كنتُ
كُنْتُ
بُرْعُمًا تتدفَّقُ في شراييني ينابيعُ حياة
تملأُ الضحكةُ فمي , وأغاريدَ الصباحْ
زَيَّنَتْنِي يدٌ رحيمةٌ ؛ مَشَّطَتْ بِحبٍ شَعْري
قبَّلتْ وجْنَتِي طَرَبًا كَهَمْسَاتِ النَّسيمْ
اغترفْتُ من كأسِها الحُلْوٍِ أصنافَ النعيمْ
لَمْ أدْرِِ أنَّها يوما ستغدو ؛ مع هَبِّ الريَاحْ
حين سَمَا سَاقِي غَضًّا في بساتين الزهورْ
كنتُ أشُمُّ عِطْرَ الورد حولي عبيرًا وانشراحْ
في طريقِ النُّورِ والأحلامِ تَوَاثَبْتُ لاأحْمِلُ هَمًًّا
تَسَلَّلَتْ نَحْوَ جِزْعِي ذِئَابٌ مِنْ أدْنَى الفُرُوعْ
كسيقانٍ نبتَتْ من أرضِ الشُّقُوقِ أو الصُّدُوعْ
راحتْ تداعِبُنِي وتلْتَفُّ بلمساتٍ خَفِيَّة
كشواربِ الصَّرصُورِ تَبْحَثُ عن ضَحِيَّة
حَيْثُ كانتْ أشْوَاكِي ما زالتْ طَرِيَّة
لاتعرفُ الصَّدَّ ولا الدِّفَاعَ أمامَ اللَّوْلَبيَّة
غابتْ عن أعينِ البستانِيِّ أحابيلُ الغرامْ
خِفْتُ ساعتها منَ الرِّيحِ العَتيّة
والرُّوحُ تَهْفُو للتَّفَتُحِ في بهاءٍ ورَوِيَّة
كسيقانٍ نبتَتْ من أرضِ الشُّقُوقِ أو الصُّدُوعْ
راحتْ تداعِبُنِي وتلْتَفُّ بلمساتٍ خَفِيَّة
كشواربِ الصَّرصُورِ تَبْحَثُ عن ضَحِيَّة
حَيْثُ كانتْ أشْوَاكِي ما زالتْ طَرِيَّة
لاتعرفُ الصَّدَّ ولا الدِّفَاعَ أمامَ اللَّوْلَبيَّة
غابتْ عن أعينِ البستانِيِّ أحابيلُ الغرامْ
خِفْتُ ساعتها منَ الرِّيحِ العَتيّة
والرُّوحُ تَهْفُو للتَّفَتُحِ في بهاءٍ ورَوِيَّة
آه ما أقسى اقتطافَ الوردةَ الأمَّ الحَنُونْ !
كَمْ حَمَانِي نُصْحُهَا قَبْلَ اخْتِطَافِ يَدُ المَنُونْ
غابَ الشَّذَى الفَوَّاحُ فَظَلَلْتُ مُغْمَضَةُ العُيونْ
والعندليبُ يشدُو باعثًا في ثَنَايَايَ الأمَلْ
رُغْمَ الأسَى الذي يحويهِ مِنْ ألمِ الشُّجُونْ
شاهدْتُهُ يَرْنُو َ وكأنَّهُ بَحْرٌ يَجِفُّ مِنَ الحَنِينْ
مُسْتَغْرِبًا كيفَ الورودُ تَغََِيبُ في جوفِ السنينْ
وأنا البُرْعُمَةُ الصغيرةُ في الرياضِ بِلَا مُعِينْ
وَغَزَتْ ذِئَابُ الإنْسِ تَنْهَشُ في قلبِ الدِّيَارْ
وَعُوَاءُ رَغْبَتِهَا الجَمُوحِ أفزعَ الحَامي فَطَارْ
وَتَرَبَّعَتْ رِيحُ الشُّرُورِ تَحُوطُنِي شُهُبًا وَنَارْ
سالتْ دِمَائِي عُنْوَةً مِنْ هَتْكِ أَوْغَادٍ شِرَارْ
قَطَفُوا بَرَاعِمَ الأحْلامِ في عِزِّ النِّهَارْ
فَصَرَخْتُ ياغوثاهُ مِنْ هَذَا الدَّمَارْ
فَتَلَقَّفَتْ عَيْنُ العَدَالَةِ صَرْخَتِي
وَاقْتَادَهُمْ في القَيْدِ نَحْوَ الشَّنْقِ
حُكْمُ العَادِلِ القَهَّارْ
قَدْ كُنْتُ أَحْلَمُ أنْ أكونَ وُرَيْدَةً
تَسْتَظِلُّ بِأَمْنِهَا في بَيْتِهَا
وَيَحْفَظُهَا الكِبَارْ .
تعليقات