يوم خارج البيت من حياتي

قصاصة عثرت عليها وأنا أرتب أوراقي بعد مرور ست سنوات من مرور قصتها التي تحكي أحداث يوم من ذكرياتي خارج البيت ( شقتي بسيدي بشر ــ الإسكندرية ) ، وقد ظننت إني نسيت مفتاح الشقة بداخلها وأغلقت الباب وليس بالداخل أحد فيها ،كان اليوم ( الأربعاء السادس عشر من شهرإبريل2014م)

وكنت قد دونت الأحداث في وريقة صغيرة ووضعتها وسط كتاب من مكتبتي بعد عودتي للشقة بالسلامة؛ 

وهذا نص ما جاء في القصاصة بعد العثور عليها:

(الهداية لضالتك بذكرالله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)
أغلقت باب شقتنا متوجها إلى شقة ابني بميامي للبحث عن ورقة مهمة ؛ ( وثيقة زواج إسلام ) لتقديمها للمحامي لاستخراج وثيقة جديدة بناء على حكم المحكمة بتعديل اسم وبيانات زوجته فيها،ولما وصلت العمارة أخرجت من ( الكيس البلاستيك) مفاتيح شقته ،
وصعدت بالمصعد إلى مكانها بالدور الثالث ، وفتحت الباب ودخلت متعجلا داعيا الله أن ييسر لي العثور على ضالتي وفرحت جدا عندما وجدت الورقة المطلوبة ، ولأن الشقة مغلقة والأثاث والنوافذ مغلفة لمنع دخول الأتربة حتى يرجع صاحبها بالسلامة ، فبمجرد وضع الورقة في الكيس ، سارعت بالخروج وغلق باب الشقة بمفاتيحها ووضعتها في جيبي .
واشتريت خبزا طازجا من أحد الأفران لم أجد عليه زحام من الناس ، ثم ركبت( تاكسي ) من شارع اسكندر إبراهيم وعدت إلى شارع العاشر من رمضان بسيدي بشر ، وصعدت المصعد إلى شقتي بالدور الخامس ، ولم أدرك أنني نسيت مفتاحي داخل الشقة قبل مغادرتها ، واعتقدتُ أنني سأجد زوجتي قد عادت من فيكتوريا بعد فراغها من درس القرآن الكريم ، ولما طرقت الباب ولم ترد هاتفتها وأنا أمام الباب المغلق ، وعرفت أنها بدأت حصة المجموعة الآن وأمامها ساعاتان على الأقل حتى تصل البيت ؛
وساعتها كنت أشعر بتعب وألم من قدمي إلى رأسي ،وتأكدت أني لم آخذ المفتاح مع مفاتيح شقة ابني ، ولم يعد أمامي غير العودة إلى شقة ( إسلام بميامي ) من جديد ، لأستريح فيها حتى موعد عودة زوجتي بالسلامة وهي ستخبرني لأعود .
ولما دخلت شقة ميامي قصدت الحمام فتوضأت وصليت ركعتين لله وأربع ركعات للضحى ودعوت الله ،وكانت حجرة النوم قريبة من مطبخ الشقة ، فقمت بدخول المطبخ وقطعت الخبز كل رغيف إلى نصفين ،ثم وضعته في الكيس بعد أن أخرجت منه الأوراق ووضعته في الثلاجة بعد تشغيلها حتى يحين وقت العودة لشقتنا، ثم رفعت غطاء (التليفزيون) وجلست أمامه في الصالة قليلا أتذكر الأحداث ،ثم أغلقت التلفاز وذهبت إلى السرير بعد أن رفعت ما عليه من الغطاء البلاستيك الكبير وتمددت على ظهري متألما ودهمني نوم مباغت أنساني ما أشعر به من التعب ، وقمت وأذان الظهر من مسجد الإيمان القريب من الشقة ، فتوضأت وقصدت المسجد للصلاة ، وعدت لآخذ الأوراق والخبز وأطفيء الثلاجة وأغطي السرير والتلفاز ، منتظرا لمكالمة من زوجتي تخبرني بأنها عادت أو في طريقها للوصول لألحق بها في شقتنا ،ولما تأخرت المكالمة ، جهزت نفسي وما جئت من أجله وخرجت لأستقل ( تاكسي ) آخر ، ووصلت باب الشقة قبل أن تعود 
وقلت : يارب ماذا حدث لذاكرتي ؟ هل أصبت ب( النسيان )
 أو( الزهايمر )؟ اللهم اهدني لضالتي وأنر بصيرتي برحمتك وفضلك .وأخرجت الأوراق من الكيس فإذا بمفتاح شقتنا يسقط 
من وسط الأوراق على الأرض أمام باب الشقة !!
 يا الله!! سبحانك تجيب دعوة المضطر إذا دعاك . الحمد لله
فتحت الشقة وحملت الخبز والأوراق ودخلت شاكرا الله على
كل حال ، ولم تمر دقائق حتى عادت زوجتي وفتحت لها 
مستبشرا راضيا لا تبدو علي أية علامة للتعب والإرهاق .
فعلينا أن نذكر الله كثيرا في حياتنا ونصلي ونسلم على محمد صلى الله عليه وسلم ، حينها سنجد أنفسنا مطمئنين لقدوم الخير إن شاء الله وسنجد ما نبحث عنه أمام أعيننا متحققا .
==========
آثرتُ أن أسجل تلك الخاطرة عن يوم من حياتي خارج البيت ،
 بعد المساهمة السابقة عن ( سجل يوما من حياتك في البيت)
وفي يوم الأربعاء 15 من إبريل 2020م ، وحيث كانت القصاصة
يوم الأربعاء16 من نفس الشهرعام2014م أي غدا بإذن الله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )