دروس من الهجرة 1432
تعلمت من الهجرة النبوية الشريفة :
حسن التخطيط لنجاح الهدف.
فقلد كان اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم ، لغار ثور في الاتجاه المخالف لتوقع أعدائه الكفار أن يتجه إلى المدينة المنورة فراحوا يجدون في اللحاق به على طرقها . لكنه خطط وأجاد التخطيط في رحلة الهجرة الناجحة .
وتعلمت من دروس الهجرة الشريفة:
الثقة واليقين بنصر الله وأمنه من كل خوف يلحق بالإنسان .
ذلك من اليقين الذي بثه المصطفى صلى الله عليه وسلم في نفس صاحبه أبي بكر وهما في الغار ، حين قال له : يا رسول الله ، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا ، فأجابه : يا أبا بكر ما بالك باثنين الله ثالثهما ؟، لا تحزن إن الله معنا .وكذلك حين كاد سراقة اللحاق بركب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فساخت قدما فرسه في الصخر ، وأيقن أن الله يحمي نبيه صلى الله عليه وسلم .
وتعلمت من دروس الهجرة النبوية الشريفة أيضا :
أن الرزق يكفله الله للناس من حيث لايحتسبون
وأن رزقك وطعامك سوف يأتيك مهما ضاقت بك السبل لتحصيله ، فلن يتخلى الله عن رزق خلقه ، مؤمنهم وكافرهم ، ولن يحصل على رزقك سواك ، ولن تأخذ رزق غيرك الذي قدره الله له ، فعندما مر محمد صلى الله عليه وسلم ومعه رفاق الهجرة أبابكر ، ومرشد الرحلة المشرك بأم معبد في الطريق ، وسألوها عن شراب يرتوون منه ، قالت ليس عندنا غير شاة عجفاء تخلفت عن القطيع لمرضها
، فطلب منها أن تأتي له بها ، ومسح على ضرعها فامتلأ باللبن ، فحلب الرسول منها وشرب هو ومن معه وأم معبد وترك لها ملء الإناء الذي حلب فيه لزوجها وأولادها عندما يعود ، وكان في الشاربين المؤمن والكافر وهذا رزق ساقه الله إليهم ، وكانت معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم .
وتعلمت من دروس الهجرة النبوية :
حسن استقبال الضيف وتحيته
فما أروع احتفاء الأنصار بالمدينة بركب النبي وصحبه كضيوف على يثرب وأهلها ، استقبلوه بالبشر والترحاب ، ورغبة كل منهم أن تبرك ناقته عند بيته واستقبلوه بالأناشيد الطيبة المباركة :
طلع البدر علينا = من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا = ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا = جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة = مرحبا يا خير داع
وتعلمت من دروس الهجرة النبوية الشريفة :
أنه إذا ضاق عليك المكان وكثرت فيه ومنه ومن أهله المتاعب ، فأرض الله واسعة لنهاجر فيها ، ساعين بحمل مباديء الحق ، والسعي من أجل الرزق ، ونشر الحق .
فعندما ضاقت مكة وجاهرت بعدائها ومحاربتها لدعوة الحق وحاملها خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم ، تركها لهم وهي أحب بلاد الله إلى قلبه ، وودعها متجها إلى يثرب ليجد فيها متسعا لأمنه واستقراره ونشر دعوة الحق بين أهلها والعالم كله ، فكانت هجرته أفضل الدروس لتعليم أصحاب المباديء ألا يتخلوا عنها ، ويسعوا من أجلها في أرض الله الواسعة .
وتعلمت من دروس الهجرة النبوية الشريفة :
المؤاخاة والمودة بين المؤمنين ، والتعاون على فعل الخير وبذل العطاء محبة في الله .
فما تم من التآخي بين المهاجرين والأنصار في الهجرة ، وحب الأنصار للمهجارين ورغبتهم في اقتسام ما يملكون مع إخوانهم المهاجرين القادمين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة ، حتى وصل الأمر بأحدهم أن عرض على عبد الرحمن بن عوف
أخيه في الهجرة والإيمان أن يختار إحدى زوجاته ليطلقها له فيتزوجها ، ويقتسم معه ماله ، فرد عليه عبد الرحمن بن عوف المهاجر
في عفة المؤمن وعزته قائلا : بارك الله لك في أهلك ومالك ، دلني على السوق ، وأخذ يتاجر فيما معه من مال ، حتى صار من أغنياء المؤمنين في المدينة .
ألا إن من يبحث في سيرة الحدث التاريخي الهجري الذي بدأ به تاريخ الإسلام الحقيقي في إنشاء الدولة الإسلامية ، ليجد أن المسلمين كانوا كالجسد الواحد الذي إذا مرض جزء من أجزائه تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ، ولتعلم العديد من الدروس النافعة في حياته ورقيه ونجاح المجتمع كله ، إذا ما سار على هدي هذه الدروس الكريمة المباركة .
من دروس الهجرة النبوية الشريفة
تحدي الباطل ، واللحاق بركب الحق
عندما أراد كفار مكة منع المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهجرة
تحداهم أصحاب الحق والقوة كعمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلا لهم وهو يهاجر علنا :
من أراد أن تثكله أمه أو ييتم ولده ، فليتبعني خلف هذا الوادي
فإني مهاجر إلى يثرب.فلم يجرؤ أحد أن يمنعه من الهجرة
وأراد أهل الباطل أن يمنعوا ( صهيب الرومي ) عن الهجرة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقالوا له : أتيتنا صعلوكا فقيرا ، ثم اغتنيت من أموالنا والله لا ندعك حتى تدلنا على مالك فقال لهم :
إليكم مالي فخذوه ، فهاجر خلف ركب الحق مؤمنا بالله ، ولما وصل إلى المدينة ،
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ربح البيع ..ربح البيع يا صهيب )
فقد اشترى آخرته ودينه الإسلامي بماله في الدنيا فكان الرابح
في الدارين رضي الله عنه .
من دروس الهجرة النبوية الشريفة
تحدي الباطل ، واللحاق بركب الحق
عندما أراد كفار مكة منع المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهجرة
تحداهم أصحاب الحق والقوة كعمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلا لهم وهو يهاجر علنا :
من أراد أن تثكله أمه أو ييتم ولده ، فليتبعني خلف هذا الوادي
فإني مهاجر إلى يثرب.فلم يجرؤ أحد أن يمنعه من الهجرة
وأراد أهل الباطل أن يمنعوا ( صهيب الرومي ) عن الهجرة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقالوا له : أتيتنا صعلوكا فقيرا ، ثم اغتنيت من أموالنا والله لا ندعك حتى تدلنا على مالك فقال لهم :
إليكم مالي فخذوه ، فهاجر خلف ركب الحق مؤمنا بالله ، ولما وصل إلى المدينة ،
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ربح البيع ..ربح البيع يا صهيب )
فقد اشترى آخرته ودينه الإسلامي بماله في الدنيا فكان الرابح
في الدارين رضي الله عنه .
ومن هنا أهنيء المسلمين في شتى بقاع العالم بذكرى الهجرة النبوية وأدعو الله تعالى أن يعيد علينا ذكريات الهجرة الغالية بإحياء
دروسها ، والتعلم منها ما ينهض بحياتنا المتعثرة بسبب بعدنا عن هذا التاريخ المجيد .
تعليقات