من يطفيء فتنة الشقاق بين مصر والجزائر؟

لجمع الشمل ونبذ الفرقة والاختلاف بين الشقيقتين الجزائر ومصر !!

أثبت هنا موقفا رائعا لمحبة الشعب الجزائري العاقل لأخوته من الشعب المصري
العاقل والمتعاون دائما مع الشقيقة الجزائر منذ قيام ثورتها المجيدة وحتى اليوم.

وهذا الموقف حدث معي شخصيا في باريس في جولتي الأخيرة منذ شهر تقريبا

كنت بالمسجد الكبير بباريس لصلاة المغرب , وأثناء الوضوء للحاق بالصلاة التي
أقيمت تعجلت قليلا حتى لاتفوتني ركعة من الصلاة , وحدث أن تعثرت وسقطت
( متزحلقا) في مكان الوضوء . وكسر ذراعي ونجوت والحمد لله من فتخ (نافوخي)
وكان أول المعاونين لي على النهوض مع ابني الذي كان معي :

أخ جزائري فاضل وكريم اسمه ( عبد الرحيم) ساعدني على الوقوف وأسندني
وأدركنا ركعتين من صلاة المغرب مع الجماعة . وكان هذا النبيل الجزائري قد
أحضر لي كرسيا لأصلي عليه وهو بجواري .
وبعد الصلاة قام بالتعريف بنفسه بلغة عربية أعجبتني وتحدث معي ومع ابني
قائلا : إنه لابد من التوجه لمستشفى الطواريء لوضع جبيرة من( الجبسونا )على
ذراعي , ونصح بأن لانستمع إلى آراء بعض الحضور الذين هونوا من الموضوع
واكتفى بعضهم بأن نمر على صيدلية لشراء مراهم أو مسكنات كانوا يقترحون أسماء متعددة لها .
المهم أن هذا الأخ الجزائري الذي يثبت أصالة العقلاء من الشعب الجزائري قال :
إنه طبيب أسنان ويدرس للدراسات العليا في نفس المستشفى . ولما لم يكن مع ابني
سيارة وكنا في رحلة ترفيهية لمدة أسبوع في باريس ولم نكن نعلم مكان المستشفى
طلب ابني من الحضور أن يتكرم أحدهم ممن لديه سيارة أن يوصلنا إلى المستشفى
أو يستدعي لنا سيارة أجرة ( تاكسيا) فقال الشهم الجزائري : أنا معي سيارة
وسوف أقوم بتوصيلكم والوقوف معكم حتى تتم إجراءات الإسعاف لوالدي الحاج
وفعلا لم يتركنا ـ وكنا في حاجة لمن يتقن التحدث بالفرنسية ـ وعند مغادرتنا
بعد أن تأكد من بداية إجاراءات العلاج . اعتذر بأدب جم وأخوة لاتنسى قائلا:
_ إنني أعمل على سيارتي بعد المغرب كسائق ( تاكسي) لتحسين الدخل والمصروف
على دراستي للدكتوراه . وقال : إن شاء الله بعد أن ينتهي العلاج اطلبوني على
هاتفي المحمول ـ الذي أعطانا ـ رقمه وسوف أحضر لتوصيلكم إلى الفندق الذي تقيمون
فيه وأطمئن على حالة والدي الحاج الطيب .
وكنا في غاية الامتنان لما قام به من فعل نبيل معنا . وشكرناه كثيرا
ولم ينتظر أن نتصل به نحن ـ لعلنا قد نكون قد أحرجنا من تعطيله عن عمله ـ
فقام هو بالاتصال بعد ساعة تقريبا ليطمئن عما حدث معنا من جهة المستشفى
وكنا خارجين للتو من المستشفى بعد وضع الجبيرة على الكسر .وشكرناه مجددا
فقال أين أنتم الآن لأحضر لتوصيلكم للفندق . فقلنا له نحن نركب المترو في طريق
العودة . فسأل : ما المحطة القادمة لأنتظركم عندها ؟
منتهى الإنسانية والروح العربية الشرقية المخلصة والمحبة !!
واعتذرنا له إننا قرب محطة الوصول .
لم أنس لابني الفاضل الدكتور : عبد الرحيم الجزائري الشهامة التى قام بها.
وأرسلت له رسالة على الهاتف تحية وشكرا له ونحن نغادر باريس متمينا
وراجيا له كل التوفيق والسعادة . ورحبت به إن تفضل وزرانا في مصر .


إخوتي من القطر الشيقيق الجزائر
أهلى وناسي من مصر الغالية المحبوبة

فلنترك السير وراء الشائعات والتعصب المقيت .
نحن أمة من خير الأمم و(الخير فيّ وفي أمتى إلى يوم القيامة )
كما قال الهادي البشير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ماذا أخذنا من مباراة الكرة المشئومة في مصر وفي السودان وقبلهما في الجزائر
إلا الغضب وإغفال حقيقة ـ أراد أعداؤنا وجهلاء إعلاميينا وبعض ساستنا وحكامنا ـ
أن يقلبوها ويثيروا بدلا منها فتنة يشتعل أوراها ليأكل كل جميل بين الشعبين العربيين

لكم تمنيت أن أعود إلى مسجد أو مجمع الإمام الغزالي الذي أقامه الجزائريون والعرب
في قلب باريس ليشهد أن الله فوق الجميع وأن الالتفاف حولة رايته أفضل بكثير من
رايات التعصب الكروي والجاهلي من شرذمة من غير العقلاء .
لكم تمنيت أن أقابل الابن الفاضل عبد الرحيم الجزائري لأشكره من جديد .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )