ذكريات محفورة عن غزة
ذكريات مع أجمل فتيات في غزة .
===================
باديء ذي بدء ........... أبحث عنك غاليتي ........... وسط الآلام . وتحت الركام , في حي الهواعيوني مشدودة بحبال ذكرياتك الماضية , على قنوات الفضائيات كلها ,وكأني أنتظر بزوغ شمس طلعتك التي أعرفها وسط آلاف البشر منذ ارتسم محياك الجميل , وشعرك المجدول بضفيرتين . كأنهما ليل العشاق الناعم , وخصلتان من شعرك على جبهتك المضيئة , وعيناك تلمعان ببسمة رقيقة , تأخذ الألباب .
أذكرك يا بنت غزة من وراء أسلاك الحدود بين رفح المصرية , وأرض الكرامة والعزة ,
كنت يومها مجندا في القوات المسلحة قبيل حرب يونيو 1967 , وكنت أنت ترتدين جلبابا بدويا بسيطا مزركشا وفي وسط جيدك حزام أخضر جميل , وتعارفنا كأننا أهل وجيران , وسألتك عن اسمك .قلت : يافا ........................
كنت تضحكين بدلال وجمال وفتنة . وسألتيني عن اسمي وأجبتك .
ثم جريت وأنت بنت الخامسة عشرة , وراء غنيمات كنت تراقبينها وهي ترعى العشب الأخضر .وتكرر لقاؤنا من وراء الأسلاك , وعرفت أيضا أنك من حي الهوا في غزة . وأن هذه الأغنام والأرض يمتلكها أبوك سعيد . تاجر الأغنام .
وجاءت أحداث نكسة يونيو المريرة , وودعتك قبلها بأيام , وكنا قد تلاقينا في غزة عندما ذهبت ذات مرة الى هناك واشتريت بعض الأطباق الصينية لأمي قبل نزولي بأحدى الاجازات الشهرية .
وفرقتنا الأيام بعد الهزيمة والنكسة , لكن صورتك مازلت مازالت مرسومة في أجمل صفحات ذاكرتي .
وتزوجت وتمنيت أن يرزقني الله طفلة في مثل جمالك الفتان . وحكيت قصتك لزوجتي , ولم أعد أراك .
وعادت آلام سود كأيام نكسة يونيو الماضية , وهجم البرابرة اليهود الصهاينة على غزة الحبيبة , ورأيت غارتهم المتوحشة على حي الهوا ,فتجددت الذكريات , وأشرق وجهك المنحوت في أعماق ذاكرتي المطوية وكأنني أراك بكل ملامحك التي عرفتها , فتذكرتك ودعوت لك ولأهل غزة بالنصر ,وأخذت أبحث عنك وسط حطام المأساة في حي الهوا . لعلي ألمح صورتك وبسمتك الفاتنة .
لكن ياويحي ويا ألمي عندما وجدت كل الوجوه حزينة والدماء تسيل والأشلاء تتناثر وجثث القتلى من الأطفال والنساء والشهداء ملفوفة في أعلام فلسطين وفي الأكفان البيض .
وبكيت , ولعنت المجرمين الغاصبين القتلة ( جيش صهيون الغاشم ) وشاهدت الدمار في كل مكان .
فأقسمت أن أغرس في نفوس كل من أعرف من الصغار كراهية هذا العدو اللئيم(اسرائيل) ومحاربتهم ,
وحب أهل غزة وفلسطين حتى تقام دولتهم المستقلة ليولد فيها من جديد آلاف الصبايا الجميلات مثل يافا وجنين , وهوا وغزة وعزيزة وأحلى الأسماء وينعمون بالحرية والأمن والسلام . وقد تحررت الأرض من رجس اليهود . وعاد حي الهوا وأري فيه ذاكرتي الغائبة , وأزور بيت المقدس وأصلي في المسجد الأقصى الشريف .