القرآن الكريم . كيف نزل ؟ ولماذا نزل منجما؟
إن لله رجالا يختصهم الله بمحبة قرآنه هم أهل الله وخاصته:
تعددت أقوال العلماء من فقهاء الدين الإسلامي حول كيفية نزول الفرقان ( القرآن الكريم ) ماأوله ؟ وما آخره ؟، ومتي نزل ؟ ولماذا نزل على فترات منجما ؟ وكان كل منهم له أسانيده التي يحتج بدلائلها على صحة رأيه عن رواة الحديث الشريف هم النبي صلى الله عليه وسلم.
والمشهور الأصح من هذه الأقوال أن القرآن العظيم كما جاء عن حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه الدي قال : نزل القرآن إلى سماء الدنيا جملة واحدة في ليلة القدر بنص كلام الحق سبحانه وتعالى في سورة القدر : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ...) وكان أول مانزل من القرآن قوله تعالى على لسان جبريل عليه السلام حين طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يتعبد في غار حراء على دين سيدنا إبراهيم عليه السلام :( اقرأ باسم ربك الدي خلق ... وكررها ثلاثا حتى قال : اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم يالقلم علم الإمسان ما لم يعلم ...)..
ثم نزل القرآن بعد ذلك منجما في مدة إقامته بمكة بعد البعثة ؛ وكان بمواقع النجوم ينزله الله على رسوله بعضه عقب يعض ، وقرأ ابن عياس (...ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ) آية 33 من سورة الفرقان ... ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مُكثٍ ونزلناه تنزيلا .) آية 106من الإسراء ؛ وكان القرآن ينزل بحسب الأحوال ينزل به جبريل بأمر الله على النبي صلى الله عليه وسلم بجواب كلام العباد وأعمالهم من بيت العزة في السماء الدنيا خلال فترة اختلفت في تحديد زمنها آراء الفقهاء من عشرين إلى خمس وعشرين سنة .
وكان آخر القرآن عهدا بالعرش آية 3 من سورة المائدة (.... اليومَ أكملت لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا .
ذكر ذلك الماوردي ووافقه ابن شهاب والحليمي من العلماء ،وقول ابن عباس هو أصح ما قيل في كيفية نزول القرآن كما قال : ابن حجر العسقلاني في شرح صحيح البحاري.
الحكمة في إنزال القرآن مفرقا يعلمها الله تعالى وهذا أدعى إلى قبوله أي إذا نزل على التدريج بخلاف ما لو نزل جملة واحدة فإنه كان ينفرُ من قبوله كثير من الناس لكثرة ما فيه من الفرائض والنواهي والأوامر ؛ قالت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها :( إنما نزل أول مانزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام تزل الحلال والحرام ، ولو نزل أول شيءٍ : لاتشربوا الخمر لقالوا : لا ندعُ الخمرَ أبدا .، ولو نزل لا تزنوا .لقالوا : لاندع الزنا أبدا .)
واستنتج العلماء المتخصصون بعدما عطفوا على الأحاديث النبوية الصحيحة ، وأقوال الصحابة من حفظة القرآن الكريم وغيرها أن القرآن كان ينزل لحسب الحاجة خمس آيات ، وعشر آيات ، وأكثر أو أقل ؛ فقد صحَّ نزول عشر آيات في قصة حادثة الإفك جملة واحدة ؛ وعشر آيات جملة واحدة من أول سورة (المؤمنون) كما أنه صح نزول جزء من الآية مرة واحدة ثم أكملت الآية بعد وقت من الزمن مثل : ( .....غير أولي الضرر ) وهي بعض آية رقم 95 من سورة النساء ؛ وكذلك بعض آية 27 من سورة التوبة وحدها ( ... وإن خفتم عيلةً فسوف يغنيكم الله من فضلة على من شاء).... ثم أكملت الآية بعد ذلك في نزول جديد بقوله تعالى .( والله غفور رحيم
. والله أعلى أعلم بمراده
تعليقات