بشــــملٍ مبـــــدد
ولم تعطني الأيام نوما مُسَكنا= ألـــــذّ به إلا بنـــومٍ مشـــــرد
وطول مقام المرء في الحي مخلق = لديباجتيه فاغتربْ تتجدد
فإني رأيتُ الشمس زِِيدتْ محبةً = إلى الناس أنْ ليستْ عليهم بسرمد
الغربة يا عزيزي تحتاج لقلب جسور ، وعقل يدير ، وجهد كبير
لكنها بالصبر والمثابرة قد تتحقق فيها الآمال ، وتحيا فيها الأجيال
تذكر الفقر وتلعنه ، وتكسب الخير والغنى الحلال وتحمد الله وتشكره
ولئن تترك ورثتك أغنياء خير لهم من أن تتركهم عالة يتكففون الناس .
ولقد تغربت كثيرا عملا بقول الله تعالى في كتابه العزيز :
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) من سورة المُلك
فسافروا حيث شئتم من أقطارها ، وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات ،
واعلموا أن سعيكم لا يجدي عليكم شيئا ، إلا أن ييسره الله لكم ;
ولهذا قال : ( وكلوا من رزقه ) فالسعي في السبب لا ينافي التوكل كما قال الإمام أحمد
إنه سمع عمر بن الخطاب يقول : إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا وتروح بطانا " .
وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد ورد عنه في حديث له أن السفر قطعة من العذاب.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ وَجْهِهِ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ)
قال النووي في شرح مسلم: معناه يمنعه كمالها ولذيذها لما فيه من المشقة والتعب ومقاساة الحر والبرد والخوف ومفارقة الأهل والأصحاب وخشونة العيش.
قوله صلى الله عليه وسلم (فإذَا قَضَى أحَدُكُم نَهمَتَه مِن وَجْهِه فَلْيُعَجّلْ إلى أَهْلِه)
والنهمة : الحاجة والمصلحة التي سافر من أجلها .
والمقصُودُ فى هذا الحَديثِ استِحبَابُ تَعجِيل الرُّجُوع إلى الأهل بَعدَ قَضَاءِ شُغلِه ولا يَتَأخَّر بما ليسَ لهُ بمُهِمّ .
وهذا الحديث لا تعارض بينه وبين الحديث الآخر الذي ورد عنه صلى الله عليه وسلم :
ولا تَعارُضَ بَينَ هَذا الحديثِ وحديثِ ابنِ عمرَ مَرفُوعًا (سَافِرُوا تَصِحُّوا) فإنّهُ لا يَلزَمُ مِن الصّحّةِ بالسّفَر لما فيهِ مِنَ الرّياضَةِ أنْ لا يكونَ قِطعَةً مِن العذابِ لما فيهِ مِنَ المشَقّة فصَار كالدّواء المرّ الـمُعْقِب للصّحّة ، وليسَ كونُ السّفَر قِطعَةً مِنَ العَذاب بمانِع أنْ يَكونَ فيهِ مَنفَعةٌ ومَصَحَّةٌ لكَثِيرٍ مِنَ النّاس لأنّ في الحركة والرّياضَة مَنفَعَةٌ ولا سِيّمَا لأهلِ الدَّعَةِ والرّفَاهِيَةِ، كالدّواءِ المرّ الـمُعقِب للصّحّةِ وإنْ كانَ في تَناوُلِه كَراهِيَة.
قال المنَاويّ: الحَديث (سَافِرُوا تَصِحُّوا وتَغنَمُوا) قال البيهقيُّ دَلّ بهِ على ما فيهِ سبَبُ الغِنى ومما عُزِيَ للشّافعِيّ:تغَرَّبْ عن الأوطَانِ في طَلَبِ العُلا *** وسَافِرْ ففِي الأسفَارِ خَمسُ فَوائدِ
تَفَرُّجُ هَمّ واكتِسَابُ مَعِيشَةٍ *** وعِلمٌ وءادَابٌ وصُحبَةُ ماجِدِ
قوله (وتَغنَموا) أي يُوسِّعُ علَيكُم في رزقَكُم بأنْ يُبارَكَ لَكُمْ فيهِ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ وَجْهِهِ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ)
قال النووي في شرح مسلم: معناه يمنعه كمالها ولذيذها لما فيه من المشقة والتعب ومقاساة الحر والبرد والخوف ومفارقة الأهل والأصحاب وخشونة العيش.
قوله صلى الله عليه وسلم (فإذَا قَضَى أحَدُكُم نَهمَتَه مِن وَجْهِه فَلْيُعَجّلْ إلى أَهْلِه)
والنهمة : الحاجة والمصلحة التي سافر من أجلها .
والمقصُودُ فى هذا الحَديثِ استِحبَابُ تَعجِيل الرُّجُوع إلى الأهل بَعدَ قَضَاءِ شُغلِه ولا يَتَأخَّر بما ليسَ لهُ بمُهِمّ .
وهذا الحديث لا تعارض بينه وبين الحديث الآخر الذي ورد عنه صلى الله عليه وسلم :
ولا تَعارُضَ بَينَ هَذا الحديثِ وحديثِ ابنِ عمرَ مَرفُوعًا (سَافِرُوا تَصِحُّوا) فإنّهُ لا يَلزَمُ مِن الصّحّةِ بالسّفَر لما فيهِ مِنَ الرّياضَةِ أنْ لا يكونَ قِطعَةً مِن العذابِ لما فيهِ مِنَ المشَقّة فصَار كالدّواء المرّ الـمُعْقِب للصّحّة ، وليسَ كونُ السّفَر قِطعَةً مِنَ العَذاب بمانِع أنْ يَكونَ فيهِ مَنفَعةٌ ومَصَحَّةٌ لكَثِيرٍ مِنَ النّاس لأنّ في الحركة والرّياضَة مَنفَعَةٌ ولا سِيّمَا لأهلِ الدَّعَةِ والرّفَاهِيَةِ، كالدّواءِ المرّ الـمُعقِب للصّحّةِ وإنْ كانَ في تَناوُلِه كَراهِيَة.
قال المنَاويّ: الحَديث (سَافِرُوا تَصِحُّوا وتَغنَمُوا) قال البيهقيُّ دَلّ بهِ على ما فيهِ سبَبُ الغِنى ومما عُزِيَ للشّافعِيّ:تغَرَّبْ عن الأوطَانِ في طَلَبِ العُلا *** وسَافِرْ ففِي الأسفَارِ خَمسُ فَوائدِ
تَفَرُّجُ هَمّ واكتِسَابُ مَعِيشَةٍ *** وعِلمٌ وءادَابٌ وصُحبَةُ ماجِدِ
قوله (وتَغنَموا) أي يُوسِّعُ علَيكُم في رزقَكُم بأنْ يُبارَكَ لَكُمْ فيهِ.
والتجوال مع الثقافة سفر أيضا قد يفيد
إذا استفدنا بأجمل ما قرأناه أو سمعناه
أو رأيناه .. أليس كذلك ؟
إذا استفدنا بأجمل ما قرأناه أو سمعناه
أو رأيناه .. أليس كذلك ؟
سافر تجد عوضا عمنْ تفارقه.
فالسفر بين الناس يعرفنا أشكال طبائعهم فالناس معادن
كما أن الكتب وما حوته ذخائر قد تكون كنوزا.
فالسفر بين الناس يعرفنا أشكال طبائعهم فالناس معادن
كما أن الكتب وما حوته ذخائر قد تكون كنوزا.
وقد تكون شذوذا..
وعلى العاقل أن يختار من الحسن فيستفيد
ويتعلم من الشاذ أن يترك السيء الرديء.
ســــــافر إلى اللـــــــــه
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى
إن السفر طويل ، للاستعداد ليوم الرحيل
وإن الحمل ثقيل ، لكن الوصول إليه جميل
( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق )
ما أروع السفر لرؤية بيت الله الحرام !!
والوقوف على بابه الكريم ملبيا ، لبيك اللهم لبيك
والدعاء بين يديه مخلصا بكل ما يفيض به قلبك
قال تعالى : ( ادعوني أستجب لكم )
ومع مشقة السفر وطول الطريق وطاعة الأمر بتأدية الفريضة لمن استطاع
فإن العودة مغفورا لنا مستجابا دعاؤنا ، كيوم ولدتنا أمهاتنا بحج مبرور
لسفر والله عظيم .
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى
إن السفر طويل ، للاستعداد ليوم الرحيل
وإن الحمل ثقيل ، لكن الوصول إليه جميل
( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق )
ما أروع السفر لرؤية بيت الله الحرام !!
والوقوف على بابه الكريم ملبيا ، لبيك اللهم لبيك
والدعاء بين يديه مخلصا بكل ما يفيض به قلبك
قال تعالى : ( ادعوني أستجب لكم )
ومع مشقة السفر وطول الطريق وطاعة الأمر بتأدية الفريضة لمن استطاع
فإن العودة مغفورا لنا مستجابا دعاؤنا ، كيوم ولدتنا أمهاتنا بحج مبرور
لسفر والله عظيم .
======
من مقال لي بأحد المواقع الإليكترونية على الشبكة العنكبية
محمد فهمي يوسف
محمد فهمي يوسف
تعليقات