في التطور النحوي بين الفصحى والعامية
يسترعي الانتباه ظاهرة ترك الإعراب :
فاللهجات العامية بعامة لاتراعي قواعد الإعراب , أو علاماته , فمن حيث الإعراب الصرفي لايمكن تمييز الفاعل عن المفعول .
على أن هناك أساسا آخر للتمييز : هو تركيب وترتيب الكلمات في الجملة وعلاقتها بعضها ببعض .
ودرات مناقشة حامية بين أنصار العامية والفصحى , هي هل ظاهرة الإعراب في اللغة العربية ظاهرة أصيلة أم ظاهرة مصطنعة ؟!
بمعنى أن بعض العلماء يرى : أن الإعراب ظاهرة صوتية , وليست نحوية اقتضاها انسجام الكلام ومواءمته صوتيا , وتعتارة أوضح
أن الإعراب في رأي هؤلاء لم يأت للتمييز بين الفاعل والمفعول ............الخ وإنما أتى لأن موسيقا الكلام وانسجامه الصوتي يقتضيان هذا الإعراب فهما يقتضيان الفتحة في موقف والضمة في موقف آخر والكسرة في موقف ثالث وهكذا .
وهذه المدرسة في النحو الحديث يقولون إن العامة من العرب في القديم كانوا ينطقون الكلام بلا إعراب , فإذا أراد متحذلق ما سواء
أكان شاعرا , أو ناثرا أن يؤلف كلماته تأليفا موسيقيا منسجما لجأ إلى حيلة الإعراب هذه , وأعطاها الأهمية وراعاها في كلامه .
ومهما يكن الأمر في صحة هذا الكلام أو عدم صحته فإنه ليس بالرأي الصائب عندنا .
وإنما نقول إن الإعراب كان ظاهرة نحوية أصيلة غيرأنه لم يكن يراعى من جميع المتكلمين , وإنما كان يراعيه الخاصة منهم , ومقتضى هذا الكلام أن اللغة العربية كانت ذات صور في القديم منها الصورة الفصيحة العالية , وكان يتبعها أولو الرأي وأولو القلم من الناس ,
وصورة أخرى عامة طبيعية يمشي على نهجها الرجل والمرأة العاديان في حياتهما العادية , في قضاء حاجاتهم في البيت والسوق والمتجر
وهكذا .
وسواء أقلنا بوجود الإعراب كظاهرة أصيلة , أم لم نقل بها . فالحقيقة تبقى موجودة وواضحة , وهو أن العامية قد تخلصت نهائيا من هذا الإعراب , سواء كان ظاهرة أصيلة أم غير أصيلة .!!!
ويلحق بالإعراب : لزوم المثنى الياء في اللهجة العامية , بعكس المعروف في اللغة الفصحى من حيث تخصيص حالة للرفع , وعلامتها
الألف , وحالة للنصب والجر وعلامتهما الياء , وقد يقال : إن لزوم الياء ليست ظاهرة جديدة في اللغة العربية إذ قد روي ذلك عن بعض
اللهجات القديمة , فنقول بالرغم من ورود هذا لم يعتبر في نظر النحويين القاعدة الأصلية في إعراب المثنى .
وعلى هذا فالنتيجة واضحة , وهو أن إعراب المثنى قد لحقه تطوير وتغير على يد العامية , ومثله ينطبق على جمع المذكر السالم حيث لزم الياء في اللهجة العامية على أنه يعرب بالواو في حالة الرفع في الفصحى وبالياء في حالتي النصب والجر .
وإذا تسائل متسائل كالسابق مقررا أن لزوم الجمع للياء كما تقول به العامية , قد ورد عن بعض القبائل العربية فنرد على هذا التساؤل
بمثل ما رددنا به على حالة المثنى السابقة وهو أن العلماء في اللغة العربية الفصحى لم يعتبروا هذه الحالة في لزوم جمع المذكر السالم للياء
صورة أصيلة في اللغة العربية الفصحى وعلى هذا تظل الحقيقة موجودة وهو أن تطورا ما قد حدث في إعراب جمع المذكر السالم .
ويلحق بهذا الباب لزوم الأسماء الخمسة للواو في العامية على عكس المعروف في الفصحى من إعراب هذه الأسماء بطرق مختلفة :
بالواو في الرفع وبالألف في النصب وبالياء في الجر , وإن سأل المتسائل نفس السؤال قلنا لقد عدها علماء العربية شذوذا في الإعراب .
وبالتالي فالنتيجة أنه حدث تطور في الأسماء الخمسة إعرابيا في اللهجة العامية .
فاللهجات العامية بعامة لاتراعي قواعد الإعراب , أو علاماته , فمن حيث الإعراب الصرفي لايمكن تمييز الفاعل عن المفعول .
على أن هناك أساسا آخر للتمييز : هو تركيب وترتيب الكلمات في الجملة وعلاقتها بعضها ببعض .
ودرات مناقشة حامية بين أنصار العامية والفصحى , هي هل ظاهرة الإعراب في اللغة العربية ظاهرة أصيلة أم ظاهرة مصطنعة ؟!
بمعنى أن بعض العلماء يرى : أن الإعراب ظاهرة صوتية , وليست نحوية اقتضاها انسجام الكلام ومواءمته صوتيا , وتعتارة أوضح
أن الإعراب في رأي هؤلاء لم يأت للتمييز بين الفاعل والمفعول ............الخ وإنما أتى لأن موسيقا الكلام وانسجامه الصوتي يقتضيان هذا الإعراب فهما يقتضيان الفتحة في موقف والضمة في موقف آخر والكسرة في موقف ثالث وهكذا .
وهذه المدرسة في النحو الحديث يقولون إن العامة من العرب في القديم كانوا ينطقون الكلام بلا إعراب , فإذا أراد متحذلق ما سواء
أكان شاعرا , أو ناثرا أن يؤلف كلماته تأليفا موسيقيا منسجما لجأ إلى حيلة الإعراب هذه , وأعطاها الأهمية وراعاها في كلامه .
ومهما يكن الأمر في صحة هذا الكلام أو عدم صحته فإنه ليس بالرأي الصائب عندنا .
وإنما نقول إن الإعراب كان ظاهرة نحوية أصيلة غيرأنه لم يكن يراعى من جميع المتكلمين , وإنما كان يراعيه الخاصة منهم , ومقتضى هذا الكلام أن اللغة العربية كانت ذات صور في القديم منها الصورة الفصيحة العالية , وكان يتبعها أولو الرأي وأولو القلم من الناس ,
وصورة أخرى عامة طبيعية يمشي على نهجها الرجل والمرأة العاديان في حياتهما العادية , في قضاء حاجاتهم في البيت والسوق والمتجر
وهكذا .
وسواء أقلنا بوجود الإعراب كظاهرة أصيلة , أم لم نقل بها . فالحقيقة تبقى موجودة وواضحة , وهو أن العامية قد تخلصت نهائيا من هذا الإعراب , سواء كان ظاهرة أصيلة أم غير أصيلة .!!!
ويلحق بالإعراب : لزوم المثنى الياء في اللهجة العامية , بعكس المعروف في اللغة الفصحى من حيث تخصيص حالة للرفع , وعلامتها
الألف , وحالة للنصب والجر وعلامتهما الياء , وقد يقال : إن لزوم الياء ليست ظاهرة جديدة في اللغة العربية إذ قد روي ذلك عن بعض
اللهجات القديمة , فنقول بالرغم من ورود هذا لم يعتبر في نظر النحويين القاعدة الأصلية في إعراب المثنى .
وعلى هذا فالنتيجة واضحة , وهو أن إعراب المثنى قد لحقه تطوير وتغير على يد العامية , ومثله ينطبق على جمع المذكر السالم حيث لزم الياء في اللهجة العامية على أنه يعرب بالواو في حالة الرفع في الفصحى وبالياء في حالتي النصب والجر .
وإذا تسائل متسائل كالسابق مقررا أن لزوم الجمع للياء كما تقول به العامية , قد ورد عن بعض القبائل العربية فنرد على هذا التساؤل
بمثل ما رددنا به على حالة المثنى السابقة وهو أن العلماء في اللغة العربية الفصحى لم يعتبروا هذه الحالة في لزوم جمع المذكر السالم للياء
صورة أصيلة في اللغة العربية الفصحى وعلى هذا تظل الحقيقة موجودة وهو أن تطورا ما قد حدث في إعراب جمع المذكر السالم .
ويلحق بهذا الباب لزوم الأسماء الخمسة للواو في العامية على عكس المعروف في الفصحى من إعراب هذه الأسماء بطرق مختلفة :
بالواو في الرفع وبالألف في النصب وبالياء في الجر , وإن سأل المتسائل نفس السؤال قلنا لقد عدها علماء العربية شذوذا في الإعراب .
وبالتالي فالنتيجة أنه حدث تطور في الأسماء الخمسة إعرابيا في اللهجة العامية .
تعليقات