دافع عن الحيــاء ، و لا للوقاحة
دافع عن الحياء ولا للوقاحة !!
حَيَّاك الله : بمعنى عَمَّرك الله.ورد في الحديث: أَن الملائكة قالت لآدم، عليه السلام، حَيَّاك الله وبَيَّاك بمعنى :أبقاك وعمَّرَك الله
وفي اللغة العربية : لفظة (الوقاحة)
معناها : في المعاجم (رجل وَقِيحُ الوجه ووَقاحُه: صُلْبُ الوجهِ قليل الحياء، والأُنثى وَقاحٌ)
يقول الزمخشري : الوجه ذو الوقاحة يفيءُ على صاحبه الأنفال ،
ويفتح له الأقفال ، ويلقطه الأرطاب ، ويلقمه ما استطاب ، وكل
وجهٍ حَيِيْ ذو لسانٍ عَيِيّ ، بكيء الضرع ، يشبعُ غيره وهو طيان
ويعطش هو وصاحبه ريان ) )
ولما قرأ الشاعر على الجندي مدح الزمخشري للصفاقة والوقاحة
قال قصيدة في تمني هذه الصفة (على سبيل السخرية)بعنوان: )
ليتني كنتُ صفيقا
ليتني كنت قد خلقتُ صفيقا = في زمان بالذم أمسى خليقا
سر تعسي وخيبتي وشقائي = أنني حاملٌ مُحَيَّا رقــــــــيقا
أستحي أن أُرى منقادالمخـــلوق ولو بت في المآسي غريقا
يا أخي ليس بالفضيلة يعلو المرءُ أو يبلغ المكان السحيقـــا
قد رأينا بني الصفاقة ـ لا كانوا ـ برغم الغباء طاروا بروقا
وتملوا نعمى الحياة بلا سعيٍ وشقوا إلى المعالي الطريقـا
وترقوا في سُلمِ المجد من غير عناءٍ وصافحوا العيوقا ..( نجم أحمر) )
يقطعون الأعمار لا شغل يعنيهم ولا هم يلقون في الرزق ضيقا
بين يوم كأنه حلب الكرم = وليل كأنه الموسيــــــــــقا
وبنو النبل والكرامة والعزة بالجد لم ينالوا الحقوقــــا
ليت شعري هل من مُحيا صفيقٍ = أشتريه فاشتري التوفيقا ؟!!
لا وربي لا أشتري بحياتي = خلقا لا أراه إلا فسوقا
أيكون الشريف غير شريف = أيصير الأبِيُّ رقا رقيقا ؟!!
أين ديني القويم إن أنا من ديني وملتي مرقتُ مروقا ؟!!
أين عقلي الحكيم إن رحتُ معتاضا من اللؤلؤ النفيس عقيقا ؟!!
وزئير الهزبر ليس عواء = وصياحُ الهزار ليس نعيقا
كنْ حيِيّا و لا تتمنى الصفاقة يوما
قد رأينا بني الصفاقة ـ لا كانوا ـ برغم الغباء طاروا بروقا
وتملوا نعمى الحياة بلا سعيٍ وشقوا إلى المعالي الطــــريقـا
وإذا علمت أن زماننا يمتليءُ بهذه الفئة ( الوقحة ) التي ( ترتقي ) وترتفع بلا حياء وبدون وجه حق أو وسيلة صحيحة
فهل تعجبك وتعمل مثلها ؟
يرد الشاعر على الجندي في قصيدته على ذلك بقوله: و
لا وربي لا أشتري بحياتي = خلقا لا أراه إلا فـــسوقا
أيكون الشريف غير شريف = أيصير الأبِيُّ رقا رقيقا ؟
أين ديني القويم إن أنا من ديني وملتي مرقتُ مـــروقا ؟
فأي الفريقين تؤيد بالله عليك ؟
سمعت يوما شاعرا يقول في الفئة الأولى:
ما طار طيرٌ وارتفعْ = إلا كما طار وقعْ
وأنا مع ما منحني الله به من مقدرة ومهارة وذكاء وصحة
ورضا برزقي لا أتطلع بعد كل هذه النعم من المنعم سبحانه وتعالى الذي يقسم الأرزاق والمناصب بحكمته
أي مع الفريق الثاني في أبيات الشاعر على الجندي ،
لأنه عند وصف الأولى إنما كان يسخر منهم
ويمدحهم في صورة ذم
ومن عدم الوقاحة في السلوك أن تسهم معي بما يسري عن النفوس المؤمنة بالكلمة الطيبة اللينة المزينة بمكارم الأخلاق
التي يدعو إليها كل دين سماوي ،بعث به الله رسله عليهم الصلاة والسلام ، لينشروا تلك القيم السامية الرفيعة ، وينفروا الناس وينهونهم عن عكسها بأقوالهم وأفعالهم وسلكوهم القدوة للاحتذاء بهم
ساعدني أخي وأختي ، وابني وابنتي ، وأستاذي ومن لديك قيم تنصحني بها هنا ؛بصورة معبرة بدون تعليق ،أو كلمة طيبة تريح نفسي الحائرة في أصحاب قيم السوء.
لماذا يصرون على وقاحتهم ، ألا يدركون أن الدنيا فانية ؟!، وأننا جميعا نودعها إلى يوم اللقاء الأعظم للحساب الأعدل والأحكم والحق أمام رب العالمين يوم يتناول كل إنسان كتابه ، وأدعو الله أن نكون من أصحاب اليمين الذين يقرأون كتابهم بفرح وسرور
ويواجهون الخلق بعملهم الذي خلد ذكراهم في الدنيا وأسعدهم ثواب الله به في الأخرة ،
ولا نكون من أصحاب الشمال وما ينتظرهم من عقاب عادل يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ، والأمر يومئذ لله.
تعليقات