حرف الباء واستخداماته / لغة عربية

تعريف حرف الباء : هو الحرف الثاني من الأبجدية العربية وهو من الحروف الشفوية المجهورة ؛ لأن مخرجها بين الشفتين ، لأن الشفتين لا تعمل إلا في الأحرف التالية : الباء ــ الفاء ــ الميم ، وقد أطلق عليها الخليل بن أحمد الفراهيدي ـ الحرُوف الذُّّلْقُ الشفوية وذكرها قائلا : الراء ، الميم ، والنون ، والفاء ، والباء ، واللام .... وجمعها في عبارة ــ رُبَّ مَنْ لَفّ ـ وتنطق من طرف اللسان ، وكَثُرَتْ هذه الأحرف ومنها الباء في أَبْنِية الكلام في اللغة العربية ..... فليس شيءٌ من بناء الفعل الخماسي التام يَعَرّى من أحد تلك الأحرف ، أو من بعضها ، فإذا ورد عليك فعلا خماسيا معرى منها فاعلم أنه مُوَلَّدٌ أي غير عربي ، وليس من كلام العرب .... والأفعال الرباعية المنبسطة فجمهور العلماء أو أكثرهم يرى أنه لا يخلو من تلك الحروف إلا في كلمات قليلة مثل :مِنْ عشر ..... . * ***2/ تأتي للاستعانة كقولك :ضَرَبْتُ بالسيفِ ، وكتبت بالقلم ؛أي استعنت بهما في العمل ... ***3/ وتكون الباء للإضافة نحو قولك مررتُ بزيدٍ .. ***4/ وتكون الباء كذلك للقسَمِ كقولك : بالله لأفعلنَّ كذا ؛ قال تعالى : أولَمْ يرو أن الله الذي خلق السموات والأرضَ ، ولم يَعِيَ بِخَلْقِهِنَّ بقادرٍ ؛ فهي تدل على القدرة التامة لله . ***5/ وتأتي في التسمية ـ باسم الله ـ للملابسة بمعنى الابتداء يعني : أبتدىْ باسم الله ***6/ تأتي بمعنى المصاحبة للشيء مثل حديث ابن عمر رضي الله عنه أنه قال : رأيتُه يشتد بين الهدفين بقميصٍ ، فإذا أصاب خِصْلَةٍ يقول : أنا بها ... أي بصاحبها ، أنا صاحبها ، وفي حديث سلمة بن صخرٍ أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أن رجلا ظاهر امرأته ثم وقع عليها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : لعلَّكَ بذلك يا سلمة؟! فقال نعم أنا بذلك ... أي لعلك صاحب الأمر والباءُ متعلقة بمحذوف تقديره لعل المبتلى بذلك ، وفي حديث الجمعة : من توضأ فبها ونعمتْ يعني أي فبالرخصة أخذَ ....لأن السنة في الجمعة الغُسل أو الاغتسال فأضمر العبارة .... قال الجوهري : والباء من عوامل الجر وتختص بالدخول على الأسماء وهي لإلصاق الفعل بالمفعول به .. *** 7/ تأتي الباء للاتباس والمخالطة نحو قوله تعالى : فسَبِّح باسم ربك فالباء هنا للالتباس فجعل طلب التسبيح مختلطا ومتلبسا بحمد .. ومنه قوله : تَنْبُتُ بالدهن أي مختلطة ومتلبسة به ... ***8/ تأتي الباء بمعنى مَعَ للتعدية متل : اذهب به أي خذه معك في الذهاب كأنه قال : سَبِّحْ ربَّك مع حمدك إياهُ .... وكقول الشاعر العربي : لَمَّا رآني بالسلاح هَرب ... والمعنى والسلاح معي أو صاحب السلاح ...... فهي تَرِدُ حرفا من حروف الجر بمعنى ( الإلصاق بما ذكر قبلها من اسم أو فعل نحو : أَمْسَكْتُ بِزَيدٍ أي التصقت به . ***9/ تأتي الباء بمعنى عن كقوله تعالى : سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ أي عن عذاب واقع !!... ***10/ تأتي الباء بمعنى ـ فِي ـ كقوله تعالى : فستُبْصِرُ ويُبصِرون بِأيِّكم المفتون ؛أي في ....وكذلك ما ذكره الفراء في قول الله تعالى : وكفى بالله شهيدا ؛:دخلت الباء للمبالغة في المدح والدلالة على قصد السبيل ، ومنه ــ ناهيكَ بِأخينا ، وحسبك بصديقنا ـ ولو أسقطت الباء من آية ( كفى بالله شهيدا فقلنا : كفى اللهُ شهيدا..... فموضع الباء ترفع لفظ الجلالة بعدها ، والنصب في شهيدا على الحال ...وكذلك فاسألْ بِهِ خبيرا ؛ أي سَلْ عنه خبيراً يخبرك .... =========================================================================================== المصدر :معجم لسان العرب الجزء الأول ( بتصرف وإيجاز ) والله أعلم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )