التطور في التراكيب بين الفصحى والعامية
الجملة النحوية في الفصحى والعامية :
المعروف أن الجملة الفعلية البسيطة في النحو العربي الفصيح ترتيبها : يتقدم فيها الفعل ثم يعقبه الفاعل حسب القاعدة النحوية الصحيحة
وهي قاعدة عامة , فإن حدث العكس وتقدم الاسم على الفعل ,عُدَّ ذلك أسلوبا خاصا يقصد به نوع من التوكيد .
وهذا النظام في تركيب الجملة يأتي في العامية على العكس تماما , ففي العاميات بوجه عام تبدأ الجملة بالاسم لا بالفعل , ولا يُبْدأ عادة بالفعل
قبل الاسم إلا في حالة خاصة للتأكيد أو الاستفهام !!
ويلحق بباب ترتيب الجملة أمران آخران مهمان ظهرا في اللهجات العامية :
1- الاستغناء عادة عن المفعول لأجله بصورته الفصيحة المعهودة , وطورت العامية لنفسها أسلوبا آخر يقوم مقام الأسلوب الفصيح
فبدلا من يقول العامي :( قمت احتراما له ) يقول :( قمت لاحترامه) وقد يستعمل :( علشان) على أنه قد نسمع من المثقفين أحيانا استعمال
المفعول لأجله بصورته الفصيحة ولكن دون إعراب .
2- وفي باب ( الحال ) يأتي التعبير عنه في الفصحى : يكون باسم مشتق هو وصف غالبا .
أما في العامية فقد طورت لنفسها أسلوبين لهذا الباب (الحال) التعبير عنه بصورته الفصيحى أي باستعمال اسم مشتق هو وصف , أو استعمال الفعل المضارع المتصل به الباء في أوله : تقول العامية (شفته بيضحك ) .
ويدخل في باب ترتيب الجملة من التطور في العامية واختلافها عن الفصحى كذلك توزيع أدوات الاستفهام في الجملة :
فالمعروف في الفصحى أن أدوات الاستفهام لها الصدارة في الكلام , ومن ثم تنص القاعدة العامة على وجوب تقدم اسم الاستفهام على الجملة
أما في العامية فيستوي الأمر عندها بمعنى أن أداة الاستفهام قد تأتي في أول الجملة أو في آخرها على حد سواء تقول :(فين شفته ؟)
أو ( شفته فين؟) بل إن هذا الأسلوب الأخير هو الأعم الأغلب في اللهجة المصرية العامية .
ومن باب التطور النحوي في العامية واختلافها عن الفصحى : ترتيب اسم الإشارة في الجملة البيانية , ففي التعبير البياني الفصيح أن اسم الإشارة يسبق دائما الاسم ولا يتأخر عنه فنقول في الفصحى : هذا الولد . بعكس العامية التي تتبع نظاما خاصا مخالفا تماما وهو :
استعمال اسم الإشارة في نفس الأسلوب بعد الاسم المشار إليه فنقول :( الولد ده )!! باللهجة المصرية .
ويضاف إلى ذلك في باب اسم الإشارة اختلاف التطابق في الجملة التي تشتمل على اسم إشارةفقد قلنا من قبل أن صيغة المثنى قد فُقِدت من باب اسم الإشارة , وعوملت في التطابق معاملة الجمع تماما .
ومن العجيب أن توزيع الفعل المضارع في الجملة العربية الفصيحة له صورة واحدة هي التي تبدأ بحرف من حروف :( أنيت )وقد قررنا
آنذاك أن هذه الصورة تدل على الحال أو الاستقبال لكن لا بنفسها بل بإضافة شيء إليها كالسين أو سوف , أما في العامية فقررنا أن هناك
صورتين هما : الصورة الأولى الخالية من حرف الباء والتي تدل على الاستقبال نصا وتحتاج إلى شيء يضاف إليها للدلالة على ذلك
فتقول العامية :( حَقُولُهْ ) أو ( رَاحْ أقوله ) كما أن هذه الصورة نفسها يجب أن تكون هي المستعملة في اللغة العامية بعد مجموعة من الألفاظ المعينة مثل : لازم , من الواجب , من الضروري , ونحوها من تلك الألفاظ التي تأتي بعدها (أن) عادة ظاهرة أو مقدرة , وكل هذا بعكس
الصورة الثانية فهي لاتستعمل في الاستقبال بحال من الأحوال ( بخلاف بعض اللهجات العربية ) الحديثة الأخرى حيث تستعمل هذه الصيغة للدلالة على الاستقبال نصا ويظهر خذا بوجه خاص في اللهجات اللبنانية الشمالية والوسطى .
أما هذه الصورة الثانية نفسها وهي التي تلحق بها الباء في أولها تدل على شيئين في اللهجة المصرية العامية :
* الدلالة على العادة نقول :( بياكل كتير ) (بيروح السينما كتير ) .
* التلبث بالفعل : ( بياكل : أي أنه يأكل الآن ) .
وقد بدت ظاهرة غريبة واضحة في اللهجات العامية في الأفعال فقد طورت اللهجات العامية نظام الأفعال عندها عن الفصحى , فنحن في اللغة الفصحى نقسم الأفعال إلى قسمين رئيسيين : أفعال تامة :وهي التي تحتاج إلى فاعل . , وأفعال ناقصة : وهي التي تدخل على المبتدأ والخبر
مثل كان وأخواتها .
أما في العامية فنظام الأفعال المطور لديها فهو كما يلي :
أفعال مساعدة .: ومن خواص هذه الأفعال المساعدة أنها لاتستعمل وحدها بحال من الأحوال وإنما تحتاج إلى آخر فعل ينضم إليها تاليا لها
نقول في العامية :( قعد يتكلم لمَّا شبع ) فكلمة ( قعد ) ليست أساسية ولا فعلا تاما وإنما هي في العامية فعل مساعد , والفعل الرئيسي في الجملة هو ( يتكلم ) .
والأفعال المساعدة في اللهجة المصرية العامية كثيرة جدا منها مثلا :( قعد , راح , قام , فِضِلْ , تَنُّه , بَقَى ......الخ ) وتأتي مع أفعال أساسية في الجملة العامية تقول :( قعد يضرب في ابنه) ,( راح قايم من القعده) , (قام وقف وقال أنا ماشي ),(فضل يتكلم ),(تَنَّهْ يلعب لغاية العصر ),( بقي يشتم فيه لحد ما اتماسكوا في بعض ).!!
وهذه الأفعال المساعدة تحتاج إلى بحث منفرد لمن أراد أن يدرسها بعناية لإحصائها ومعرفة استخداماتها .
المعروف أن الجملة الفعلية البسيطة في النحو العربي الفصيح ترتيبها : يتقدم فيها الفعل ثم يعقبه الفاعل حسب القاعدة النحوية الصحيحة
وهي قاعدة عامة , فإن حدث العكس وتقدم الاسم على الفعل ,عُدَّ ذلك أسلوبا خاصا يقصد به نوع من التوكيد .
وهذا النظام في تركيب الجملة يأتي في العامية على العكس تماما , ففي العاميات بوجه عام تبدأ الجملة بالاسم لا بالفعل , ولا يُبْدأ عادة بالفعل
قبل الاسم إلا في حالة خاصة للتأكيد أو الاستفهام !!
ويلحق بباب ترتيب الجملة أمران آخران مهمان ظهرا في اللهجات العامية :
1- الاستغناء عادة عن المفعول لأجله بصورته الفصيحة المعهودة , وطورت العامية لنفسها أسلوبا آخر يقوم مقام الأسلوب الفصيح
فبدلا من يقول العامي :( قمت احتراما له ) يقول :( قمت لاحترامه) وقد يستعمل :( علشان) على أنه قد نسمع من المثقفين أحيانا استعمال
المفعول لأجله بصورته الفصيحة ولكن دون إعراب .
2- وفي باب ( الحال ) يأتي التعبير عنه في الفصحى : يكون باسم مشتق هو وصف غالبا .
أما في العامية فقد طورت لنفسها أسلوبين لهذا الباب (الحال) التعبير عنه بصورته الفصيحى أي باستعمال اسم مشتق هو وصف , أو استعمال الفعل المضارع المتصل به الباء في أوله : تقول العامية (شفته بيضحك ) .
ويدخل في باب ترتيب الجملة من التطور في العامية واختلافها عن الفصحى كذلك توزيع أدوات الاستفهام في الجملة :
فالمعروف في الفصحى أن أدوات الاستفهام لها الصدارة في الكلام , ومن ثم تنص القاعدة العامة على وجوب تقدم اسم الاستفهام على الجملة
أما في العامية فيستوي الأمر عندها بمعنى أن أداة الاستفهام قد تأتي في أول الجملة أو في آخرها على حد سواء تقول :(فين شفته ؟)
أو ( شفته فين؟) بل إن هذا الأسلوب الأخير هو الأعم الأغلب في اللهجة المصرية العامية .
ومن باب التطور النحوي في العامية واختلافها عن الفصحى : ترتيب اسم الإشارة في الجملة البيانية , ففي التعبير البياني الفصيح أن اسم الإشارة يسبق دائما الاسم ولا يتأخر عنه فنقول في الفصحى : هذا الولد . بعكس العامية التي تتبع نظاما خاصا مخالفا تماما وهو :
استعمال اسم الإشارة في نفس الأسلوب بعد الاسم المشار إليه فنقول :( الولد ده )!! باللهجة المصرية .
ويضاف إلى ذلك في باب اسم الإشارة اختلاف التطابق في الجملة التي تشتمل على اسم إشارةفقد قلنا من قبل أن صيغة المثنى قد فُقِدت من باب اسم الإشارة , وعوملت في التطابق معاملة الجمع تماما .
ومن العجيب أن توزيع الفعل المضارع في الجملة العربية الفصيحة له صورة واحدة هي التي تبدأ بحرف من حروف :( أنيت )وقد قررنا
آنذاك أن هذه الصورة تدل على الحال أو الاستقبال لكن لا بنفسها بل بإضافة شيء إليها كالسين أو سوف , أما في العامية فقررنا أن هناك
صورتين هما : الصورة الأولى الخالية من حرف الباء والتي تدل على الاستقبال نصا وتحتاج إلى شيء يضاف إليها للدلالة على ذلك
فتقول العامية :( حَقُولُهْ ) أو ( رَاحْ أقوله ) كما أن هذه الصورة نفسها يجب أن تكون هي المستعملة في اللغة العامية بعد مجموعة من الألفاظ المعينة مثل : لازم , من الواجب , من الضروري , ونحوها من تلك الألفاظ التي تأتي بعدها (أن) عادة ظاهرة أو مقدرة , وكل هذا بعكس
الصورة الثانية فهي لاتستعمل في الاستقبال بحال من الأحوال ( بخلاف بعض اللهجات العربية ) الحديثة الأخرى حيث تستعمل هذه الصيغة للدلالة على الاستقبال نصا ويظهر خذا بوجه خاص في اللهجات اللبنانية الشمالية والوسطى .
أما هذه الصورة الثانية نفسها وهي التي تلحق بها الباء في أولها تدل على شيئين في اللهجة المصرية العامية :
* الدلالة على العادة نقول :( بياكل كتير ) (بيروح السينما كتير ) .
* التلبث بالفعل : ( بياكل : أي أنه يأكل الآن ) .
وقد بدت ظاهرة غريبة واضحة في اللهجات العامية في الأفعال فقد طورت اللهجات العامية نظام الأفعال عندها عن الفصحى , فنحن في اللغة الفصحى نقسم الأفعال إلى قسمين رئيسيين : أفعال تامة :وهي التي تحتاج إلى فاعل . , وأفعال ناقصة : وهي التي تدخل على المبتدأ والخبر
مثل كان وأخواتها .
أما في العامية فنظام الأفعال المطور لديها فهو كما يلي :
أفعال مساعدة .: ومن خواص هذه الأفعال المساعدة أنها لاتستعمل وحدها بحال من الأحوال وإنما تحتاج إلى آخر فعل ينضم إليها تاليا لها
نقول في العامية :( قعد يتكلم لمَّا شبع ) فكلمة ( قعد ) ليست أساسية ولا فعلا تاما وإنما هي في العامية فعل مساعد , والفعل الرئيسي في الجملة هو ( يتكلم ) .
والأفعال المساعدة في اللهجة المصرية العامية كثيرة جدا منها مثلا :( قعد , راح , قام , فِضِلْ , تَنُّه , بَقَى ......الخ ) وتأتي مع أفعال أساسية في الجملة العامية تقول :( قعد يضرب في ابنه) ,( راح قايم من القعده) , (قام وقف وقال أنا ماشي ),(فضل يتكلم ),(تَنَّهْ يلعب لغاية العصر ),( بقي يشتم فيه لحد ما اتماسكوا في بعض ).!!
وهذه الأفعال المساعدة تحتاج إلى بحث منفرد لمن أراد أن يدرسها بعناية لإحصائها ومعرفة استخداماتها .
تعليقات