الأسماء ومعانيها ( الحلقة الأولى )
من العجيب أن يتسمَّى الرجل والمرأة بمسميات تدل على صفات في المسمى بها الحيوان والطير والزورع والحشرات والهوام والأشياء الجامدة وغيرها
ومن ذلك ما أطلق على أمير المؤمنين الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الفيديو الذي عرضناه في أول المجموعة الأولى من موضوعنا من أمه
حَيْدَرَة ، وهذا اللقب جاء في اللغة العربية من أسماء الأسد للدلالة على الشجاعة والإقدام بعيدا عن صفات الجبن والخور أي الضعف والإدبار في الشدائد وكماسُمِّيَ أسامة بن زيد باسم آخر من أسماء الأسد وهو أسامة سُمِّيَ غيره باسم الضرغام ليشير أيضا إلى نفس الصفة وهي القوة والجرأة والشجاعة ويطلق الضرغامة على المرأة كذلك
2- ومن الذين تسمَّوْا بمسميات من الزرع للرجل والأنثى ( ثمامة والجمع الثُّمام وهو شجر ضعيف من النبات له خوص كورق النخل والمقل والنارجيل وما شاكلها ، واسم الرجل الحقيقي هو عبيد بن الأبرص بن عوف بن جشم الأسدي من مضر أبو زياد وكان شاعرا من دهاة الجاهلية وحكمائها وهو أحد أصحاب المجمهرات المعدودة من القصائد الشعرية وهي طبقة ثانية بعد المعلقات وقد عاصر امرأ القيس وله معه مناظرات ومناقضات وعمَّر طويلا حتى قتله النعمان ابن المنذر عندما وفد عليه في يوم نحسه وبؤسه ، وقد قال الشاعر عن الثمامة في شعره هذين البيتين :
عَيُّوا بأمرهم كما *** عيَّتْ ببيضتيها الحمامه
جعلت لها عودين مِن *** نَشَمٍ ، وآخر من ثمــامه
والنَّشم شجر كانت تتخذ منه القِسِيّ وواحدنه نشمة
3- ومن الزروع التي أطلقت أسماؤها على الإنسان بقلة تسمى حمزة ، وقد ذكرها ابن قتيبة في كناب المعرفة ص 60 حيث قال : حدثني زيد بن أخرم الطائي قال : حدثنا أبو داود عن شعبة عن جابر عن أبي نضرة عن أنس ين مالك رضي الله عته قال : كَنَّاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقلة كنتُ أجتنيها أي أقتطعها من الزرع وكان يكنى أبا حمزة ، وقد ذكر هذا أيضا في كتاب غريب الحديث ببيان أكثر
4-واسم يعقوب كني باسم طير يسمى اليعقوب أو ذكر الحجل واسم الرجل أعجمي وافق اسم العربي إلا أنه لا ينصرف أي لاينوَّن بضمتين أو فتحتين أو
كسرتين نحو يربوع ويعسوب وهو غير مختلف في صرفه إذا كان معرفة
5- ومن الهوام الصغيرة الذَّر ومفرده ذرة ومنه تسمى الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري رضي الله عنه والذر أصغر من النملة قال الله عز وجل ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) في سورة الزلزلة آيه 7 أي وزن ذرة فكانت كنيته أبا ذرٍّ
6- الأرقم وجمعها الأراقم وهي حيات من الزواحف وواحدها أرقم لها أعين بارزة مميزة يخشلها الناظر إليها وكأنها تنشر السم على ناظريها
وقد تسمى بها صحابي كريم رضي الله عنه قال ابن إسحاق: “.. كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا ذهبوا في الشعاب، فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينما سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه- في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شِعب من شعاب مكة، إذ ظهر عليه نفر من المشركين وهم يصلون، فناكروهم، وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم، فضرب سعد بن أبي وقاص يومئذ رجلاً من المشركين فشجه، فكان أول دم أهريق في الإسلام” بعد هذه المواجهة التي حدثت بين سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ـ وقريش اتخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم مقرا سريا لدعوته، للحفاظ على أصحابه وتربيتهم وإعدادهم وكان الأرقم بن أبي الأرقم: القرشي صحابي جليل من السابقين إلى الإسلام أسلم بمكة، وكان اسمه عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم يكنى أبا عبد الله. وكان سابع سبعة في الإسلام، وهو الذي استخفى رسول اللـه صلى الله عليه وسلم- في داره والمسلمون معه، فكانت داره أول دار للدعوة إلى الإسلام. شهد الأرقم بن أبي الأرقم بدراً وأحُداً والمشاهد كلها. توفي الأرقم بالمدينة وصلى عليه سعد بن أبي وقاص، عن عمر يناهز بضعاً وثمانين سنة
7- ومن أسماء الهوام التي أطلقت على الأسماء الفرعة والفريعة تصغيرها ومعناها القَمْلَة الصغيرة وممن تسموا به حسَان بن الفُرَِيْعَة وذكر محمد بن اسحق بن يسار المطلبي بالولاء المدني وهو من أقدم مؤرخي العرب من أهل المدينة له كتاب السيرة النبوية وقد زار الإسكندرية سنة 119 هجرية ، ثم سكن بغداد بالعراق ومات بها وهو الصحابي المعروف حسان بن ثابت رضي الله عنه الأنصاري شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم
8- عامر بن فُهَيرَِة : ومعنى فهيرة وهي تصغير فِهر وهي كلمة مؤنثة ومعناها الحجر وكان عامر مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وكان مولى عند الطفيل بن الحارث أخي السيدة عائشة لأمها أم رومان وأسلم عامر وكان ممن عذبوا لعبادتهم الله فاشتراه أبو بكر وأعتقه وكان عامر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر للمدينة المنورة يخدمه وشهد معه بدرا ويوم بئر معونة واستشهد فيه رحمه الله
9- أما عامر بن ضبارة الغطفاني ثم المري أبو الهيذام قائد من الفرسان الشجعان انتدبه مروان بن محمد لقتال شيبان الخارجي ثم وجهه ابن هبيرة بخمسين ألفا لقتال قحطبة بن شبيب فنزل بأصبهان فقاتله قحطبة بعشرين ألفا فتقهقر جيش عامر وثبت في عدد قليل حتى قتل سنة 251
كما ذكر ابن تيمية في باب أصول أسماء الناس
10- أما عبد الله بن عمربن الخطاب العدوي أبو عبد الرحمن فهو صحابي نشأ في الإسلام وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مع أبيه وشهد فتح مكة وكان مولده ووفاته فيها فقد ظل يفتي الناس في الإسلام ستين ستة وهو آخر من توفي من الصحابة بمكة المكرمة رضي الله عنه .
ونستكمل بالمجموعة الثانية إن شاء في الحلقة القادمة لهذا الموضوع الشائق .
تعليقات