المشاركات

نقد وتحليل لنص أدبي (2) قصة قصيرة

    الكذب الجميل ( قصة قصيرة ) للكاتب حسن الحسين   أجلس خلف مكتبي مصلوبا أما شاشة الكمبيوتر ..وينتشر حولي قطيع من الزملاء الموظفين أمثالي.. وقد ابتدعوا وسيلة لتمضية الوقت والتسلية البريئة .. إنها صرعة "الكذب الجميل ".. تلك الصرعة التي تفشت بين طاولاتنا ومصنفاتنا وأوراقنا وغدت مواطنة لها كامل الحقوق في الاقامة معنا.. لكني كنت خارج السرب لأنني جديد في القسم بينما بقية الزملاء تعتقوا هنا ولهم خدمة تقدر بعشرات السنين .. بدأت أحاول التأقلم معهم والانضمام اليهم فشاركتهم وجبات الفكاهة ومراسم ارتشاف القهوة السوداء في الصباح وتهاني المناسبات..إنما بقيت خارج حلقة الكذب فلم أؤيد أو أبارك أو أعترض على أي كذبة يرويها أحد منهم مع الوقت خشيت أن يتحاشاني زملائي كبعير أجرب فقررت أن أندس في طقوسهم وأدخل سوق "الكذب الجميل" أبيع وأشتري ولا أكتفي كعادتي بالفرجة على معروضات الحوانيت قلت لهم ذات صباح :   اسمعوا ياجماعة اللي صار معي يوم الجمعة توجهت نحوي رادارات عيونهم لالتقاط البث الحي لروايتي وتم توليف أسماعهم لموجتي بانصات خاشع..ماجعلني أتصدر في جلستي وأقول : -   دخلت إلى

نقد وتحليل لنص أدبي

صورة
الفيكس: نصوص للتحليل النقدي قصيدة للشاعر محمد الصاوي السيد حسين   من سيرة نبتة   ========= عِنْدِى كانتْ نبتةُ ظِل   خَضراءُ ولكنْ خُضْرَتُهَا ذُلّ   لو مَسَّتْها الشمس ُ كما تَفْعَلُ فى شجرِ الصَّفصَاف ..   تصفرُّ النَّبتةُ ،   تبْصِرُ فى الضُّوءِ الحانى   شبحَ القَتل   النَّبتةُ لو صافَحَها المطرُ   تَئِنُّ ، وتَصْرخُ من مسِّ   ندى اللَّيل .. تصرخُ : يُؤلِمُنِى الهَطل   أغلقُ شيشَ النَّافذةِ أنا دوما   حتى لا تجرحَها الشَّمسُ ( لاتجرحُها ) مضارع مرفوع بعد لا النافية   ولا صَخبُ الشَّارع ِ وأفكِّرُ لى فىِ حَل   ماذا لو تَنْفَتِحُ النَّافذةُ عليها   فيقوِّسُ ضوءُ الشَّمسِ الظَّهرَ   كَمَا قِطِّ أشْقَرَ، ويمُدُّ مَخَالِبَه ُ ؟!   يَنْكَسِرُ العُودُ السَّهْل   ماذا لو هَذِى النَّبْتَة ُ   وهى النَّاعِسةُ عَلَى أهدَابِ الغَفْلَة ِ   مِثْلَ رَذَاذةِ كُحْل مَاذا لَو يجلِدُها كُرباجُ غُبَار ٍ ؟! ..   مَاذا لو فى مطرِ شتاءٍ تَبتَل ؟!   و" الفَيْكَسُ " فى الشارعِ كلَّ صَبَاح ٍ   كان يُعَارِكُه الأولَاد ُ ..   فَيمِيسُ " الفيْكَسُ " ف

الابتكار والإبداع

أن تخرج عن نطاق النمط أو الأنماط التقليدية ( الروتينية ) الشائعة بين الآخرين بإنتاج متميز جديد فذلك هو الابتكار أو الإبداع ؛ لأنه حسن تصرف يبرزه الصانع أو الأديب المبدع في أدائه الابتكاري الذي لم يسبقه إليه غيره ؛ ولنضرب مثالا عمليا على ذلك : عندما يتمكن جندي في القوات المسلحة من ابتكار طريقة لتحلية مياه البحر المالحة في وحدته الدفاعية البعيدة عن مصادر الماء العذب  باستخدام ما لديه من إمكانات ـ كما لدى الأديب  من حروف وكلمات اللغة ـ بأن يقوم بتسخين ( موتور) دبابته ثم يكثف المياه المالحة ويستقبل قطرات الماء المكثف بواسطة خزان يرتبط بذلك ( الموتور ) لينتقل إلى عبوات (بلاستيكية ) لتبريده والشرب منه ؛ هنا يمنح  براءة اختراع لأنه جندي مبتكر مبدع حقق الغاية المستهدفة بأقل تكلفة وأقصر وقت وبأدنى جهد ممكن . وعملية الإبداع والابتكار فطرية في أنواع الذكاء الإنساني تختلف باختلاف القدرات والمواهب والثقافة والتفكير البنائي تحتم عليه كيف يتصرف وينمي أفكاره وخيالاته للارتقاء بها إلى أقصى جودة تبهر الآخرين لسبقه وتفرده  وعند متابعة ماتقول اللغة العربية عن أصل مادة ( الابتكار ) وهو : الباء والكا

مناظرة أدبية بين شاعر ولغوي

قال أبو علي الحاتمي :(كان أبو الطيب عند وروده مدينة السلام التحف رداء الكبر َ  .....وصعَّر خده وخُيِّل إليه أن العلم مقصور عليه ، وأن الشعر بحر لم يغترف نمير مائه غيره ..... حتى إذا تخيل أنه القريع الذي لا يقارع وساء المُعِزُّ الدولة ألا يكون في مملكته أحد يماثله في صناعته ويساويه في منزلته ، نهضتُ حينئذ متتبعا عواره ( عيوبه ) ومتعقبا آثاره ، ... ومقلما أظفاره .... وفي موقف من هذه المنازلات رأى أن يثني رأسه إليَّ  فوالله ما زادني على أن قال : _ أي شيء أخبرك ؟ قلت : أنا بخير إني لأسمع جعجعة ولا أرى طحنا ! فامتقع لونه وسقط في يده ، وجعل يلين في الاعتذار فقلت : ياهذا إن جاءك رجل شريف في نسبه تجاهلت نسبه ، أو عظيم في أدبه صغرت أدبه ، فهل العز تراث لك دون غيرك ؟ كلا والله إن عندي أشياء تختلج في صدري من شعرك أحب أن أراجعك فيها . قال المتنبي : وما هي ؟! قلت : خبرني عن قولك  فإن كان بعض الناس سيفا لدولة = ففي الناس بوقات لها وطبول أهكذا تمدح الملوك؟ وعن قولك : ولا منْ في جنازتها تجار = يكون وداعهم نفض النعال  أهكذا تؤبن أخوات الملوك ، والله لو كان هذا في أدنى عبيدها لكان قبيحا . و