في فضل شهر رمضان المبارك

بعد أيام قلائل يهل علينا هلال شهر مبارك هو شهر الحصاد
شهر رمضان المبارك بروائحه الطيبة وبشائره المحببــة إلى المسلمين
ويكثر فيه الذكر والشكر والصلاة والصيام والقيام وتلاوة القرآن
تعظيما وإجلالا لرب الأنام الرحمن الرحيم رب العرش الكريم .
وقد قرأت حديثا قيما عن ابن عباس رضي الله عنه عن سيد الخلق
سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه :
( سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

( إن الجنةَ لَتُبَخَّرُ وتزيَّنُ من الحَوْلِ إلى الحول لدخول شهر رمضان
فإذا كان أول ليلة من رمضان هبت ريحٌ من تحت العرش يقال لها (المُثيرة )
فتصفق ورق أشجار الجنة ، وحِلَقُ المَصَارِيع فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه
فتبرز الحُورُ العِينُ حتى يقمنَ على شُرَفِ الجنة فينادينَ : هلْ من خاطب إلى الله تعالى فيزوجه الله سبحانه وتعالى منا؟
ثم يقُلْنَ : يا رضوان ما هذه الليلة ؟ فيجيبهن بالتلبية فيقول : ياخيرات حسان هذه أول ليلة من شهر رمضان
ويقول الله تعالى : يارضوان افتح أبواب الجِنان للصائمين من أمة محمد (ص) ، ويقول : يامالك أغلق أبواب الجحيم عن
الصائمين من أمة محمد (ص) ، ويقول يا جبريل اهبط إلى الأرض فصفدْ مردة الشياطين ، وغلهم بالأغلال ثم اقذفهم في
لجج البحار حتى لا يفسدوا على أمة حبيبي محمد صيامهم .
ويقول الله تعالى في كل ليلة من رمضان ثلاث مرات ؛ هل من سائلٍ فأُعطيَهُ سُؤْلَه ؟ هل من تائبٍ فأتوبَ عليه ؟
هل من مستغفرٍ فأغفر له ؟ وإن لله تعالى في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد
استوجبوا العذاب ، فإذا كان يوم الجمعة وليلة الجمعة أعتق في كل ساعة منها ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا العذاب
فإذا كان في آخر يوم من شهر رمضان أعتق في ذلك اليوم بعدد من أعتق من أول الشهر إلى آخره ، فإذا كانت ليلة القدر يأمر الله
جبريل فيهبط في كبكبة من الملائكة إلى الأرض ومعه لواء أخضر فيركزه على ظهر الكعبة وله ستمائة جناح منهما جناحان لا ينشرهما
إلا في ليلة القدر ، فينشرهما فيجاوزان المشرق والمغرب فيبعث جبريل الملائكة في هذه الأمة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومُصَلٍّ وذاكرٍ
ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر نادى جبريل عليه السلام يا معشر الملائكة الرحيل الرحيل
فيقولون : يا جبريل ما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟
فيقول : إن الله تعالى نظر إليهم وعفا عنهم وغفر لهم ..إلا أربعة !! فقالوا : ومن هؤلاء الأربعة ؟ قال :
مدمن خمر ، وعاقٌ لوالديهِ ، وقاطعُ رحمٍ ، ومشَــاحِن )ــ أي المصارم الذي لايكلم أخاه فوق ثلاث ليال .
فإذا كانت ليلة الفطر : سميت تلك الليلة ( ليلة الجائزة )
فإذا كانت غداة الفطر يبعث الملائكة في كل البلاد فيهبطون إلى الأرض فيقومون على أفواه السِّكك فينادون بصوت يسمعه جميع ما خلق الله تعالى
إلا الجن والإنس ؛ فيقولون : يا أمة محمد اخرجوا إلى ربٍّ كريم يعطي الجزيل ويغفر الذنب العظيم
فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله جل جلال لملائكته : يا ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله ؟ فتقول الملائكة : إلهنا وسيدنا جزاؤه أن توفيه أجره
فيقول سبحانه وتعالى : أشهدكم يا ملائكتي أني جعلت ثوابهم في صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضائي ومغفرتي ، ويقول : ياعبادي سلوني فوعزَّتي
وجلالي لاتسألوني اليوم شيئا لدينكم ودنياكم إلا أعطيتكم إياه )
والله تعالى أعلى وأعظم وأعلم وأرحم وأحكم الحاكمين .
اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين .
==================
مصدر الحديث : كتاب ( تنبيه الغافلين ) و ( بستان العارفين )
للشيخ إبراهيم السمرقندي رضي الله عنه .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )