قصة خطيئة امرأة

قصاصة ورق من جريدة الأهرام ، يوم الجمعة 23/11/2007
***************************************

كتبت صاحبة القصة تقول :

( اكتبها وقد تمنيت أن أعيش قصة حب ، فعشتها على الورق ؛ فتربيتي منذ الصغر حرمت عليّ التعامل مع الرجال ؛ فتخرجت في الجامعة وأنا أتمنى أن أقابل من يحبني وأحبه ، ولكن خوفي من أسرتي جعلني أبتعد كل البعد عن الرجال فأنا رومانسية إلى أبعد درجة واجتماعية بشكل مفرط وذلك كلما أتيحت لي الفرصة إلى أن تقدم لي شخص فيه صفات الزوج المناسب ؛ فوافقت على الفور وأحببته قبل أن أراه لأني كنت في حالة من اللهفة حتى أفرغ كم الحب الذي بداخلي تجاه أي شخص أرتبط به ، امتلأت أركان بيتي بهذا الحب ومرت السنون بي أنا في حالة من السعادة لأنني شعرت بالاستقلال عن أسرتي التي كانت دائما تحجم علاقتي بالناس وتحرم تعاملي معهم .
ولم ينقض على حياتي إلا أنني اكتشفت أن زوجي غير قادر على الإنجاب ، وهذه هي مشيئة الله ، لم أعترض عليها وتعاملت مع هذه الأزمة في البداية بكل قوة وشجاعة ولم أُشْعِر زوجي ولو للحظة بأني في حاجة إلى الإنجاب فتعلق بي كثيرا وكنت أنا كل حياته حيث لا يستطيع العيش بدوني ، ولكن يا سيدي الفاضل لم تدم هذه السعادة حيث بدأت الأفكار تراودني وبدأت أشعر بالوحدة كلما مرت سنة من عمري إلى أن أتممت الخامسة والثلاثين من عمري ، شعرت بعدها بأني اقتربت من السن التي لا تستطيع فيها المرأة الإنجاب ، انقلب كياني وبدأت افتعل المشكلات ، كل هذا وأنا غير راضية عن نفسي وطلبت الطلاق أكثر من مرة ، ولكني سرعان ما أشعر بمدى احتياج زوجي إلي ، ولمعرفتي أن حياته ستهدم إذا انفصلنا ، ولكن يا سيدي الوحدة كانت تدمر حياتي حيث إن زوجي يتغيب لساعات كثيرة عن البيت فبدأت أشغل نفسي بحفظ القرآن والذهاب لحضور دروس دينية ، ولكن ذلك لم يكفِ فشبح سن اليأس يطاردني وبدأت أعيش حياة غير حياتي تغيرت المفاهيم لدي بعدما كنت رمزا للهدوء والطاعة ، حتى بين زملائي في العمل ، بدأت أعيش كمراهقة صغيرة.
وتعرفت على شخص عن طريق المحمول ، بالمصادفة ، لا أعرفه ولا يعرفني فقد كان الاتصال عن طريق الخطأ ، ولكن بدأ الكلام بيننا يأخذ منحى آخر ، وأصبحنا لا نستطيع أن يمر يوم دون أن نتحدث مع بعضنا ، تحدثت معه عن كل حياتي وهو أيضا حكى لي كل ظروفه وحياته ؛ فوجدت فيه من يشغل وحدتي وفراغي ولم أعد أفكر في شيء سوى الحديث معه ، كان كلامه معي بمثابة الخدر الذي يسكن آلامي ووجدت نفسي أحبه كما أحبني ، والعجيب في الأمر أن حياتي بدأت تستقر مع زوجي فلم أعد أفكر في الإنجاب حيث جعلني هذا الرجل أفكر كيف أعيش اللحظات الجميلة فقط ، ظلت علاقتنا شهورا عديدة على التليفون ، وهو لم يرني حيث كان في بلد غير الذي أسكن به ، أصبح شيئا أساسيا في حياتي ى أستطيع النوم إلا إذا تكلمت معه ، ولكن كلما تعلقت به أقرر الابتعاد عنه 
فكان عذابي يزداد يوما يوما بعد يوم فخوفي من الله كان يلازمني في كل حين .
ابتعدت عنه كثيرا ولكن سرعان ما أعود إليه بشوق أكثر من ذي قبل ، كنت أصلي كثيرا وأدعو الله أن يباعد بيني وبينه ، لكن ما استطعت حتى جاءت الفرصة للقائنا ، وأخطأتُ معه ؛ ويعلم الله أني لم أكن أتصور أني في يوم من الأيام سأرتكب مثل هذا الذنب العظيم ، لم أدرك فظاعة هذا الجرم إلا بعدما ارتكبته.
ولولا أن الله سترني لكنت طلبت أن يقام علي الحدّ حتى أشعر بأني تبت توبة نصوحا، وأدعو الله أن يغفر لي هذا الذنب وأنا على أمل أنه سبحانه وتعالى سيرحمني.
لكن سيدي الفاضل عذابي الأكبر هو عذاب ضميري ، بعدما فرطت في حق زوجي ، وأشعر في كل لحظة بأني لا أستحق العيش معه ؛ لاأطلب منك أن تقسو علي لأنه لا جدوى من القسوة لأني لاأستطيع أن أغمض عيني من شدة ما أنا فيه من العذاب 
أريد أن أعاقب نفسي حتى أرد لهذا الزوج اعتباره ،
ماذا أفعل بالله عليك ؟!
هل أطلب الطلاق  حتى أطرد من جنته التي فرطت فيها بعبثي واستهتاري ؟
أم أصارحه وأتركه يفعل بي ما يشاء ؟
علما بأنني جربت الانتحار ولكن فشلت المحاولة .
أرجوك لا تعدد عليّ عيوبي فأنا أعرفها جيدا على الرغم من أن الناس يشهدون لي بالالتزام والوداعة كلما تعاملت مع الآخرين بكل احترام وحب 
هل أصارحهم بأني لست كذلك وأني خاطئة ، ولا أستحق هذا الحب منهم ؟
هل الطلاق هو الحل الوحيد لعقاب النفس ؟ أم هناك غيره ؟
انتهت القصاصة .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )