لمقال الثاني ( النثر ؛ نشأته وتطوره )
ذكر النقاد والباحثون المهتمون بدراسة النثر العربي آراء عدة حول اختلافهم بشأن أسبقية ظهور النثر على الشعر العربي ، فقال مجموعة منهم أن لغة الأدب النثرية أو الفنية لابد لها من تفكير في ظل تنظيم مجتمعي راقٍ له أوضاع اجتماعية تتخاطب وتكتب بلغة تثير المشاعر
والأحاسيس وتجعلها تتواصل بهذه اللغة الننثرية الفنية ، ولذلك تأخرت نشأة هذا الفن عن الشعر ؛ وممن قال بهذا الرأي الدكتور طه حسين
ومما يؤيد رأيه أن دائرة المعارف الفرنسية ذكرت أن لغة الشعر كانت هي السائدة في بلاد الإغريق القديمة قبل ظهور النثر وبخاصة في الكتابة التي ظهرت عام 940 قبل الميلاد ، ثم جاء أول إنتاج نثري سنة 740 قبل الميلاد في ظهور الفلسفة الإغريقية بعد قصة ( كورنت ) للكاتب الفرنسي ( بوزانيس )
أما النثر العربي الفني في الأدب في وجهة النظر المعاكسة لسبقه لفن الشعر فقد ذكرها الدكتور زكي مبارك في كتابه الشهير ( النثر الفني )
صفحة 44 وما بعدها ؛ حيث ( عد من الأدلة على وجود نثر جاهلي نزول القرآن الكريم بلغة العرب ) ورغم أن العرب عرفوا ما يسمى
( بحُداء الإبل ) الذي كان منغما بلغة تشبه لغة الشعر في القوافل العربية القديمة ، وعرف مثله البحارة القدماء عندما كانوا يشدوا المراكب
بحداء يقوي عزائمهم على العمل ، ومنه في أيامنا هذه ما يقوم به عمال البناء وهم يخلطون مواد البناء بآلاتهم القديمة التي يربطون فيها حبلا طويلا ويشدونه لتخليط المواد من الأسمنت والرمل والحصى والمياه قبل صبها على شدات الخشب في إنشاء العقارات والعمارات
لكن هذا الحُداء كان موازيا لمعرفة لغة النثر التي نزل بها الوحي في القرآن الكريم بأسلوب يفهمه ويتذوقه العرب وإن كان يتحداهم ببلاغته فراحوا يحاكونه في فصاحته بلسانهم العربي الذي يعبر عن لغتهم النثرية التي عرفوها وأتقنوها ، ويؤكد وجود تلك اللغة ما أيده كتاب الحق ( القرآن الكريم في قوله تعالى :( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )
ومن هنا فالقول بأن النثر الفني قديم حقيقة لايمكن انكارها .
غير أن تطور اللغة إلى أسمى درجات القوة والبلاغة التي تمثلت في القرآن الكريم تتطلب البحث في مجالات النثر الأدبي الفني منذ
معرفتنا لهذه الحقيقة
وهذا ما سنعالجه في المقال الثالث بإذن الله
والأحاسيس وتجعلها تتواصل بهذه اللغة الننثرية الفنية ، ولذلك تأخرت نشأة هذا الفن عن الشعر ؛ وممن قال بهذا الرأي الدكتور طه حسين
ومما يؤيد رأيه أن دائرة المعارف الفرنسية ذكرت أن لغة الشعر كانت هي السائدة في بلاد الإغريق القديمة قبل ظهور النثر وبخاصة في الكتابة التي ظهرت عام 940 قبل الميلاد ، ثم جاء أول إنتاج نثري سنة 740 قبل الميلاد في ظهور الفلسفة الإغريقية بعد قصة ( كورنت ) للكاتب الفرنسي ( بوزانيس )
أما النثر العربي الفني في الأدب في وجهة النظر المعاكسة لسبقه لفن الشعر فقد ذكرها الدكتور زكي مبارك في كتابه الشهير ( النثر الفني )
صفحة 44 وما بعدها ؛ حيث ( عد من الأدلة على وجود نثر جاهلي نزول القرآن الكريم بلغة العرب ) ورغم أن العرب عرفوا ما يسمى
( بحُداء الإبل ) الذي كان منغما بلغة تشبه لغة الشعر في القوافل العربية القديمة ، وعرف مثله البحارة القدماء عندما كانوا يشدوا المراكب
بحداء يقوي عزائمهم على العمل ، ومنه في أيامنا هذه ما يقوم به عمال البناء وهم يخلطون مواد البناء بآلاتهم القديمة التي يربطون فيها حبلا طويلا ويشدونه لتخليط المواد من الأسمنت والرمل والحصى والمياه قبل صبها على شدات الخشب في إنشاء العقارات والعمارات
لكن هذا الحُداء كان موازيا لمعرفة لغة النثر التي نزل بها الوحي في القرآن الكريم بأسلوب يفهمه ويتذوقه العرب وإن كان يتحداهم ببلاغته فراحوا يحاكونه في فصاحته بلسانهم العربي الذي يعبر عن لغتهم النثرية التي عرفوها وأتقنوها ، ويؤكد وجود تلك اللغة ما أيده كتاب الحق ( القرآن الكريم في قوله تعالى :( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )
ومن هنا فالقول بأن النثر الفني قديم حقيقة لايمكن انكارها .
غير أن تطور اللغة إلى أسمى درجات القوة والبلاغة التي تمثلت في القرآن الكريم تتطلب البحث في مجالات النثر الأدبي الفني منذ
معرفتنا لهذه الحقيقة
وهذا ما سنعالجه في المقال الثالث بإذن الله
تعليقات