الأسماء ومعانيها ( الحلقة الخامسة )

وبعد أن قرأنا في الحلقات الأربع السابقة عن واحة الأسماء في العربية، والمسميات المتعددة في أسماء البشر منذ خلق آدم عليه السلام وحواء زوجته رضي الله عنهما ، وفي العصور المختلقة بعدها من عهود الأنبياء والملوك ولخالدين بالذكر من العلماء والمشاهير بالأخلاق الحسنة والعلم النافع للبشرية من الإنسانية في كل مكان، وعرفنا معنى المسميات بها في معاجم لغتنا العربيةالفسيحة، والبيان الموضح لمعانيها المقصودة ، وعلمنا ما فيها من صفات محمودة أو مرذولة غير مستحبة ، في الإفراد ذكورا وإناثا ، أو العائلات وألقابها العجيبة كالتي نسمعها في أماكن كثيرة ونقرأ عنها كعائلة الثور وعائلة أبي جاموس أو عائلة الجحش وغيرها ، وقد وضحنا أنه قد تكون هناك أعذار مقنعة عند أصحابها أو من تسموا بها في نظر من اختار لهم مثل تلك المسميات الغريبة؛ ولنضرب لهؤلاء ممن ذكرتهم في إحدى الحلقات من الأب الذي أسمى ولده مرعبا وكان هو يسمى عبد القوي من صعيد مصر أبو تشت؛ قال : إنني من عائلة طيبة لا تحب العداوة بينها وبين غيرها من الناس ، ورزقني الله بذرية كثيرة من البنات ، ولما كبرت في العمر وجاوزت الأربعين لحقنا أذى من بعض الشباب لبناتي ، فدعوت الله أن يرزقني بمولود ذكرا بقف خلفهم مدافعا عنهن بعد موتي فاخترت لابني الوحبد عليهم اسما رجوت الله أن يدفع عن أخواته المعاكسات والمضايقات من أصحاب الأخلاق السيئة في زماننا هذا، وهو صغير بأن يخاف منه أقرانه من الأولاد ،حتى في معاملتهم معه هو ليحميه الله من شرورهم وكان ضعيفا هزيل الجسم . وغير تلك الأسباب ونرجو أن نتعامل مع الآخرين لا بأسمائهم وسوء ما تدل عليه من معان قد ينتقدها أصحاب معرفة اللغة العربية، وما تدل عليه مدلولاتها اللغوية؛ بل بصفاتِ مَنْ يحملُ تلك الأسماء من مكارم الأخلاق المحمودة في البشر وفي منهج الإسلام والأديان السماوية لدى الأنبياء والمرسلين . ونختتم هذه الحلقات بأفضل الأسماء كما وعدتكم في هذه المساهمة في ختام الموضوع المتواضع ،فكلنا عبيد لله نعبده ونطيعه، فيما يرضيه عن فطرتنا الجملية الرفيعة التي خلفنا عليها في جوهر خلفه لآدم وهذا لا يمنع أن يكون أيضا في الشكل والمظهر، والاسم الذي يدل على المسمى حتى من خلال موافقته للمعنى الحسن فهذا خير وبركة فالله هو الكامل ودينه وفد أكمله أما نعمته فقد أتمها علينا وتمام النعمة فيه زيادة لمن يشاء من عباده دون الكمال الإلهي ، وكلنا نعلم أن لله تعالى تسعا وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة، والمقصود بمن أحصاها من تحلى بشيء منها في أخلاقه العملية وتعاملاته مع الإنسانية جمعاء ، وكثير من الناس قد وعى ذلك وفهمه وتيقته ورغب فيه فسمى أولاده أو تسمى هو به عن طريق أبويه ، واستطيع أن أجزم أن أغلبنا له من أصدقائه أو أقاربه من يسمى بعبد الله ، أو عبدالرحمن ،أو عبد الرحيم .... أو بمثلها من أسماء الله الحسنى. الأمر الآخر أسماء من اصطفاهم الله تعالى لرسالاته السماوية من الرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم جميعا، أو مما اشتق منها نحو / محمد وحامد ومحمود وحمَّاد ومحمدين وأحمد وحمودة وحماده ونحمده وأبو القاسم ،وللإناث حمدية ، حمدانة وسعدية ورشدية، وإطلاق أسماء الأنبياء كآدم ونوح وهود وإسماعيل وإبراهيم وموسى وهارون وإلياس ويونس وعبده ( والضمير يعود إلى الله تعالى المعبود بحق دون سواه ) واالله أعلم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )