كنتُ
كُنْتُ بُرْعُمًا تتدفَّقُ في شراييني ينابيعُ حياة تملأُ الضحكةُ فمي , وأغاريدَ الصباحْ زَيَّنَتْنِي يدٌ رحيمةٌ ؛ مَشَّطَتْ بِحبٍ شَعْري قبَّلتْ وجْنَتِي طَرَبًا كَهَمْسَاتِ النَّسيمْ اغترفْتُ من كأسِها الحُلْوٍِ أصنافَ النعيمْ لَمْ أدْرِِ أنَّها يوما ستغدو ؛ مع هَبِّ الريَاحْ حين سَمَا سَاقِي غَضًّا في بساتين الزهورْ كنتُ أشُمُّ عِطْرَ الورد حولي عبيرًا وانشراحْ في طريقِ النُّورِ والأحلامِ تَوَاثَبْتُ لاأحْمِلُ هَمًًّا تَسَلَّلَتْ نَحْوَ جِزْعِي ذِئَابٌ مِنْ أدْنَى الفُرُوعْ كسيقانٍ نبتَتْ من أرضِ الشُّقُوقِ أو الصُّدُوعْ راحتْ تداعِبُنِي وتلْتَفُّ بلمساتٍ خَفِيَّة كشواربِ الصَّرصُورِ تَبْحَثُ عن ضَحِيَّة حَيْثُ كانتْ أشْوَاكِي ما زالتْ طَرِيَّة لاتعرفُ الصَّدَّ ولا الدِّفَاعَ أمامَ اللَّوْلَبيَّة غابتْ عن أعينِ البستانِيِّ أحابيلُ الغرامْ خِفْتُ ساعتها منَ الرِّيحِ العَتيّة والرُّوحُ تَهْفُو للتَّفَتُحِ في بهاءٍ ورَوِيَّة آه ما أقسى اقتطافَ الوردةَ الأمَّ الحَنُونْ ! كَمْ حَمَانِي نُصْحُهَا قَبْلَ اخْتِطَافِ يَدُ المَنُونْ غابَ الشَّذَى الفَوَّاحُ فَظَلَلْتُ مُغْمَضَ