لماذا الاستفهام في البلاغة ؟!!
نستفهم لنطلب المعرفة عن سؤال حقيقي لانعرف إجابته.
كما يطرق الباب طارقٌ ، فنرد من الداخل منْ الطارق؟ فيجيبنا أنا فلان فنعرفه أو نطلب المزيد من التعريف به .
وهذا ما يسمى الاستفهام الحقيقي.
ولكن في علم المعاني ؛ فرع البلاغة العربية ، يخرج الاستفهام عن معناه الأصلي ليؤدي أغراضا كثيرة نحو :
( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟!!) والمعنى : ليس جزاء الإحسان إلا الإحسان .
وكما جاء في قول الشاعر البحتري :
هل الدهرُ إلا غَمْرَة وانجلاؤها = وشيكا وإلا ضيقةٌ وانفراجها
والمعنى ليس الدهر إلا هكذا ( شدة ثم فرج قريب)
( أتعبدون ما تنحتون ؟) فهذا استفهام إلهي انكاري على الكفار وعُبَّاد الأصنام . إنه مرفوض ومستنكر .
ونقول لمن يجحد فضل المحسن : ( أتسيءُ إلى منْ أحسنَ عليك ؟!) فأنت تنكر عليه هذا السلوك المرفوض.
وجاء في الشعر قول المتنبي الشاعر :
أتلتمسُ الأعداءُ بعد الذي رَاَتْ = قيامَ دليلٍ أو وضوحَ بيانِ؟!!
3- ونستفهم أيضا لنقرر خبرا جاء في السؤال أو الاستفهام البلاغي مثل :
قوله تعالى ( ألم نشرح لك صدرك؟) تقرير بشرح صدر الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
وقول الله تعالى على لسان فرعون عن موسى عليه السلام ( ألم نربِكَ فينا وليدا ؟!) يعني تقرير هذا الفعل
وهو تربية موسى عند فرعون وهو وليد صغير .
وقال جرير يمدح باستفهام تقريري :
ألستم خير منْ ركب المطايا = وأندى العالمين بطون راحِ ؟
وقول عنترة في الفخر بنفسه :
أضاعوني ، وأي فتى أضاعوا= ليوم كريهة وسداد ثغر ؟
5- ونستفهم للتحقير بأسلوب السؤال البلاغي التحقيري :
نحو قول الشاعر :
فدعْ الوعيدَ فما وعيدُك ضائري = أطنينُ أجنحةِ الذبابِ يضيرُ ؟!
وقول الآخر :
إلامَ الخُلْفُ بينكم إلاما = وهذي الضجةُ الكبرى علاما .؟
وقال الحجاج الثقفي لأهل العراق: ( ياأهل العراق ألمْ تنهكمُ المواعظُ ؟ ألم تزجرْكم الوقائع ؟) توبيخ وتقريع .
فيا عجبا للقلب كيف اعترافه = وللنفس لمَّا وُطِّنَتْ كيف ذلَّتِ ؟
وقول الشاعر أبي تمام :
ما للخطوب طغت عليَّ كأنها = جهلتْ بأن نداكَ بالمرصادِ؟!
( فهل إلى مردٍ من سبيل؟) والتمنى هو الرغبة في شيء مستحيل
وقوله ( فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا؟ ) يتمنون ذلك ولكن هيهات
يقول أبو العتاهية في مدح الخليفة الأمين العباسي :
فمن لي بالعين التي كنت مرةً = إليَّ بها في سالف الدهر تنظرُ؟
منْ لي بإنسان إذا أغضبته = وجهاتُ كان الحِلْمُ ردَّ جوابهِ ؟
وكقول مهيار الديلمي :
وأبي كسرى علاَ إيوانه= أين في الناس أب مثل أبي ؟
كقول صفوت الساعاتي :
حتى متى وإلى كمْ وعدكمُ = أما له أجلٌ قبل انقضا أجلي ؟
يادهرُ فيمَ فجعتني بجليلة = كانت خلاصةَ عُدَّتي وعتادي؟
إن كنتَ لمْ ترحمْ ضناي لبعدها = أفلا رحِمْتَ من الأسى أولادي؟
كما يطرق الباب طارقٌ ، فنرد من الداخل منْ الطارق؟ فيجيبنا أنا فلان فنعرفه أو نطلب المزيد من التعريف به .
وهذا ما يسمى الاستفهام الحقيقي.
ولكن في علم المعاني ؛ فرع البلاغة العربية ، يخرج الاستفهام عن معناه الأصلي ليؤدي أغراضا كثيرة نحو :
1- نستفهم لننفي الخبر في السؤال
مثل قوله تعالى :( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟!!) والمعنى : ليس جزاء الإحسان إلا الإحسان .
وكما جاء في قول الشاعر البحتري :
هل الدهرُ إلا غَمْرَة وانجلاؤها = وشيكا وإلا ضيقةٌ وانفراجها
والمعنى ليس الدهر إلا هكذا ( شدة ثم فرج قريب)
2- ونستفهم عندما نريد أن ننكر الخبر الذي نسمعه في السؤال ، ونرفضه ،
كما قال تعالى مثلا :( أتعبدون ما تنحتون ؟) فهذا استفهام إلهي انكاري على الكفار وعُبَّاد الأصنام . إنه مرفوض ومستنكر .
ونقول لمن يجحد فضل المحسن : ( أتسيءُ إلى منْ أحسنَ عليك ؟!) فأنت تنكر عليه هذا السلوك المرفوض.
وجاء في الشعر قول المتنبي الشاعر :
أتلتمسُ الأعداءُ بعد الذي رَاَتْ = قيامَ دليلٍ أو وضوحَ بيانِ؟!!
3- ونستفهم أيضا لنقرر خبرا جاء في السؤال أو الاستفهام البلاغي مثل :
قوله تعالى ( ألم نشرح لك صدرك؟) تقرير بشرح صدر الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
وقول الله تعالى على لسان فرعون عن موسى عليه السلام ( ألم نربِكَ فينا وليدا ؟!) يعني تقرير هذا الفعل
وهو تربية موسى عند فرعون وهو وليد صغير .
وقال جرير يمدح باستفهام تقريري :
ألستم خير منْ ركب المطايا = وأندى العالمين بطون راحِ ؟
4- ويأتي الاستفهام كذلك للتعظيم :
كما جاء في قوله تعالى ( منْ ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ؟)وقول عنترة في الفخر بنفسه :
أضاعوني ، وأي فتى أضاعوا= ليوم كريهة وسداد ثغر ؟
5- ونستفهم للتحقير بأسلوب السؤال البلاغي التحقيري :
نحو قول الشاعر :
فدعْ الوعيدَ فما وعيدُك ضائري = أطنينُ أجنحةِ الذبابِ يضيرُ ؟!
6- ونستفهم كذلك لنوبخ ونقرع على فعل أو قول لما جاء في السؤال مثل
: حتى متى أنت في لهوٍ وفي لعبٍ= والموت نحوك يهوي فاغرا فاهُ ؟وقول الآخر :
إلامَ الخُلْفُ بينكم إلاما = وهذي الضجةُ الكبرى علاما .؟
وقال الحجاج الثقفي لأهل العراق: ( ياأهل العراق ألمْ تنهكمُ المواعظُ ؟ ألم تزجرْكم الوقائع ؟) توبيخ وتقريع .
7- ونستفهم من أجل التعجب البلاغي
كقول كثير عزة :فيا عجبا للقلب كيف اعترافه = وللنفس لمَّا وُطِّنَتْ كيف ذلَّتِ ؟
وقول الشاعر أبي تمام :
ما للخطوب طغت عليَّ كأنها = جهلتْ بأن نداكَ بالمرصادِ؟!
8- ويأتي الاستفهام لغرض التمني :
نستفهم لنتمنى ، قال تعالى على لسان الكفار يوم القيامة :( فهل إلى مردٍ من سبيل؟) والتمنى هو الرغبة في شيء مستحيل
وقوله ( فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا؟ ) يتمنون ذلك ولكن هيهات
يقول أبو العتاهية في مدح الخليفة الأمين العباسي :
فمن لي بالعين التي كنت مرةً = إليَّ بها في سالف الدهر تنظرُ؟
9- ونستفهم بغرض اسبتعاد ما جاء في السؤال مثل :
قول أبي تمام :منْ لي بإنسان إذا أغضبته = وجهاتُ كان الحِلْمُ ردَّ جوابهِ ؟
وكقول مهيار الديلمي :
وأبي كسرى علاَ إيوانه= أين في الناس أب مثل أبي ؟
10- ومن أغراض الاستفاهم أيضا الاستبطاء ؛
بمعنى التعبير عن تأخر الوارد في السؤال قولا أو فعلا .كقول صفوت الساعاتي :
حتى متى وإلى كمْ وعدكمُ = أما له أجلٌ قبل انقضا أجلي ؟
11- ويأتي الاستفهام للتحسر والندم :
قال البارودي في رثاء زوجته :يادهرُ فيمَ فجعتني بجليلة = كانت خلاصةَ عُدَّتي وعتادي؟
إن كنتَ لمْ ترحمْ ضناي لبعدها = أفلا رحِمْتَ من الأسى أولادي؟
وهناك أغراض أخرى كثيرة يبتدعها الأدباء في استفهاماتهم الأدبية البلاغية من الأمور المبتكرة في التطور البلاعي
في علم المعاني .
قال أبو العلاء المعري يفخر :
أفوق البدر يوضعُ لي مهادُ = أم الجوزاء تحت يدي وسادُ ؟
ومن هنا نعرف لماذا نلجأ إلى أسلوب الاستفهام في حديثنا أو كتابتنا .!!
تعليقات